
جيبوتي – المحقق
عقدت السفارة السودانية بجيبوتي اليوم (الخميس) لقاءاً تنويرياً للبعثات الدبلوماسية بجيبوتي حول تطورات الحرب في السودان.
و استعرض السفير أبعاد المخطط الذي كانت تأمل في تحقيقه مليشيات الدعم السريع المتمردة بدفع ودعم خارجي
كما تناول اللقاء أيضاً الموقف العسكري الميداني و إنتهاكات مليشيا الدعم السريع وما ارتكبته من فظائع وإفرازات سالبة طالت المواطنين والمرافق المدنية.
السفير محمد سعيد حسن سفير السودان بجيبوتي أشار إلى أن تمرد المليشيا شكل أكبر تحدٍ تمر به البلاد منذ الاستقلال بما انطوى عليها من تهديد لوجود الدولة السودانية والسعي في تفتيت وحدتها خضوعاَ لأجندات خارجية.
و قال إن الهدف الرئيسي للتمرد هو تغيير هوية الدولة وعمل إحلال سكاني بجانب التدمير الممنهج لمراكز الإنتاج والمراكز الخدمية الأساسية حيث استعانت المليشيا بالمرتزقة والمجرمين من أفريقيا وخارجها.
و أبان السفير أن الحرب ما كان لها أن تستمر حتى الآن لولا التدخل الخارجي المخرب والذي وفر الإمداد المادي والعسكري من أسلحة ومعدات، لافتاً إلى أن السودان قدم شكواه ضد الإمارات أمام مجلس الأمن و محكمة العدل الدولية.
من ناحيته أشار الملحق العسكري لواء ركن علاء الدين عبد الله إلى الخطة التي قامت بتنفيذها القوات المسلحة والتي لم تتعجل حتى تكتمل أركانها وتحافظ بقدر الإمكان على تقليل الخسائر البشرية.
و قال إن الوضع العسكري وعقب إنتقال الجيش وقواته المساندة من خانة الدفاع إلى خانة الهجوم أحرزت نتائج كبيرة وخسائر مقدرة في صفوف العدو.
وأوضح أن مليشيا التمرد برغم ما تطلقه من شائعات إلا أن الواقع الميداني يكذب إدعاءاتهم مستشهداً بعملية الإنحسار الملحوظ للمليشيا والانتقال من خانة مهاجمة المواقع العسكرية إلى مربع الهجوم على القرى الآمنة.
وفيما يلي محاصرة الفاشر أشار إلى أن قوات الفرقة السادسة مشاة كل يوم تحرز نتائج طيبة وتكبد العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وأن الحصار الذي تمارسه المليشيا لا يقع ضرره على القوات المسلحة المتواجدة هناك بل المتضرر الأول والأخير هو المواطن.
وأكد الملحق العسكري أن القوات المسلحة، وهي تمتلك زمام المبادرة، أعدت عدتها للفاشر وعموم دارفور والنتائج المتوقعة سترضي عموم أهل السودان وأهل دارفور على وجه الخصوص.
و نبه المستشار عمر عصام لأفرازات حرب المليشيا وإنتهاكاتها ومخاطر ذلك على الإقليم ما لم يتم تدركها، وأبان أن المليشيا تسلمت أسلحة تفوق حاجتها وتسرب كثير منها إلى الأسواق ليقع في أيدي التنظيمات الإرهابية.
وأبان أن التمرد قام بإطلاق أكثر من 19000 سجين من السجون السودانية إبان سيطرته على ولايتي الخرطوم والجزيرة، بينهم إرهابيون ومن ينتمون لتنظيم داعش ، موضحاَ أن الإرهاب عادة يلجأ للمناطق ذات السيولة الأمنية، وأكد أن المخابرات السودانية وبتعاونها مع الأجهزة الصديقة والشقيقة ظلت تعمل وفق منهج مهني لكشف تحركات التنظيمات والمجموعات الإرهابية والحد من نشاطها.
وتطرق المستشار لأنشطة المرتزقة المستجلبين من غرب أفريقيا على أساس إثني ومن خارجها من قبل مليشيا الدعم السريع وبعضهم عناصر تنظيمات إرهابية، وما تم من عمليات إرهاب وقتل وإغتصاب وسرقات ممنهجة وتخريب طال معظم البنى التحتية والممتلكات الخاصة والعامة.
كما تناول أمر حصار الفاشر القائم حالياً وأبان مقاصد المليشيا من ذلك وأوضح أن الضرر الأكبر يقع على المواطنين بقصد تهجريهم على شاكلة ما تم في الخرطوم والجزيرة والجنينة وأخيراً معسكر زمزم وما جرى فيه من أحداث لم تراع فيه كبار السن أو النساء أو الأطفال حتى الأطقم الطبية تم إغتيالها، مفنداً مزاعم المليشيا التي إدعت أن زمزم قاعدة عسكرية ليشرح أن السبب الرئيس هو أن قاطني المخيم هم من إثنيات بعينها، تستهدفها مليشيا الدعم السريع المتمردة والميليشيات المتحالفة معها، مشبهاً ما تم في زمزم بما جرى في الجنينة .