
نيويورك – محمد عثمان آدم
أشار تلخيص لموقع مجلس الأمن الدولي يتناول الوضع في السودان نُشر (الأربعاء) إلى أن دافع حكومة كينيا لاستضافة مليشيا الدعم المتمردة ومشايعيها حول توقيع ميثاق سياسي تمهيداً لتشكيل حكومة موازية قد يكون نظير حصولها على قرض من دولة خليجية بمبلغ مليار ونصف المليار دولار، في إشارة أخرى لأصابع التدخل الخارجي في الازمة الحالية في السودان.
وقال التقرير التقديمي للاجتماع الذي انعقد اليوم (الأربعاء) إن الحكومة السودانية انتقدت كينيا لاستضافتها اجتماع مليشيا الدعم السريع المتمردة في 18 فبراير وحفل التوقيع اللاحق في 22 فبراير. وأضاف التقرير التقديمي إن “المنتقدين أشاروا إلى أن قرار الحكومة الكينية بتوفير مكان لقوات الدعم السريع ربما تأثر باتفاقية قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من المتوقع أن تتلقاه من الإمارات العربية المتحدة، التي ورد أنها قدمت الدعم العسكري لقوات الدعم السريع أثناء الصراع”.
واوضح التقرير التقديمي للجلسة إنه من المتوقع أن يتلقى المجلس إحاطة دورية بمناسبة مضي فترة 120 يوماً بشأن الوضع في السودان وفقاً للقرار 2715 بتاريخ 1 ديسمبر 2023، تليها مشاورات مغلقة.
وسيستمع المجلس في الجلسة المفتوحة وفقاً للتقرير إلى إحاطة من مدير قسم العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم ووسورنو في الغرفة المفتوحة، بينما سيقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمضان لعمامرة إحاطة في المشاورات.
ويقول التقرير إن ووسورنو سيرفع للمجلس لمحة عامة عن الوضع الإنساني في السودان، و سينصب اهتمام بعض الأعضاء بمعرفة المزيد عن مشاركة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مؤخرًا مع أطراف الصراع، بما في ذلك ما يتعلق بفتح طرق الوصول الإنساني وإنشاء مراكز إنسانية.
“وفي هذا الصدد، سيرحب ووسورنو وأعضاء المجلس بقرار الحكومة السودانية في 17 فبراير بالسماح للمساعدات بالتدفق عبر معبر أدري على الحدود بين تشاد والسودان لمدة ثلاثة أشهر إضافية. ففي منشور بتاريخ 18 فبراير على منصة إكس (X) وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر المعبر بأنه “شريان حياة لملايين الأشخاص”.
و اشار ملخص الإحاطة إلى أن ووسورنو سيقدم لمحة عامة عن أحدث التطورات في البلاد. منذ شن هجوم في أواخر سبتمبر 2024، حيث أحرزت القوات المسلحة السودانية تقدماً في استعادة مواقع استراتيجية في الخرطوم والمناطق المحيطة بها من قوات الدعم السريع. وفي الأيام الأخيرة، كسرت القوات المسلحة السودانية حصار قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان وهي مركز تجاري ونقل مهم، واستعادت مدينة القطينة، التي تقع على بعد حوالي 73 كيلومترًا جنوب الخرطوم.
أما خلال المشاورات المغلقة، فسيقدم السيد رمضان لعمامرة لأعضاء المجلس ملخصاً للجهود الرامية إلى تعزيز الحل السلمي للصراع. وفي هذا الصدد، قد يوضح تفاعلاته في الأشهر الأخيرة مع القوات المسلحة السودانية ومع مليشيا قوات الدعم السريع والجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية.
و أشار الملخص التقديمي إلى أنه في الفترة ما بين 22 و 24 ديسمبر 2024، التقى لعمامرة في بورتسودان بكبار المسؤولين السودانيين، بمن فيهم قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لمناقشة جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وخلال زيارته، تواصل أيضاً مع كبار الدبلوماسيين من مختلف البلدان لمناقشة الدعم الإقليمي والدولي لعملية السلام. وفي 25 ديسمبر 2024، سافر لعمامرة إلى أديس أبابا، حيث التقى بوفد من مليشيا الدعم السريع. وركزت المناقشات على تنفيذ التوصيات المتعلقة بحماية المدنيين في السودان الواردة في تقرير الأمين العام الصادر في 21 أكتوبر 2024. ومن بين أمور أخرى، قد يناقش لعمامرة أيضًا الآثار المترتبة على قرار قوات الدعم السريع بإنشاء حكومة موازية في الأراضي التي تسيطر عليها في السودان، بناءً على ميثاق سياسي وقعته في نيروبي في 22 فبراير مع الجماعات المسلحة التابعة لها و جهات سياسية أخرى.
و قال موقع الأمم المتحدة إنه من المرجح في اجتماع الغد، “أن يردد بعض أعضاء المجلس مخاوف الأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن هذه القضية، والتي تم تحديدها في بيان صادر في 24 فبراير عن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك. وفي البيان، أعرب غوتيريش عن قلقه العميق بشأن الميثاق السياسي، مؤكداً أنه يشكل “تصعيداً إضافياً في الصراع، ومن شأنه أن يعمق تجزئة البلاد ويخاطر بترسيخ الأزمة بشكل أكبر”.
كما أكد أن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه “يظل مفتاحاً لحل مستدام للصراع والاستقرار الطويل الأجل للبلاد والمنطقة الأوسع”.