ممدوح شهيداً

د. نجلاء حسين المكابرابي
صنديد المعارك ما اتعرف بي شينة
سليل العزة فارس الدوشكا والقربينة
فقدو فقد وطن تبكيهو دارو حزينة
قيلت هذه الأبيات في الشهيد الحي العقيد ممدوح عمر جلال أحمد …. فقد كان قصيدة قوافيها الطيبة والمحبة … وأبياتها تتقطر مَحنة …. وكان عنواناً للشجاعة .. ورصانة الكلام ….قوة المواقف وسطوة الأبطال، وسيرة طويلة يحفها النضال وأسد المعارك.
حينما يتحدث عن الوطن تحسب أنه الوحيد الذي يحبه دون غيره، وحينما يصمت تلمح به شموخ المكابراب وعز أهله الكرام وسلالة أجداده.. جسارة لن تخون اللبيب
ودار المك السيف والعرضة وقدح الضيف
الأجداد في رمل النقعة ويلا نشوف المشهد كيف
والمجذوب النار حيرانها
تساري مدار الشتاء والصيف
وحبابك مرحب من الوادي ولمن تدخل تصل القيف
دار العز قلاية الباشا وأسالوا عنها إسماعيل..
ولعل الشهيد ممدوح أدرك منذ نعومة أظفاره أنه من أرض النبل ومن نيل العز، فصندد في سجون الدعم السريع الغادرة وغادر وهو يدرك أنه شهيد حينما عذبه الغادرون والمرجفون والطغاة الذين ظنوا أنهم منتصرين وهم في درك الجيش هالكين ، ويصيبهم الذعر حينما يسمعون أزيز الطائرات وأصوات القاذفات ويسترجعون ذكريات حياتهم البائسة.
ورحل الشهيد ممدوح عن الحياة الفانية وهو يمني نفسه بالشهادة منذ زمن بعيد حينما كان يقاتل بالجنوب وأتوا به جريحاً وقال لي (ما بكيتي علي مالك انا قربت استشهد وضحكت وقلت له إنت قايل الشهادة ده سااااي ربنا سبحانه وتعالي بصطفي ليها ناس معينيين وضحك وقال لي لسه دوري ماجاء) يا لعجب هذة الإجابة وكأنما كان يدرك أن له دور ينتظره ووقت يوقن أنه آت لا محالة وهنيئاً لك الشهادة وهنيئاً لدار مكابر شرفها.
ولا ننسي قافلة المكابراب للقوات المسلحة التي كنت علي رأسها ودعمها وسندها
وانشدت في خب الوطن وقلت:
تتكسر نصالك فوق صخرة الجندية
فرسان اللطام الواحدهم بي مية
أبعد ياغشيم نارهم عليك عصية
بثبتوا في المحاص والشافتهم مقضية
لابعرفوا الخوار
لا يوم بعوسوا النية
جياشة انتهي القول والكلام زندية
فقعوا عين عدوهم وشبعوها حدية
وحينما نكتب عنك نكتب عن رتل من الشهداء الكرام عبد الحليم الليبي ومحمد الحسن ابنعوف ومازن وغيرهم الذين سطروا أروع المواقف وأقوي المشاهد التي يكتبها تاريخ المجد التليد.
وجه عليه من الحياء سكينة ومحبة تجري مع الأنفاس…
وإذا أحب الله يوماً عبده ألقى عليه محبة للناس
كنت محبوبا أخي ممدوح من كل من عرفك وصادقك وجاورك وجاذبك الحديث وتأثر الذين يسمعونك بحديثك القوي ونبراتك الرصينة بصوتك الجهور الذي من خلاله ينم عن أنك قائد وفارس مغوار لايشق لك غبار و نثروا لك الشعر بقلوبهم ودموعهم وذكرياتك الجميلة
نسأل الله لك الجنة وأنت تأهبت لرفع التمام للحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم وجوار الشهداء الكرام وشفي الجرحى وفك الاسرى ونصر الناصرين للحق والجيش والبراؤون والمستنفرين والقوات المشتركة والسودان الحبيب