تقارير

(المحقق) تقف على كواليس القمة الأفريقية.. مسؤول سابق بالاتحاد الأفريقي: أودينغا لم يكن في صالح السودان ومؤتمر الدعم الإنساني علاقات عامة

القاهرة – المحقق – صباح موسى

شهدت أعمال القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي اهتماما واسعا هذه الدورة، لأهمية الأجندة وعلى رأسها انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد، والجدل حول إقامة مؤتمر للدعم الإنساني في السودان بتنظيم إماراتي، إضافة إلى تساؤلات رفع التجميد عن عضوية السودان.

حسم السباق
وشهدت عملية التصويت على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، كثير من التحركات غير المعلنة، وإصرار كينيا بتوجيه مباشر من رئيسها وليام روتو على انجاح مرشحها رايلا أودينغا، الذي نافسه على المنصب الدبلوماسي الجيبوتي محمود علي يوسف، ووزير خارجية مدغشقر سابقا ريتشارد رندريا ماندريتو، إلا أن يوسف حسم السباق لصالحه في ضربة قوية لكينيا، لصالح جيبوتي أول دولة عربية تتولى هذا المنصب، ولم يكن السباق على منصب نائب رئيس المفوضية أقل أهمية، والذي حسم التنافس فيه لصالح الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي، بعد منافسة مع مرشحتين من مصر والمغرب.

فشل أودينغا
وللوقوف على كواليس مادار في دهاليز قمة الاتحاد الأفريقي لهذه الدورة، أكد المسؤول السابق بالاتحاد الأفريقي السفير نادر فتح العليم أن كينيا بذلت مجهودا كبيرا بدافع من وليام روتو لإنجاح مرشحها في رئاسة مفوضية الإتحاد رايلا أودينغا. وقال فتح العليم لـ “المحقق” الإخباري إن هناك أسبابا منطقية في فشل أودينغا في الحصول على هذا المنصب، مضيفا من هذه الأسباب أن الرجل فوق الثمانين عاما ولا يقوى على العمل في الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى أنه زعيم معارضة، وبذلك يمثل خطورة كبيرة على الأنظمة الأفريقية في إمكانية تعامله مع المعارضات الموجودة بالقارة، وكذلك التعامل مع المعارضة المسلحة مثل الدعم السريع وغيرها.

عملية التصويت
وأوضح فتح العليم، الخبير في الشؤون الإفريقية أن قانون الانتخابات في الاتحاد الأفريقي ينص على وجود 3 جولات، بعدها يخرج الأقل تصويتا من المرشحين، وتستمر الجولتين الرابعة والخامسة، وقال إذا كان هناك تقاربا كبيرا في الأصوات تدخل السادسة ثم السابعة، وتابع إذا حدث وفاز أحدهم بنصاب الثلثين من مجمل 48 صوتا، يعلن فوزه، وإذا حصل على أقل من 32 صوتا تلغى الانتخابات، ويتم العودة للإقليم وهو شرق إفريقيا هذه المرة لترشيح مرشحين آخرين، ويبقى موسى فكي ما لا يقل عن ستة أشهر أخرى في منصبه، لكن المرشح الجيبوتي محمود علي يوسف حسم السباق.

الأهمية للسودان
وأبان فتح العليم أن أهمية حصول يوسف على هذا المنصب بالنسبة للسودان تعود إلى عدة اتجاهات. وقال إن أهم هذه الاتجاهات أن علاقات جيبوتي بالسودان قوية وأنها تعترف بالحكومة الشرعية في البلاد، مضيفا أن يوسف زار بورتسودان في شهر أكتوبر الماضي وأكد هذا الاعتراف ووصف الدعم السريع بالمليشيا التي تهدد وحدة واستقرار السودان، موضحا أن البعد الثاني يكمن في أنه لأول مرة يترأس الاتحاد رئيس من دولة عضو في الجامعة العربية، مؤكدا أن هذا سيعطي ثقلا كبيرا واهتماما بالسودان ولصالحه.

رفع التجميد
وكشف المسؤول السابق بالاتحاد الأفريقي أن رفع التجميد عن عضوية السودان هو إجراء سيتم بعد تعيين رئيس وزراء مدني مستقل بـ 48 ساعة، وقال كنت أتخوف من فوز أودينغا فيسير في طريق فترة أطول لرفع هذا التجميد وربطه بانتخابات في السودان بدلا من تشكيل حكومة مدنية، موضحا أن النص في هذا الموضوع فضفاض في مواثيق الاتحاد، وأن أودينغا كان يمكن أن يسير في هذا الطريق، وقال أما الآن أعتقد أن ربط التجميد بتشكيل الحكومة سيسير كما كان مقررا له بفك الحظر بعد 48 ساعة من إعلان تعيين رئيس وزراء.

علاقات عامة
ووصف فتح العليم مؤتمر دعم السودان الإنساني، الذي عقد في أديس أبابا بالتزامن مع انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي بأنه مؤتمر علاقات عامة، مؤكدا أنه ليس له علاقة بالقمة الأفريقية، وقال صحيح أن الإمارات استطاعت أن تشرك كينيا وأثيوبيا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايقاد، إلا أن المؤتمر لم يقام على هامش القمة الأفريقية، مضيفا أن الإمارات ليس لها علاقة مباشرة بالقارة، لكنهم أرادوا خلط الإغاثة بالسياسة في السودان، وأتوا بالدول التي تسير في عكس الإجماع الأفريقي، وتابع، في المقابل كانت هناك 42 دولة على رأسها مصر والجزائر ونيجيريا سلموا مذكرة لمجلس السلم والأمن الأفريقي بضرورة الاعتراف بالحكومة السودانية وتصنيف الدعم السريع مليشيا إرهابية، موضحا أن أي اجتماع على هامش الاتحاد الأفريقي لابد أن تتم إجازته من الدول الأعضاء، وأنهم رفضوا ذلك، وقال إن المؤتمر عقد في اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة والتي كان يتولى نائب رئيسها في السابق الدكتور عبدالله حمدوك، وإنها تبعد عن مقر الاتحاد بحوالي 10 كيلومترات.

استباق الانتصارات
وتساءل الخبير في الشؤون الأفريقية إلى من سيتم تسليم الأموال التي تبرعت بها الدول المشاركة في المؤتمر، للحكومة السودانية أم للدعم السريع أم للأمم المتحدة، وقال إن روتو تبرع بمليون دولار حتى يصوت الناس لمرشحه، متهما الدول الأفريقية التي تدعم المليشيا بأنها تحاول استباق انتصارات الجيش والبحث عن وقف لإطلاق النار في شهر رمضان، وقال إنهم يريدون استمرار الحرب في السودان حتى يستمر تدفق الأموال الإماراتية عليهم لمساعدتهم في تمرير السلاح والوقوف بجانب المليشيا، مضيفا من يقتل شعب السودان يريد التبرع بأموال لتنظيف الصورة أمام العالم، واصفا ذلك بـ “المسخرة”.

تخوف تشاد
ورأى فتح العليم أن عدم مشاركة تشاد في هذا المؤتمر يعود إلى خوفها، وقال إن أكثر دولة ستتأثر من الحرب في السودان هي تشاد، مضيفا أن المجموعات التي ستفر من المليشيا ليس لديها مكان آخر سوى تشاد، لافتا إلى أن انجمينا أرادت أن تنأى بنفسها عن هذا المؤتمر، وألا تكون جزءا منه، مؤكدا أن الإمارات تريد أن تنفي تهمة دعم الدعم السريع عنها، وأنها هي التي دفعت كل الأموال التي أعلن عن التبرع بها، سواء أن كان منها أو من كينيا وأثيوبيا، وقال إنها تسعى بكل الطرق لوقف إطلاق النار في رمضان حتى تتمكن من عودة الدعم السريع وتمويله من جديد.

يذكر أن هناك ست دول أفريقية غابت عن القمة هذه الدورة وهي السودان وبوركينافاسو ومالي والنيجر وغينيا والغابون، وذلك نتيجة لتجميد الاتحاد عضويتها في الاتحاد لما رآه من انقلابات عسكرية أقيمت بهذه الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى