حضور مميز للسودان في الملتقى الاقتصادي العربي الألماني

برلين – المحقق
شارك السودان بوفد رسمي يمثل اتحاد أصحاب العمل السوداني في أعمال الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الثامن والعشرين، الذي عُقد في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة من 19 إلى 21 مايو الجاري، بتنظيم مشترك من غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية (Ghorfa)، وبدعم من وزارة الاقتصاد وحماية المناخ في ألمانيا، وبمشاركة واسعة من غرف التجارة ومؤسسات القطاع الخاص من الجانبين العربي والألماني.
و ترأست الوفد السوداني السفيرة إلهام إبراهيم محمد أحمد، سفيرة السودان لدى ألمانيا، ورافقها عدد من رجال الأعمال السودانيين الممثلين للقطاع الخاص واتحاد أصحاب العمل السوداني.
وأكد رجال أعمال شاركوا في الملتقى، أن مشاركة السودان تميزت بحضور قوي في عدد من اللقاءات الجانبية المثمرة، ووجد الوفد اهتماماً بالغاً من الجانب الألماني، انعكس بوضوح في الحضور الكثيف لاجتماع المائدة المستديرة الخاصة بالسودان، والتي عُقدت على هامش الملتقى في اليوم الثاني، بعد يوم واحد فقط من إعلان ولاية الخرطوم خالية من التمرد وآمنة، وهو ما كان موضع اهتمام خاص من الحضور الألماني.
وقد تناولت جلسة المائدة المستديرة فرص الاستثمار في السودان، لا سيما في الولايات الآمنة مثل الولاية الشمالية، ولاية نهر النيل، وولاية البحر الأحمر، والقضارف، مع الإشارة إلى الانتصارات المتواصلة التي تحققها القوات المسلحة السودانية، والتي أسهمت في حصر رقعة الحرب في ولايات غرب السودان، الأمر الذي يمهّد الطريق أمام عودة النشاط الاقتصادي وجذب المستثمرين.
وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت السفيرة إلهام أن السودان قد خطا خطوة مهمة على طريق الانتقال السياسي، من خلال تعيين البروفيسور كامل إدريس رئيساً للوزراء، ما يمهد لتكوين حكومة مدنية تضع الاقتصاد في صدارة أولوياتها.
وعلى هامش الملتقى، عقد الوفد السوداني لقاءً مهماً مع السيدة Claudia Voß، نائب الرئيس التنفيذي في مؤسسة Afrika-Verein der deutschen Wirtschaft e.V.، وهي منظمة ألمانية رائدة تُعنى بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والدول الإفريقية. وقد ناقش الطرفان أهمية إيصال الصورة الحقيقية حول السودان، وتجاوز التصورات السلبية التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام، والتركيز بدلاً من ذلك على الفرص الواقعية المتاحة في مجالات التعدين والزراعة والطاقة.
كما جرى التنويه خلال المائدة المستديرة إلى أن السودان يمتلك موارد طبيعية هائلة، وعلى رأسها قطاع الذهب، حيث يُصنّف السودان الثالث إفريقياً والتاسع عالمياً في إنتاج الذهب، فضلاً عن الإمكانيات الضخمة في الزراعة والطاقة الشمسية، التي باتت تمثل خياراً استراتيجياً بعد استهداف البنية التحتية للكهرباء خلال النزاع.
وقد أكد السيد Olaf Hoffmann، رئيس الغرفة، خلال حديثه، عزمهم تنظيم زيارة رسمية لوفد اقتصادي ألماني إلى السودان بنهاية العام الجاري، يضم عدداً من رواد الأعمال في مختلف القطاعات.
تجدر الإشارة إلى أن السودان كان قد غاب عن المشاركة في دورات هذه الغرفة لمدة ثلاث سنوات متتالية، إلا أن السفارة السودانية في برلين أولت الأمر اهتماماً بارزاً هذا العام، حيث استهدفت تفعيل مشاركة السودان في هذه الدورة تحديداً، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وقد بذلت السفارة مجهوداً كبيراً في التواصل مع الجهات المنظمة، ودعوة رجال الأعمال السودانيين، والتنسيق لإدراج السودان ضمن قائمة الدول المشاركة. كما نجحت في إدراج اجتماع مائدة مستديرة خاصة بالسودان ضمن أجندة الملتقى الرسمي، وهو ما مثّل علامة فارقة أعادت السودان إلى قلب الحوار الاقتصادي العربي الألماني.