
المحقق – عثمان صديق – وكالات
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن ما يحدث في السودان هو أمر يمس الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن سلطات بلاده كانت تركز في كل اتصالاتها مع القوى العالمية على الأهمية البالغة أولاً للوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ مخرجات ومقررات منبر جدة، وثانياً للنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.
وأضاف الوزير عبد العاطي أن موقف بلاده كان مؤيداً لفتح معبر أدري على الحدود بين السودان وتشاد، مبيناً أن المعبر ما زال يعمل حالياً ولكن هذا لا يكفي، إذ لا بد من الوقف الفوري لإطلاق النار حتى يمكن إطلاق عملية سياسية لبناء دولة ديمقراطية شاملة تشمل الجميع دون استثناء.
وأشار وزير الخارجية المصري في حوار أجرته معه إذاعة الأمم المتحدة يوم (السبت) عقب إلقائه كلمة مصر أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ورصده موقع “المحقق” الإخباري، أن هناك شعوراً بالإحباط والغضب في الشارع العربي إزاء ازدواجية المعايير تجاه مختلف قضايا المنطقة.
وأفاد بأنه عقد لقاءات مكثفة حول الملف السوداني مع كل من الجانب الأمريكي والألماني والفرنسي، ومع كل الأطراف المعنية سيما وأن مصر متضررة من الأزمة الحالية في السودان إذ تستقبل أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن سوداني منذ اندلاع الأزمة في أبريل 2023. مشيرا إلى أن مصر تؤكد على ضرورة التعامل والاعتراف بالحكومة السودانية الشرعية وتأكيد الدعم الكامل لمؤسساتها وفي مقدمتها الجيش السوداني وباقي مؤسسات الدولة.
وأكد عبد العاطي أنه لا يتعين ولا يجوز أن نضع على قدم المساواة ميليشيا مع جيش وطني تم تأسيسه منذ أكثر من مائة عام. بل يتعين دعم هذه المؤسسات حتى نمكن الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها، ونعمل على حقن دماء السودانيين من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية كاملة والنفاذ الكامل للمساعدات.
وكان وزير الخارجية المصري قد أشار من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى دعم بلاده لمشروع إصلاح الأمم المتحدة الذي يهدف إلى منح أفريقيا مقعدين دائمين في مجلس الأمن قائلاً: “لا يمكننا أن نقبل أن لا يكون لأفريقيا والدول العربية حتى الآن ممثل دائم في مجلس الأمن، ولا تتمتع بالامتيازات المرتبطة به”.
وجانب آخر انتقد مجلس العلاقات الخارجية (CFR) الامريكي رسائل واشنطن المتضاربة بشأن تأجيج الحرب في السودان إذ يرى أن البيت الأبيض يتعمد تجاهل الأدوار السلبية لدول في الإقليم، و دورها في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفي الفقرة السادسة تحت عنوان “شركاء في شرق أوسط مستقر ومتكامل ومزدهر ومنطقة أوسع”، أشار البيان إلى القلق المشترك والانزعاج بين القادة بشأن الأزمة في السودان، وأكد على أنه “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري” ودعا إلى المساءلة عن الفظائع وجرائم الحرب.
وهنا أشار كاتب المقال أن كل هذا يبدو جيداً حتى يتذكر المرء الأدلة التي تشير إلى أن أطرافاً خارجية تدعم أحد الخصوم في صراع السودان – قوات الدعم السريع – مشيراً إلى إن قوات الدعم السريع تشبه الغوغاء الإجراميين أكثر من كونها قوة سياسية. وأنه لا يوجد سيناريو واقعي بأن تحكم قوات الدعم السريع أي شيء مثل السودان المستقر، فالفظائع هي بطاقة تعريف قوات الدعم السريع، فهي القوة غير المنضبطة والمخربة والمسؤولة عن العنف الجنسي على نطاق واسع والتطهير العرقي.
وعلى الرغم من أشهر من المناشدات من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، تواصل قوات الدعم السريع هجومها على الفاشر، آخر مركز سكاني رئيسي في دارفور لا يخضع لسيطرتها.
وفي حوار آخر نشره موقع الأمم المتحدة، برز التساؤل عن كيف قد تتغير السياسة الأمريكية الأفريقية في إدارة ترامب أو هاريس المحتملة بناء على حملة انتخابات 2024م؟ فجاء في جزء من الإجابة : أن المرشحين اضطروا إلى التعبير عن مواقفهم بشأن أوكرانيا وغزة، لكنهم تجاهلوا أن يتناولوا أسوأ أزمة إنسانية في العالم، هذه الحرب المروعة في السودان. وحتى لو كان الإطار هو “هل هي مجرد مأساة رهيبة لا تؤثر علينا”، فسيكون من المثير للاهتمام أن نسمع المرشحين يحاولون العمل من خلال أين تكمن مصالحنا، ولماذا هناك أسباب للقلق بشأن انهيار السودان، وما يحدث لبعض المعايير الدولية التي من المفترض أن تحمي الجميع فيما يتعلق بالوصول الإنساني وغير ذلك من الأمور. وعلى هذا – يشير الكاتب – أود أن أرى هذه الأزمة، التي هي مميتة ومدمرة للغاية، ترتفع إلى مستوى موضوع يجب على رئيس الولايات المتحدة أن يستجيب له.
ويرى مراقبون أن ما جاء في مراكز التأثير في صناعة القرار الامريكي، من منظمات ومؤسسات إعلام، مثل نيويورك تايمز ومجلس العلاقات الخارجية، سيكون له ما بعده، فمجلس العلاقات الخارجية هو مركز أبحاث وناشر مكرس ليكون موردًا للمساعدة على فهم العالم وخيارات السياسة الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة والبلدان الأخرى بشكل أفضل.