رأي

إشارات

هل ستنجح تركيا؟

في عهد حكومة قحت خبأت سفيرة بالخارجية السودانية كل أوراق العلاقات مع تركيا و عطلتها. كما اشتدت الحملة الرسمية علي تركيا و التي تتهمها بأنها تدعم الإسلاميين في السودان وتؤويهم .

عندما قامت الحرب تنبه الناس إلي أن للسودان صفقة لشراء مسيرات لم تصل ولم تفلح محاولات الإسراع بتسليمها؛ فخرجت الأصوات تندد بالحكومة التركية دون الإنتباه إلي ان الإتفاق كان مع شركة وليس مع الحكومة.

لم تستطع الحكومة السودانية دفع تكاليف البواخر والمحطات التركية التي كانت تبيعنا الكهرباء في بورتسودان ونيالا فسارعنا بالإتهام والتخوين.

كان ذلك حالنا أيضاً في مشروع المطار الجديد وكان هذا حالنا مع العديد من الدول التي تتعاون معنا.
نسارع للإتهام بلا وعي وبلا إدراك لعجزنا وتسرعنا وضعف خيالنا في استثمار الفرص المتاحة.

اليوم تطرح تركيا وساطة لحل الخلافات مع الإمارات؛
هذه بداية موفقة لأنها صوبت لمكمن الداء و أساس الأزمة،
وقبل أن تتحرك الوساطة إرتفعت الأصوات دون تروٍ تطالب بأن تعترف الإمارات بدعم التمرد و دفع خسائر الحرب وكأننا أمام محكمة وليست وساطة.

هذا النهج كفيل بضياع فرصة تدخل من دولة نثق فيها ولنا معها مصالح قوية.
لتركيا إستثمارات وفرص كبيرة في السودان ستجعلها الأحرص علي إنهاء الحرب.
تربطنا بها علاقات تأريخية و لنا معها مصالح تجارية و تعاون سياسي و عسكري و تقني كما أنها وجهة سياحية وتعليمية استثمارية و لنا فيها جالية ولاجئين بسبب الحرب.

تركيا دولة كبيرة وقوية وقادرة ولا يمكن أن تقدم علي خطوة لا تتوفر لها فرص النجاح، ولها تجاربها ووجودها في دول نتأثر بها ونؤثر عليها ولبعضها تأثير على الحرب مثل الصومال و إثيوبيا وليبيا.

تركيا ابتعثت لنا سفراء قاموا بأعمال جليلة في تطوير العلاقات وحققوا لنا منافع جمة ولا يزال السفير التركي ينشط في مشروعات مهمة ومفيدة ولن ينسي السودانيون الأعمال الجليلة للسفير عرفان أوغلو وإنفتاحه علي المجتمع السوداني وما وفره من منح دراسية و فرص طبية و تجارية واستثمارية.

مزيد ثقة في تركيا ستفيد حتي إذا لم تفلح وساطة وجهود الرئيس رجب طيب أردوغان في تحقيق الأهداف فإنها ستقوي من علاقتنا ويشتد بها ساعدنا في تطور العلاقات بمحاور دولية وإقليمية مهمة مثل روسيا وإيران وقطر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى