رأي

من ملاحم التحرير، إلى مواكب التعمير

الطيب قسم السيد

مع تصاعد العمليات العسكرية في محاور القتال وجبهاته المتعددة كافة، وتوالي الإنتصارات الميدانية للقوات المسلحة وحلفائها، وتقدمهم اللافت في العاصمة المثلثة،التي كادت تعلن خالية من عناصر المليشيا، بعد دحر وطرد التمرد من غالب مواقعها وبناياتها ومنشآتها الاستراتيجية، المهمة، وتقدم الجيش ومسانديه من القوات المشتركة، والخاصة وكتائب الإسناد. وإكمال الجيش تحرير ولايتي سنار و الجزيرة، وانفتاحه غربا والتحامه، مع قوات الهجانة في الأبيض، وتأمين طريق كادقلي الدلنج، الذي يمهد التقدم نحو ولايات دار فور الكبري، وبعد الإنذار الخطير الذي وجهه بشموخ نسور الجو إلى قيادة المليشيا وحواضنها في مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور، ومع الحصار المفروض على الجنينة وزالنجي، والصمود التاريخي المستميت لفاشر السلطان التي استعصت على عشرات الموجات من الهجمات والفزعات… وبعد أن استعادت قوات شعبنا المسلحة وحلفاؤها من القوات الخاصة والمشتركة  والمستنفرين، مناطق وبلدات، وأفشلت عشرات محاولات التشوين والامداد، بتدميرها واستيلاءها على محتويات متحركات دعم المليشيا، القادمة من خارج الحدود ،و ماغنمته قواتنا من آليات وأسلحة وذخائر، دفع بها الراعون والممولون لنجدة أوغاد الجنجويد، وفي ظل إدانات أممية وإقليمية، لمخطط داعمي المليشيا وحلفائها من شراذم تقدم المتصدعة، عبر مؤتمر نيروبي، المرفوض من قبل شعب السودان، والمناهض دوليا واقليميا، والمحاصر بمواقف دول ومنظمات إقليمية وتحت إقليمية، كان يراهن عليها أصحاب مشروع الحكومة الموازية،، مع مثول كل تفاصيل هذا الواقع المخيب لظنون تقدم، وشراذمها المتناكفة، تبدو جليا للعيان، قرائن هلاك وهزيمة المليشيا الإرهابية المتمردة، و يتعاظم الشعور بالنصر النهائي، المبين عند الشعب، الملتف حول جيشه القوي الباسل البطل.. وتزداد الثقة في قدرته على مواصلة مشوار الانتصارات بل حسمها، وصولاً للهدف المنتظر، والغاية المرجوة.. وهما دحر المؤامرة المدبرة المدمرة بحق السودان، أرضا ودولة وشعباً و استئئصال سرطانها من جسد الوطن إلى الأبد.

والواقع الميداني الماثل هذا، أفرز التفافا شعبيا كاسحا مع الجيش وقيادته لم تخرج عنه إلا فئة محدودة منبوذة ومرصودة من عملاء الخارج الطامعين في العودة للسلطة دون وجه حق.

وهو واقع مطمئن ومبشر فرضته المؤامرة الدولية التي حيكت لابتلاع السودان فشكل ترجمة بينة وفصولا حميمة بذلك التلاحم  الراسخ بين الشعب وقواته المسلحة الباسلة.التي أبطلت بصمودها وإقدامها أخطر مخطط استيطاني استهدف القضاء على السودان وتهجير أهله، ونهب موارده، وطمس هويته.

ومع بشاير النصر الذي بات بإذن الله قريبا وشيكاً، واحتداد ملحمة التحرير التي شارفت فصولها الختام،، لابد لشعب السودان بقطاعاته ومكوناته الأهلية والفئوية، والعلمية والمجتمعية، أن يدلف منذ الآن إلى الترتيب والتحضير  لمعركة البناء وإعادة الإعمار، بمرتكزات وأولويات بينة يتمحور التركيز عبرها على محورين أساسيين متوازيين هما إعادة البنا الاقتصادي بترتيب موجباته، وتعزيز وتطوير المنظومة الأمنية، ونبذ المهددات المقعدة كالجهوية والعنصرية والعصبيات الحزبية، و الاثنية، والإقلاع عن التجارب الضارة المقعدة. وهو مشوار شائك ومعقد محاط بالكثير من المصاعب والعقبات لا مجال للسير في اتجاهه إلا بتجاوز سوآت الماضي، ونبذ مغباته.

فالسودان هذا بلد متعدد الإثنيات المتنوع الثقافة،غني الموارد والثروات،،لكنه ينتظر من شعبه وثبة شاملة، وهبة جادة تشارك فيها الفئات والقطاعات، ويسهم فيها الجميع كله بلا حجر أو إستثناء بإيمان لايعرف التردد، ولا يعترف بالمستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى