رأي

وين تلقوا زی ده !!

حجوب فضل بدري

ضرب قادة الإنقاذ مثلاً شروداً فی النَّدَیٰ والبأس، فقدموا أرتال الشهداء فی سبيل الله،ثمَّ الوطن دون منٍّ أو أذیٰ، وكان القادة يقدمون أنفسهم وعشيرتهم الأقربين فی سوح الفداء، وكم من قاٸد استشهد فی الميدان، وليس المشير الشهيد الزبير والشهيد العقيد إبراهيم شمس الدين، إلًّا مثالاً يُحتذی، وقدم المشير البشير شقيقه عثمان، وعدد من قرابته فی ساحات الفِداء، وكذلك شقيق الشيخ الترابی وكان هناك الشهداء الكبار أمثال محمد أحمد عمر، ومحمود شريف، ولم يخلُ بيت من بيوت قادة الإنقاذ من شهيد، وإن أنسیٰ لا أنسیٰ عرس الشهيد إبن الشيخ إبراهيم السنوسی وكان الشيخ يفاخر أترابه ولداته وهم يبادرونه بالتهليل والتكبير، وهو يقول لهم (وين وين تلقوا زی ده) وحُقَّ للشيخ المجاهد أن يفرح بتلك الشهادة التی سعیٰ بنفسه إليها فسبقه بها إبنه تقبله الله، ولا يقبل الرجل أن يتفوَّق عليه أحد إلَّا إبنه.

وتذوقت طعم هذه الفرحة وأنا أشاهد إبنی الأكبر مروان محجوب وهو يهمس فی مقطع مصوَّر ويقول، متوعداً العدو فی (المنطقةX) من (المسافة صفر) وسط زملاٸه من الجنود المستنفرين، ثابت الجِنان، تعلو الإبتسامة وجهه، وهو يرفع سبابته منذراً ومحذراً (ياأم كعوك أعملوا حسابكم) !!!

وما مروان إلَّا أحد الشباب الذين لم يركنوا لمباهج الحياة الوادعة وهو في ريعان الصبا، وميعة الشباب ولم تمنعه ضحكات زهرتيه آمنة وصَبَا، ولا وجوه ابنيه محجوب فضل وعبد الله الزبير، ولا حرمه المصون من أن يندرج فی صفوف الجيش مقاتلاً ضمن وحدات العمل الخاص وما أدراك ما العمل الخاص!!

مروان كان ضمن شباب التغيير ولم أكن راضياً عن ذلك، لكنني تركت له الخيار، وهاهو اليوم قد اختار بطوعه وكامل قواه العقلية الموقع الصحيح، ورحم الله صديقي المرحوم العقيد ضرار وداعة الله محمد علی، فقد كان يطمٸنني علی مستقبل مروان وإخوانه فيقول لی(كيف تبطل درافيناً دوابي جدودا) وهاهو مروان الذی كان (درفون) قد أصبح (دابي) يهاب منه العدو ويحذر، وكنت أقول له أنت (مروان الحمار) تيمناً بمروان الحمار، آخر خلفاء بني أمية، أبو عبد الملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، ويلقب بالحمار، لأنه لا يجف له لبد في محاربة الخارجين عليه. كان يصل السير بالسير، ويصبر على مكاره الحرب، ويقال في المثل: فلان أصبر من حمار في الحروب، فلذلك لقب به، ولكل إمرٸٍ من إسمه نصيب.

وناس مروان من شِدة الموت ما بيريدوا، التقول بينهم قرابة، وين وين تلقوا زی ده!! ويا أم كعوك جاكم بلا،والله أكبر.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى