رأي

قف وتأمل الوقت لحسم المعركة

الدكتور سليمان بله

المعركة التي تدور الآن هي معركة الكرامة، أعني كرامة أهل السودان الذين نهبت أموالهم، ودمرت مؤسساتهم، واغتصبت نساؤهم، وشُرِّدوا من ديارهم بين نازحٍ ولاجئ.

الوقت، يا سعادة القائد، لحسم هذه المعركة، وطرد المرتزقة، وتطهير الأرض من دنسهم. ما زال المشوار طويلاً وليست العقبة أن يطمع حزب المؤتمر الوطني في الحكم، فهذا من حقه، ولكن ليس الآن.

قاتلت عضوية الجبهة الإسلامية في صف الجيش عام 1986 إبَّان الديمقراطية، وقدموا مقترحاً من داخل الجمعية التأسيسية بتنازل النواب عن سياراتهم الخاصة، من نوع لاندكروزر لصالح القوات المسلحة، فكان الأستاذ علي عثمان محمد طه زعيم المعارضة، والأستاذ ابن عمر محمد أحمد، والشريف أحمد عمر بدر وغيرهم من نواب الجبهة في الصفوف الأمامية لتحرير الكرمك وقيسان .. نقول ذلك، حتى لا تنسى ذاكرة الشعب.

أما معركة اليوم، فأنت، يا سعادتك، أدرى بها وبمخاطرها وتهديدها لوجود الدولة، وتركيبة سكانها، وتغيير هويتها. دارت ذات المعركة في تونس في عهد الدولة الفاطمية، وفي تشاد في عهد حسين حبري، وفي أفريقيا الوسطى عام 2013، وهي ذاتها التي تدور الآن في السودان، بنفس المواصفات، وبنفس الأيدي، وبإمكانات خارجية.

أنت، يا سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أعلم وأدرى بها. في ظل هذه المعركة، وبهذا الشكل، أين يقف المؤتمر الوطني؟ وأين يقف الإسلاميون بكل ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي، منظمين أو أفرادًا؟

لم يكن لهم خيار سوى خوض غمارها والتقدم في صفوفها، لأن المنادي قال: “يا خيل الله اركبي!”، لا طمعًا في سلطة أو مغنم، وحين تُحسم، لن يزاحموا صفًّا لسلطة أو غنيمة.

دعهم، يا سعادة القائد، يؤدون ضريبة الوطن، فلديهم الآن ما يشغلهم. وحين تضع الحرب أوزارها، دع الشعب يقول كلمته في حقهم وحق غيرهم.

وإلى ذلك الحين، نقول:

شكرًا قيادة المؤتمر الوطني، أنتم أهل الصف الأول، “لا لدنيا قد عملنا”.

و شكراً قيادة الحركة الإسلامية، شبابكم يقدمون أروع التضحيات لأجل هذا الوطن.

وشكراً لكل أطياف الشعب السوداني وهو يلتف حول جيشه دفاعاً عن كرامته.

عذراً سيدي القائد، فالحصة وطن… ونلتقي في سوح الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى