النفط اليوغندي يشعل التنافس بين موانئ إفريقية

كمبالا: المحقق
تتصاعد حدة التنافس بين مينائي مومباسا الكيني ودار السلام التنزاني، الذين تديرهما دولة الإمارات العربية المتحدة، حول مستقبل الواردات الأوغندية من المواد البترولية.
ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة الأوغندية، فإنها تستورد احتياجاتها من النفط – أكثر من 90 % عبر ميناء مومباسا، وتكمل الواردات عبر دار السلام، حيث بلغت فاتورة استهلاك كمبالا من البترول العام الماضي أكثر من ملياري دولار، في حين فرضت كينيا فاتورة عالية جداً لمرور هذه الكميات الكبيرة من النفط عبر مينائها الرئيسي، الأمر الذي قاد رئيس أوغندا يويري موسيفني للقول – بحسب صحيفة شرق افريقيا – إن بلاده وصلت إلى طريق مسدود في التفاهم مع كينيا، لذلك اختارت أن تدرس العبور عبر ميناء دار السلام كطريق بديل.
في الأثناء قدمت تنزانيا عرضاً تجارياً لأوغندا بشأن استيراد النفط عبر ميناء دار السلام، وبامتيازات تفضيلية عن ميناء مومباسا الكيني، وأكدت مصادر صحفية وصول فريق فني من كمبالا إلى دار السلام للتفاوض بشأن التفاصيل الدقيقة في العرض الذي قدمته سامية صولحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا إلى نظيرها الأوغندي يويري موسيفني، مع ملاحظة أن النفط قادم من الخليج، وأن ميناء دار السلام تحت السيطرة الإماراتية وكذلك جزء كبير من ميناء مومباسا.
الرئيس موسيفني قال إنه اكتشف تواطؤ مسؤولين في حكومته مع التكتلات الاحتكارية في كينيا التي اشترت من مصافي التكرير في الشرق الأوسط بموجب نظام المناقصات المفتوحة، وحتى عندما تحولت كينيا إلى ترتيب مع حكومة الإمارات العربية المتحدة في مارس 2023، ظل الوقود يأتي بأسعار مرتفعة وكان سعره بعيداً عن متناول الأوغنديين، وأن كينيا تفاوضت على فترة ائتمان مدتها ستة أشهر تحصل خلالها على النفط وتدفع لشركات الخليج بعد التوريد، لكنها أجبرت شركات إدارة النفط الأوغندية على الدفع مقدماُ مقابل المنتجات النفطية لتخفيف أزمة النقد الأجنبي في كينيا.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المناقشات يقودها مبعوثون يعينهم الرئيسان موسيفيني وسامية، وقالت السيدة روث نانكابيروا – وزيرة الطاقة في أوغندا: إنه من السابق لأوانه تحديد الجداول الزمنية التي يمكن فيها تحديد إنزال أول شحنة وقود في دار السلام، مضيفة أن كل شيء لا يزال قيد التفاوض، وقالت تقوم العاصمة التجارية التنزانية بدراسة تفاصيل الإعفاءات الضريبية التي اقترحتها تنزانيا لتقديم الكميات التي سيتم شحنها وطريقة النقل، وقالت: تم عقد اجتماع واحد بالفعل في تنزانيا، ويستعد الفريق الفني الآن للسفر إلى تنزانيا لعقد اجتماع ثان، معربة عن إحباطها إزاء النكسات في كينيا، والتي لم تترك لأوغندا أي خيار سوى البحث عن طرق بديلة، موضحة أن الكميات التي تستوردها بلادها عبر تنزانيا ستعتمد على الإعفاءات الضريبية التي يقدمونها.
وعلى الرغم من أن المناقشات لا تزال جارية، فإن جميع المؤشرات تشير إلى أن دار السلام تقدم عروضاً أفضل، ومع وصول النسبة الأكبر من المنتجات النفطية المتجهة إلى كمبالا عبر تنزانيا، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة حركة البضائع في أوغندا عبر ميناء دار السلام، والذي يبلغ حاليًا 2% فقط، وفقًا لهيئة موانئ تنزانيا.
أظهرت بيانات جديدة أن كينيا خسرت صادرات بقيمة 200 مليون دولار إلى أوغندا، أكبر سوق إقليمي لها، منذ أكتوبر 2023. ويحذر الخبراء من أنها ستخسر المزيد في المستقبل، مع تصاعد المنافسة على واردات المنتجات النفطية.
يبدو أن دولة الأمارات تريد أن تكرر سيناريو ميناء جيبوتي في شرق أفريقيا بتفصيل ميناء دار السلام التنزاني على حساب ميناء مومباسا الكيني رغم صعوبة النقل إلى كمبالا عبر الطرق البرية، وبالتالي تعتبر الخطوة جزء من صراع وتنافس ربما يؤدي الى زيادة حدة التوتر بين تنزانيا وكينيا من جهة وكينيا وأوغندا من جهة أخرى.