إفعلها يا والي كسلا وسيحفظها لك التاريخ

واء شرطة (م) د. نجم الدين عبد الرحيم
شهدت ولاية كسلا و بالتحديد مدينة كسلا حادثة خطيرة أشبه ب أفلام الأكشن فى هوليود أو الأفلام الهندية التى يتحول فيها المجرمون إلى أبطال يتحدون القانون و يسعون إلى فرض سلطانهم و انتزاع “حقوقهم” بقوة السلاح رداٌ على “ظلمٍ” قد وقع عليهم من قِبل رجال الشرطة !!
هل تصدق عزيزي القارئ أن يقوم بعض تجار المخدرات فى مدينة كسلا بهجوم مسلح على قسم شرطة السوق الشعبى و على إدارة مكافحة المخدرات بالولاية فى حي السكة الحديد المكتظ بالسكان ثم يقوموا بإطلاق الأعيرة النارية على الشرطة و حرق المعروضات (دليل الإتهامات) و بعض السيارات ثم يقومون بإطلاق سراح نزلاء من الحراسات، مع العلم أن الحادث تسبب فى وقوع قتلى و مصابين من جانب الشرطة و من جانب المعتدين !!
لعلم القارئ، هذا ليس هو الحادث الأول من نوعه الذى تشهده ولاية كسلا ، فقد وقع فى العام 2021 إعتداء على قسم شرطة السكة الحديد و قسم بانت من قبل متفلتين معتدين تم فيه الإستيلاء على كل الأسلحة الموجودة فى مخزن قسم الشرطة.
كذلك فى العام 2022 استولت مجموعة متفلتة فى منطقة السواقي على عربة شرطة العمليات و احتجزت ضابط شرطة تم إطلاق سراحه لاحقاٌ بعد مفاوضات ، كذلك سجل التاريخ عدداً من حالات الإعتداء على أقسام الشرطة و أفراد الشرطة في الضفة الشرقية من قبل مجموعات إثنية بسبب إحتجاز أفراد يتبعون لإثنيتهم، و كثيراً ما يتم التدخل فى عمل الشرطة و اعتراض أفرادها و محاولة منعهم من أداء واجبهم .
من المؤكد لم ينس أهل كسلا و لن ينسوا قريباً حوادث حرق أمانة الحكومة فى الولاية فى العام 2022 من قبل إثنية واحدة بسبب أحداث وقعت فى ولاية النيل الأزرق ليس لمواطن ولاية كسلا أي علاقة بها .
كذلك الحادثة الصادمة بحرق و تخريب أجزاء واسعة من جامعة كسلا بسبب إعتراض مجموعة من المواطنين على إنشاء مركز لعزل مصابي الكورونا بالمنطقة ،
كذلك معلوم أنه اشتهرت مجموعات فى ولاية كسلا بعمليات التهريب الواسعة و المستمرة للسلع التموينية الضرورية إلى دولة أرتريا المجاورة و هذا نشاط ظل يعمل لعقود من الزمن دون تدخل من المركز أو الولاية لمحاربته.
كما اشتهرت ولاية كسلا بتجارة و تهريب السلاح و تهريب البشر و المخدرات ، و سجلات الشرطة بالولاية شاهدة على ذلك ،
إن السؤال الذي نوجهه إلى السيد والى ولاية كسلا:
ماذا فعلتم و ماذا أنتم فاعلون لمواجهة هذه التفلتات الأمنية الخطيرة على إنسان و مجتمع كسلا ؟
إبدأ أخي الوالي بتخطيط و إنارة المناطق العشوائية التي ينطلق منها هؤلاء المجرمون و يعودون للإختباء فيها.
أطلق يد القانون لحسم هؤلاء المتفلتين قبل أن يستعصي عليك الأمر
و سؤال إلى قيادة الدولة :
ماذا أنتم فاعلون فى هذه المهددات الخطيرة على أمن و إقتصاد البلد و لنقل المهددات الخطيرة على الأمن القومي السوداني من عمليات التهريب المستمرة للسلع الاستهلاكية و مواد البناء و المواد البترولية إلى دول الجوار على عينك يا تاجر؟
أدركوا كسلا قبل أن تتحول إلى بؤرة صراع أخرى و خذوها معكم فى حرب الكرامة ، فما زالت حرب الكرامة مستمرة و لن تتوقف بإذن الله حتى القضاء على كل مظاهر الخروج على القانون .