حوارات

رئيس اللجنة الإشرافية للحراك الوطني بشارة جمعة للمحقق: حميدتي وقف ضد “مبادرة نداء السودان للتوافق الوطني” واستقوى بالحرية والتغيير (2-2)

برزت العديد من القضايا السياسية في الساحة السودانية مع تحديات حول مقدرة الأحزاب في تجاوز حالة الانقسام وتشكيل تكتلات لحل الأزمة في البلاد، محرر موقعي “المحقق” و “سودان هورايزون” الإخباريين طرح الأسئلة على رئيس اللجنة الإشرافية لقوى الحراك الوطني بشارة جمعة أرور، نائب رئيس حزب العدالة أيضاً، في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر للوقوف على نشاط تلك القوى السياسية.

شغل بشارة مناصب دستورية متعددة في عهد نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير عقب انتهاء عملية الحوار الوطني مابين الحكومة آنذاك وأحزاب المعارضة التي مثلها بشارة جمعة ضمن عضو آلية الحوار 7+7، فقد تقلد مناصب وزير الثروة الحيوانية منذ العام 2017، الإعلام والاتصالات ثم أخيراً وزير الداخلية.

حاوره : طلال إسماعيل

لماذا لم تنجح مبادارات التوافق بين القوى السياسية أو التكتلات الحزبية والمجتمعية؟

كما ذكرت لك لم تنجح هذه المجهودات للأسباب التي طرحتها حول تحقيق المصالح والتدخلات الأجنبية.. كنت مكلفاً بإدارة الحراك الوطني في تلك الفترة بعد سفر دكتور تيجاني سيسي والقيادات الأخرى إلى خارج السودان بغرض الاستشفاء، وكلفت بأن أكون مسؤولاً عن الحراك الوطني وبالتالي عملنا إدارة جماعية أو قيادة جماعية، واستطعنا أن نسوق الوثيقة الوطنية لإدارة الفترة الانتقالية والرؤى في مبادرة، و المقترح خرج مني في اجتماع في مكتب باشمهندس عبدالله مسار لوفد قادم من الشيخ الطيب الجد، وأنا قلت لهم أن الطيب الجد شخصية معروفة وقومية وعنده الجانب الديني والقضائي، وهو مقبول، و نحن نرى أن يكون هو راعي المبادرة والمشرف عليها ومن الأحسن أن تكون مبادرته هذه عبارة عن جمع لكل المبادرات لتحقيق التوافق بين الكتل السياسية،. ونعطيه الفرصة أن يتصل على السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام، عبدالفتاح البرهان، ويتواصل معه على أن تكون المبادرة تحت رعاية الشيخ الطيب الجد ، وبإشراف الرئيس البرهان وأسميناها “مبادرة نداء للسودان للتوافق الوطني”، وبعد ذلك عملنا جولات متعددة وذهبنا لكثير من قيادات الإدارات الأهلية والأعيان السياسية ، وكان هناك اجتماع مشترك ضمّ قيادة الحركات المسلحة وفيه أيضاً القوى السياسية، وكانت الجلسة الأولى عبارة عن جمعية عمومية انطلقت منها الفكرة وتم تكوين لجنة تنفيذية برئاسة هاشم قريب الله ، وبدينا في هذا المشروع ، ولكن وجدنا الإعتراضات والمعاكسات من إخواننا في المجلس المركزي ، أتذكر بعد اللقاء الأول وانطلاق المؤتمر العام، سافر هاشم قريب الله لمدينة الجنينة لمقابلة محمد حمدان دقلو حميدتي الذي اعتكف هناك، وكان حميدتي مستقوي بالحرية والتغيير وبالتالي أخذ الموقف المناهض والرافض للمبادرة.

طرحنا رؤية تشكيل حكومة مرحلة للفترة الانتقالية من دون محاصصة

وهنا حصل خلل ، لأننا كنّا نريد أن نجمع الناس في حوار موضوعي وطني سميناه” نداء أهل السودان”، كل ذلك من أجل التوافق الوطني، رغم ذلك واصلنا وسلمنا لمجلس السيادة المبادرة، وعملنا مسيرات تحت مسمى الكرامة لإجهاض المخططات التي كانت تتم عبر بعثة الامم المتحدة ولمناهضة التدخل الاجنبي، وهذه كلها كانت عبارة عن محاولات لجمع الرؤى وتوحيد القوى السياسية على الحد الأدنى من التوافق.

هل توقفت هذه المجهودات بعد اندلاع الحرب؟

هي لم تتوقف، بل استمرت، وظللنا نتحاور حتى مع الحرية والتغيير المجلس المركزي، وكنا ننصحهم حول هذا المنهج في قيادة المرحلة وإدارة الشأن العام والتصرف والسلوك بدون تدابير وإجراءات متسلسلة بإصلاحات سياسية وقانونية، بقدر من التوافق لنضع لبنات أساسية.

وأتذكر حديث البروفيسور إبراهيم غندور عندما قال: “نحن لسنا مع حماية أي مجرم، أي مجرم يأخذ عقابه، ولكن دعونا لنعمل معا كمعارضة مساندة”، ولأول مرة استخدم هذا المصطلح ، لكن اخوتنا في المعارضة السابقة و الذين جاءوا إلى سدة الحكم على ظهر هيجان الشباب لم يعيروا هذا الكلام اهتماماً، وظلوا ينفثوا في بعض الأشياء السامة وفي الغل والاحتقان وتصفية الحسابات، هذه كلها قادتنا الى اصطفاف في اتجاه ضد الاتجاه الآخر.

وظللنا نحاول أن نغير هذه النمطية في طريقة التفكير السياسي، و لم تتوقف هذه العملية إلى يومنا هذا، لأنه حتى بعد قيام الحراك الوطني، هناك طبعا اجتهادات ومجهودات كبيرة جدا لتأسيس الجبهة الوطنية، وهي جبهة مشتركة ضد جبهة تقدم – القوى السياسية برئاسة عبدالله حمدوك – في الخارج، المدعومة والمسنودة إقليميا ودوليا وتصرف عليها الاموال.

وتواصلت المجهودات، ودعت مصر القوى السياسية السودانية للقاء في القاهرة، وبعد هذا المؤتمر خرج أيضا بيان مشترك وبعد ذلك اختلفوا حول البيان المشترك نفسه، لأن هناك تعديلات حدثت في صلب البيان وهي كانت تعديلات جوهرية.
وكانت هذه واحدة من النشاطات للحراك الوطني في مصر، عندما عملنا لقاء تشاوري تفاكري قبل التوقيع على ميثاق السودان في القاهرة ، و أصبحنا قوة ميثاق السودان، وتلاحظ أنه كلما يتكون جسم سرعان ما ينقسم يخرج منه جسم آخر ، وهذه المشكلة ما أظن تكون موجودة في أي مجتمعات في العالم إلا في السودان.

استمرت اللقاءات مرة أخرى والقوى السياسية ذهبت إلى أسمرا بدعوة من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ، وكانت هنالك رؤية واضحة جدا في التوافق على الأقل بحد أدنى. ونصل لنتيجة في تشكيل الحكومة المتوافق عليها، حكومة تجد القبول، وعلى الأقل شخصية مقبولة من الأطراف و رئيس للوزراء متوافق عليه.

لدينا لقاءات مع الكتل السياسية والأحزاب في الفترة المقبلة حول” المشروع الوطني”

بعض التفكير كان يرى أن قيام حكومة تكنوقراط في ظل واقع مأزوم وحرب قامت بعد ثورة أمر غير عملي لأنه يصعب على تكنوقراط أن يديروا الدولة في هذا الوضع ، وبالتالي كان التفكير في البحث عن كيفية توافق سياسي ولكن من غير محاصصة.

وجرى التأكيد على برنامج وطني للحكومة القادمة ولكن بكفاءات وقيادات ممكن أن يتوافق عليها.
ويمكن أن يديروا الفترة الإنتقالية بحكومة توافق أو حكومة مرحلة، يعني الفكرة نحن نعمل مؤتمر أو لقاء للكتل، وقيادات الكتل السياسية نفسها يديروا نقاش عميق جدا مع الحكومة، ونتج عن ذلك تشكيل تنسيقية القوى الوطنية، هذه التنسيقية نتاج هذه وفي منتجع أركويت انعقد المؤتمر العام للجبهة الوطنية، ونحن دخلنا جميعا برؤية مشتركة في الجبهة الوطنية ضد الجبهة الخارجية التي كانت تستخدم القوى السياسية في “تقدم” في تنفيذ أجنداتها، الإتحاد الأفريقي كان قد دعا لمؤتمر أو لورشة، وبالتالي هذه المناهضة كانت هنا ضد هذه الورشة.

ماهو نشاط قوى الحراك الوطني في الفترة المقبلة؟

نتوقع أن قدوم الدكتور التجاني سيسي الأيام القادمة مع اخوتنا في وفد من اللجنة العليا للحراك الوطني إلى بورتسودان، في إطار عملنا العام في الحراك الوطني

هل لديكم مبادرة جديدة بخصوص المشروع الوطني؟

نعم. نحن لدينا مبادرة ، ونطرح مبادرات سياسية منذة فترة حول قيام المشروع الوطني، وعندنا أفكار لإجراء لقاءات لمكونات الحراك الوطني لندرس بعض الأشياء التي وضعناها كرؤى ومفاهيم حتى نصل للقاء فعاليات الحراك الوطني ، الحراك الوطني عنده رؤى وعنده مشاريع جاهزة، و عنده حلول مكتوبة، نحن منتجين والآخرين معنا مساهمين.

هل هي مبادرة جديدة؟

المشروعات التي نطرحها هي مبادرات قديمة ونجددها، كل هذه الآراء والأفكار والرؤى والمرجعيات الفكرية والأدبيات الموجودة عند الحراك الوطني ليست بثابتة ولكنها يجري تحديثها ، ونحن لدينا الاتصالات مع المجتمع الاقليمي والدولي بصورة مكثفة، وكذلك الدول العربية و الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة و رئيس اللجنة العليا لقوى الحراك الوطني د.التجاني سيسي متوقع وصوله في الاسبوع القادم ، هو طبعا كان في حالة استشفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى