رأي

ولتحرير سنجة معنى بطعم التاريخ

الرفيع بشير الشفيع

(هذا المقال هدية لأخوتنا في الجيش والقوات الأمنية والمجاهدين الذين فدونا بأرواحهم وقاتلوا وجاهدوا نيابة عنا ، ولكافة الشعب السناري حارث ثغرة من أهم واعظم ثغرات السودان).

الشعب السوداني يتقدم ممتنا بالنصر وبالشكر والمنة بعد الله ، لكل من ساهم في تحرير سنجة وكامل منطقة سنار ، من صناديد الجيش وأصحاب الشكائم الوطنية، ويمتن الشعب لهم بتثبيت قلوب الشعب وزيادة مستوى الشعور بالوطنية ومعاني الإيثار والتضحية ورفع الروح المعنوية والتي ستؤدي بالضرورة لقلب الطاولة على وجوه المعتدين إن شاء الله.

ولتحرير سنجة وكل سنار طعم خاص ومعنى تاريخي حضاري شامخ كشموخ القادة الذي نصروا سنار بالأمس ، على إثر بطولات أجدادهم بالدفاع عن قضية عمرها أكثر من خمسمائة عام ، وقد سطر أجدادهم السناريون ملاحمها منذ العام 1504م .

وقد كتب الله لسنار أن تكون هي مركزية البطولات والجهاد والنصر عندما قام الشيخ المجاهد عمارة دنقس بقيادة جيوش مملكة سنار (السلطنة الزرقاء) وتوجه بها شمالاً حتى سوبا، لكي يدكوا بها حصون مملكة علوة في سوبا ، بالتحالف مع شيوخ القواسمة العبد اللاب ، بقيادة الشيخ المجاهد عبد الله جماع (عبدالله القرين) لتصبح سوبا التي كانت بالأمس عاصمة للضلال والإنحلال ، تصبح رابطا بين مملكة سنار وبين بقية السودان، وتتفق مع العبدلاب وتملكهم من قيادة مملكة قري، من حدود مدينة سوبا وإلى شمال الوادي ، حيث مملكة المقرة السابقة، لينتهي عهد الحكم المسيحي وينتقل السودان بذلك ليصبح علامة فارقة في الدول الإسلامية والأفريقية، يؤثر برسالة مملكة سنار ، في استدامة كسوة الكعبة ورفادة ووفادة الحرمين الشريفين لمدة لا تقل عن ثلاثمائة سنة ، وقد أغدق ملوك سنار المال والطعام والإعاشة وفتح التكايا وخدمات الحرمين بالاغاوات السناريين منذ عهد بادي الأحمر وإلى أيام سنار الأخيرة على يد محمد أبولكيلك وإلى نهايتها كمنارة علم وثقافة ودين ، في 1821م بواسطة الصهيونية العالمية حينها بقيادة محمد علي باشا (اليهودي الألباني) ومن حينها اتجهت أنظار الصهيونية والغرب كله على مملكة سنار وإلى يومنا هذا حيث تمثل هذه البقعة، المعنى التاريخي والحضاري والثقافي والأساس الديني والرسالي لدولة السودان الحديثة.

أي مقاتل سوداني سواء كان من الجيش أو الشعب أو القوات الأخرى، سواء من الشمال أو الشرق أو الغرب أو الوسط ، حيث تحالفت قوى دارفور متمثلة في علي دينار (صاحب آبار علي)، وصاحب ثاني أكبر أوقاف إسلامية في المدينة وجدة ومكة بعد اوقاف السناريين التي تقف شاهداً حتى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد التحمت سنار حينها مع الشرق والوسط والذي كان العرشكول بقيادة الأمير صبح أبو مرخة يمثل اليد اليمنى لمملكة سنار هناك، أقول يجب على أي مقاتل وطني ومسلم حر أن يقاتل وهو مسنود بالمعنى التاريخي والحضاري الديني لسنار وكل مناطق السودان.

نحن ندافع عن قضية عمرها آلاف السنين منذ أيام كوش وبعانخي وتهارقا، وأيام سنار وقري، ونحارب للدفاع عن حق مؤثل وتاريخ مؤصل ، لا يعرفه تتار الشتات ومن يقاتل خلفهم ومعهم ، ولأن غلبة الحق لها سلاحها الرباني الماضي بإذن الله ، فإن الذي يقاتل في جانب الحق منصور بإذن ربه ، في سنار وفي سنجة وفي الفاشر التي كانت طبيقة وتوأمة لسنار من فاشر السلطان علي دينار والذي كان مؤثراً كبير على كل ممالك غرب السودان وممالك تشاد والنيجر ، والتي وحَّدها رابح سليمان الزبير باشا الذي أنشأ انجمينا وكثيراً من المدن في طريقه لتوحيد هذه الممالك حتى النيجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى