تقارير

البرهان في نيويورك… ملف السودان يتصدر أجندة المجتمع الدولي والإقليمي

المحقق – طلال اسماعيل
تصاعد التفاعل مع ملف السودان، في نيويورك التي تحتضن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها رقم 79 وذلك بعد وصول رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما ألقت واشنطن بثقلها في الملف قبل انطلاق الانتخابات القادمة.

ضمن عدة لقاءات، إلتقى البرهان، بنيويورك، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأطلعه على الجرائم والإنتهاكات والفظائع التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية في حق المواطنين الأبرياء وإستهدافها للبنيات التحتية والمستشفيات والمرافق العامة.

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين والعمل على إنتهاج الحوار كوسيلة لحل النزاع في السودان.

كما إلتقى البرهان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تطرق اللقاء للعلاقات الثنائية وسبل دعم وتعزيز علاقات التعاون بين السودان وتركيا، وأطلع البرهان، الرئيس التركي على الجرائم والفظائع التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية في حق المدنيين وتدميرها للبنى التحتية في البلاد.

لقاء ولي العهد الكويتي
وقالت الحكومة الكويتية بأن ممثل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح استقبل البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان الشقيقة على هامش أعمال اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
و نقل ولي العهد الكويتي للبرهان تحيات أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

كما جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط دولة الكويت وجمهورية السودان الشقيقة وسبل دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وحضر اللقاء وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا ووكيل الشؤون الخارجية بديوان ولي العهد مازن عيسى العيسى والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير طارق محمد البناي.

لقاءات مع الإدارة الأمريكية
وقال وزير الخارجية السوداني السفير حسين عوض إن اجتماعات من المقرر عقدها بين البرهان ومسؤولين في الخارجية الأميركية، ومجلس الأمن القومي الأميركي، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وذكرت قناة الشرق السعودية بأن لقاءات جرت بين البرهان و 3 مسؤولين أميركيين في نيويورك لبحث الأزمة السودانية، وشملت مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومسؤولين اثنين آخرين، من ضمنهم المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو

وذكرت القناة بأن اجتماع البرهان بالمسؤولين الأميركيين (الأربعاء) في نيويورك يمهّد للقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل نهاية الأسبوع في نيويورك

محاور خطاب البرهان
وأضاف وزير الخارجية السوداني أن خطاب البرهان غداً الخميس سيتناول قضية السودان الداخلية والحرب المفروضة على البلاد، ومخاطبة دول العالم بالتعامل مع السودان كدولة مستقلة، وعدم تفسير ما يجري على أنه حرب داخلية، “بل هي حرب خارجية إقليمية بأبعادها المختلفة، ومفروضة على السودان”.

وتابع أنه آن الأوان لمخاطبة الضمير العالمي للوقوف مع الشعب السوداني في محنته، لافتا إلى أنه عقد لقاءات مع نظرائه على هامش أعمال القمة، بحثت مجالات التعاون المشترك سياسياً واقتصادياً.

مع وزير الخارجية المصري
والتقى البرهان (الأربعاء) مع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونقل الوزير عبد العاطي تحيات رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي إلى البرهان الذي عبر عن تقديره لجهود مصر في دعم السودان.

وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر تواصل جهودها الرامية إلى دعم السودانيين في الخروج من أزمتهم، والحفاظ على وحدة وسيادة السودان ودعم مؤسساته.

كما أشاد الوزير في هذا السياق بما قدمته الحكومة السودانية من تسهيلات لإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “أدري” على الحدود السودانية التشادية، معرباً عن التطلع لاستعادة السودان الشقيق لأمنه واستقراره في أقرب وقت.

بيان قطري
وقالت وزارة الخارجية القطرية بأنها شاركت في حدث وزاري رفيع المستوى لتعزيز دعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، عقدته المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومثل دولة قطر في الحدث، لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي.

وأعربت الوزيرة القطرية في كلمة، عن شكرها لجميع الدول والمنظمات الأممية القائمة على اجتماع اليوم “الذي يكتسب أهميته من أهمية البلد الذي نناقش مأساته، السودان، هذا البلد العزيز على قلوب جميع العرب. هذا البلد العريق والكبير الذي يطل على أحد أهم الممرات البحرية والذي تمتد حدوده مع عدد من أكبر الدول الأفريقية مما يكسبه أهمية استراتيجية كما يجعل آثار وتداعيات الحرب فيه كارثية على منطقة القرن الأفريقي برمتها والمنطقة العربية عموما”.

وتابعت “عندما اجتمعنا في نفس هذا المكان من العام الماضي كان يحدونا الأمل أننا لن نجتمع مجدداً إلا وقد وضعت الحرب أوزارها وأننا ربما اجتمعنا لتداول خطط التنمية وإعادة ترميم ما خلفته هذه الحرب الدامية، ترميمُ الحجر وترميمُ البشر كذلك. فما تخلفه هذه الحرب لا يقتصر على البنى التحتية والمستشفيات والمدارس، بل فَقْدٌ وتهجير واعتداءات مفزعة تشيب لها الولدان”.

ولفتت وزير الدولة للتعاون الدولي القطرية إلى أن الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية أشار خلال زيارته الأخيرة للسودان إلى توقف 70% إلى 80% من المرافق الصحية عن العمل، مضيفة أن اللجوء في السودان يعتبر أكبر مأساة لجوء قائمة على مستوى العالم في هذه اللحظة، كما أن النظام التعليمي قد تعطّل بالكامل، مما يجعل هذه أكبر نسبة للأطفال خارج المدارس حيث تقارب المئة في المئة.

واستطردت قائلة “لنا أن نتخيل أن هذا البلد الزراعي، الذي يجري النيل فيه، يتضور أبناؤه جوعا! فبحسب إحصاءات منظمة الغذاء العالمي هناك أربعةَ عشر مليون إنسانٍ في السودان يعانون من الجوع الحادّ كما أن ثلاثة عشرَ منطقةً على حافة المجاعة. أما المرأة السودانية الكريمة العزيزة فتدفع أثمانا مضاعفة، بسبب اعتداءات مجموعاتٍ تحركها الأثمان البخسة من المال، مجموعاتٌ خارجةٌ عن القانون والأخلاق والسلوك الإنساني القويم”.

وشددت على أن للحرب في السودان مسارين، سياسي وإنساني، ومن المهم المضيّ بفاعلية وسرعة شديدة في كليهما، مشيرة إلى أن دولة قطر تخشى أن يتحول ملف السودان إلى مجرد ملف روتيني وأن يتم تحويل الأشقاء الكرام في السودان إلى مجموعات من اللاجئين فيتمّ اختزال التعامل مع هذا الملف المحوري في بُعد واحد، وهو المساعدات الإنسانية.

وثمنت وزير الدولة للتعاون الدولي القطرية عاليا الجهود السياسية المهمة التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية من خلال منبر جدّة مجددة دعم دولة قطر له، كما ثمنت عاليا الجهود التي تقوم عليها جمهورية مصر العربية في هذا الملف سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.

وشددت على أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻣﻠﻒ اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ اﻷﺟﻨﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ووﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، معربة عن تأكيد دولة قطر ﻋﻠﻰ مجموعة ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدىء اﻟﺘﻲ يفترض أن ﺗﺸﻜﻞ اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ دوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮداﻧﻲ وهي أولا اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎدة ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻮدان ووﺣﺪة وﺳﻼﻣﺔ أراﺿﻴﻪ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ الوطنية، وثانيا ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ اﻟﺸﻘﻴﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺑﺤﻘﻦ دﻣﺎﺋﻪ واﺳﺘﻌﺎدة أﻣﻨﻪ ﻓﻲ وﻃﻨﻪ وﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻄﻠﻌﺎت ﺷﻌﺒﻪ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ، وثالثا وﻗﻒ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل ﻓﺘﻴﻞ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ إﺑﺘﺪاء، وﻟﻤّﺎ ﺗﺰل ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺷﻌﺎل اﻟﺤﺮاﺋﻖ ﺑﺪل إﻃﻔﺎﺋﻬﺎ.

وعبرت عن أملها في أن تسارع الدول إلى تفعيل تعهداتها لدعم السودانيين في الداخل وفي دول اللجوء، مشيرة إلى أن مجموع مساهمات دولة قطر للسودان الشقيق منذ اندلاع الحرب بلغ خمسة وسبعين مليون دولار أمريكي من خلال صندوق قطر للتنمية كما أسهمت الجمعيات غير الربحية في قطر مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري بما يتجاوز واحدا وعشرين مليون دولار إضافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى