هيئة علماء السودان تطرح المشروع الوطني لتعزيز النسيج المجتمعي

بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل
منذ الساعة الثامنة صباح اليوم (الخميس)، توافد إلى فندق الربوة بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، وفود هيئة علماء السودان القادمين من الولايات للمشاركة في مؤتمر “دور العلماء في محنة اليوم ومنحة المستقبل”، لتأكيد دورهم في دعم الجيش السوداني والخروج برؤية حول تعزيز النسيج المجتمعي عقب انتهاء الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023.
حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الشؤون الدينية والأوقاف عمر بخيت ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم، وقدمت أوراق علمية في المؤتمر حول استراتيجية تعظيم حرمة الدماء، والتكييف القانوني والأخلاقي لمليشيا الدعم السريع، ودور المؤسسات الدعويّة في تحقيق التعايش ورتق النسيج المجتمعي ، بالإضافة إلى ورقة المنظور الاستراتيحي لدور المؤسسات الدعويّة في إسناد معارك الكرامة.
الجلسة الافتتاحية
وزير المالية والتخطيط الإقتصادي د. جبريل إبراهيم محمد، بدأ كلمته بتحية السفير الكويتي في السودان الدكتور فهد الظفيري مؤكداً على الدور الإنساني لدولة الكويت في دعم السودان واصفاً بأنهم أصحاب أيادٍ بيضاء.
وتابع : “جاء هذا المؤتمر في منعطف خطير، و البلد يعيش استهدافاً كبيراً ومؤامرة، ويُراد للسودان أن يتفتت وننقسم إلى أشتات ويرديون أن يستبدلوا ديننا بالمشروع الإبراهيمي ويسيطرون على الموانئ.”
وأضاف: “هدفهم أن يستمر هذا الاستهداف حتى لو انتهى التمرد، و ليس هنالك سبيل لهزيمة هذه المؤامرة إلا بتوحيد الجبهة الوطنية وعدم شق الصف الوطني”.
واستطرد: “تعزيز السلم الاجتماعي تحدٍ كبير جداً، من السهل جداً هزيمة مجموعة مسلحة أو الإتفاق معها لكن بناء السلم الاجتماعي أمر شاق ومناهضة خطاب الكراهية أمر مهم ويجب أن تقوموا بهذا الدور.
وطالب جبريل إبراهيم بمناهضة خطاب الكراهية، وشدد على الهيئة أن تسد هذه الثغرة بالجهود المتواصلة، مؤكداً اهتمام الدولة بأمر هيئة علماء السودان بوضعها في الطريق الصحيح.
ودعا جبريل لتوسيع هيئة علماء السودان لتضم كل علماء الفيزياء والكيمياء والفلك وفي شتى مجالات الحياة ليكون عملنا “دنيا وآخرة.”
من جانبه أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف د. عمر بخيت، على احترام الدولة للعلماء والقدوة لأنهم يقودون المجتمع إلى الخير موضحاً بالقول : “ما أحوجنا إلى العلماء ليحددوا لنا معالم المرحلة ونحتاج إلى الفتوى منكم ونحتاج إلى تحريك المجتمع ليكون السلام هو القيمة العليا.”
واكد الوزير عمر، على أهمية التماسك الاجتماعي إسناداً للقوات المسلحة في معركة الكرامة ، مضيفا: “لابد أن نعين القوات المسلحة فهي تحت قيادة واحدة وراية واحدة وتحقق هدفاً واحداً وسنقف مع الجميع.”
ودا الشباب الذين سيقودون الدولة إلى الاستفادة من حكمة العلماء والمشايخ والآباء، وقال إن الشباب هم قادة هذه المرحلة، كما أرسل رسالة لمن أسماهم شياطين الإنس والجن، مناشداً إياهم بعدم التحزب والعودة للرشد ودعاهم للاخاء والسلام لحفظ البلاد والمواطنين.”
رسالة للتمرد
ودعا وزير الشؤون الدينية المتمردين إلى العودة للرشد مؤكدا بأن اللوحة الوطنية في السودان تضم كل القبائل والمكونات المجتمعية، وزاد بالقول: “عودوا إلى رشدكم ،المستقبل لوحدة السودان وتنصلوا عن هذا التمرد.”
وناشد وزير الشؤون الدينية العلماء بالاجتهاد، وتابع: “اجتهدوا في تكييف المسائل الشرعية لأنها ستأخذ بها الدولة.”
واشار في رسالة للمسيحيين بأن الوطن يسعهم قديماً وحديثاً، وشكرهم على اسنادهم ووقوفهم مع قضية الوطن.
حب الوطن من الدين
و قال نائب رئيس الهيئة الفاتح حبر :” اتينا لمساندةً للقوات المسلحة وتوحيد الكلمة”.
الحبر العلماء أن يكونوا محققين مدققين موازنين للأمور بميزان العدل، كما دعا القائمين على أمر الدولة لحب الوطن وأبان أنه لا يتأتي ذلك إلا بغرس قيم الأخلاق ومفهوم حب الوطن في النشئ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
المشروع الوطني لتعزيز النسيج المجتمعي
وأعلن النور التوم الحربي الأمين العام لهيئة علماء السودان عن طرح المشروع الوطني لتعزيز النسيج المجتمعي وتوحيد الجبهة الداخلية، ويهدف إلى مجتمع سوداني متسامح خالٍ من النزاعات وإرساء دعائم الوحدة الوطنية ومناهضة خطاب الكراهية وتعزيز خطاب التسامح من المساجد والكنائس وتفعيل دور لجان المساجد.
وتابع : “هذا المؤتمر جاء في ظروف استثنائية، العلماء حائط صد ودفاع فكري ودورهم فعال في نهضة ورفعة الأمم، وهيئة علماء السودان تشكل حائط الصد ويتعاظم دورها في هذه المرحلة الحساسة.”