تقارير

الآلية الأفريقية.. لقاءات بورتسودان لحل أزمة السودان

المحقق – طلال إسماعيل

في طريقها للبحث عن حل للأزمة السودانية، وصلت الآلية التابعة للإتحاد الأفريقي إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، مؤخراً، تتلمس الخطى، وسط تحديات عديدة تواجه عملها.
فالمشهد السياسي بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي قد ازداد تعقيداً والعلاقة مابين السودان ومنظمة الإيغاد الإتحاد الأفريقي نفسه ليست على ما يرام، وما يزيد من صعوبة مهمة الآلية عدم تنفيذ اتفاق جدة الموقع مابين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.

شروط البرهان

التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وفد آلية الإتحاد الأفريقي رفيعة المستوي المعنية بالسودان برئاسة محمد شنباز.

وتشكلت الآلية الافريقية في يناير الماضي لحل الازمة السودانية التي تفاقمت وألقت بظلالها على دول جوار البلاد، وعلى العلاقات الدبلوماسية مع دول يتهمها السودان بتأجيج الحرب.

وأطلع البرهان وفد الآلية على التطورات السياسية في السودان منذ إنقلاب الدعم السريع وتمرده علي الدولة، والإنتهاكات التي إرتكبها في حق المواطنين المدنيين، وفق بيان لمجلس السيادة.

وأعرب البرهان عن ثقة السودان في الإتحاد الأفريقي وما يمكن أن يقدمه من حلول شريطة أن تعيد الدولة ثقتها في الإتحاد الأفريقي بالتعامل معها كعضو كامل الحقوق في هذه المنظمة.

وعلق الإتحاد الأفريقي عضوية السودان عقب الإجراءات التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر 2021 بحل مجلسي السيادة والوزراء وفض الشراكة مع الحرية والتغيير المجلس المركزي.

وأوضح البرهان للآلية الأفريقية أن أساس الحل يكمن في انسحاب القوات المتمردة من المدن والقرى التي إحتلتها وشردت أهلها.

ووقع الجيش السوداني مع مليشيا الدعم السريع اتفاقاً في مدينة جدة برعاية سعودية أمريكية تتضمن بنوده إخلاء المليشيا من منازل المواطنين والأعيان المدنية وتسهيل المساعدات الإنسانية.

خارطة طريق

وفي نهاية شهر مايو الماضي، أعلن الإتحاد الأفريقي عن خارطة طريق تهدف إلى حل الأزمة السودانية، اشتملت على مجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها لحل النزاع، منها الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار.

و تشتمل الخارطة على 6 بنود منها أن تعمل الآلية الموسّعة المشكّلة من الإتحاد الأفريقي، على ضمان تنسيق جميع الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة السودانية.

ونصت خارطة الطريق، على ضرورة الوقف الفوري والدائم والشامل للأعمال العدائية والاستجابة الإنسانية الفعالة لتداعيات النزاع.

كما شددت على ضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، والاعتراف بالدور المحوري الذي تؤديه الدول المجاورة، المتأثرة بالنزاع.

كذلك أكّدت على استكمال العملية السياسية الإنتقالية الشاملة، بمشاركة جميع الأطراف السودانيين، وتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية في البلاد.

رؤية الأحزاب

وفي لقاء الآلية الأفريقية مع أحزاب سودانية وكتل سياسية في مدينة بورتسودان بولاية البحر الاحمر، قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي أمين محمود في مستهل حديث أحزاب الجبهة الوطنية إن الجهود الخارجية تنكبت الحل لأنها لا تعلم مكمن القوة والشعبية لدى الأحزاب السودانية وظلت تولي الإهتمام لقوى لا وجود شعبي قاعدي لها، بل عجزت أن تعبر عن وجهة نظر جمهور الشعب السوداني في الأزمة السياسية السودانية ٠

كما عبّر الأمين العام عن أسفه لخذلان دول الإتحاد الأفريقي للشعب السوداني الذي يواجه وضعاً لم تعهده الإنسانية في الحروب مطلقا، وأن الإتحاد الأفريقي سكت أمام سماح العديد من دولها للمرتزقة الأفارقة دخول السودان عبر حدودها ثم العودة عابرين نفس منافذها مثقلين بما نهبوا من متاع شعب السودان، كما صمتوا صمتاً معيباً في وجه دولة الإمارات المذكية لنار الحرب في دولة هي دولة مؤسسة للاتحاد الأفريقي، وفق بيان للشعبي صدر عقب اللقاء.

وقال البيان بأن مكونات الجبهة الوطنية التي حضرت لقاء الآلية الثلاثية رفيعة المستوى ونقلت رأياً موحداً على أربع قضايا أساسية وهي دعم القوات المسلحة السودانية كمؤسسة وطنية وقومية مناط بها حماية الوطن أرضاً وشعباً و التأكيد على ضرورة الحوار السوداني السوداني داخل السودان و بدون إقصاء و حماية السيادة الوطنية و رفض التدخلات الخارجية السالبة كما في حالة دولة الإمارات بالإضافة إلى ضرورة إدانة انتهاكات قوات الدعم السريع ضد المواطنين السودانيين.

من جانب آخر قال الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية هشام عثمان الشواني :
“أكدنا جميعاً لهذه اللجنة الأفريقية موقفنا الداعم لسيادة الدولة السودانية، والمُساند لمسار وطني لمعالجة أزمة الحرب، ولقد تناولنا معهم دور الإتحاد الأفريقي في السنوات الأخيرة، وضياع هويته في مبادرات مشبوهة لا تدعم الحل في السودان.”

وأضاف:” رحبنا بزيارتهم للسودان وأنها بداية صحيحة تؤكد اعتراف اللجنة بمؤسسات الدولة، وتدل على بادرة للقاء كل الأطراف وهذا مسلك ينبغي تشجيعه”.

وتابع:”وضحت أن المشكلة التي واجهت الآلية الأفريقية قديما برئاسة ثامبو أمبيكي كانت تتمثل في غياب الشمول الذي رفضه النظام وقتها، الأمر الذي عقد الوضع السياسي في السودان وقطع طريق الإصلاح، وذات الخطأ تكرر بعد العام 2019، مشيراً أنه من هذه التجارب يجب أن نتعلم أن الشمول مبدأ مهم وأساسي، و أكدت للجنة أهمية فهم أن تمثيل السودانيين أمر معقد ومن الضروري معرفة أن تلك المجموعة الصغيرة خارج البلاد من بعض القوى السياسية تمثل مجموعة محددة وبمصالح ضيقة وذات صلات مشبوهة بمحاور خارجية، ومن المهم إدراك صعوبة تمثيل كل السودانيين بدون اعتراف بالتعقيد وبدون تطبيق عملي لمبدأ الشمول.

وحول واقع الحرب، قال الشواني للآلية الإفريقية: “لابد من دعم إعلان جدة الموقع في 11 مايو كمدخل ضروري لتسوية الأزمة، و لابد من توحيد المنابر بعيداً عن التسابق مع الانطلاق من مبدأ عدم مساواة القوات المسلحة السودانية مع مليشيا الدعم السريع. فلا يجوز مطلقاً المقارنة بينهم، وهذا المدخل تحديداً يضمن السلم والأمن في المنطقة والقارة وأكدت على ألّا عملية سياسية قبل وقف الحرب، وألّا عملية سياسية خارج السودان و ضرورة تشجيع (الحوار السوداني السوداني) وبأسس شاملة وأن تكون منهجيته مغايرة لما عرف بالاتفاق الإطاري الذي كان سبباً للحرب والصراع.

المجتمع المدني
وفي إطار بحثها عن تشكيل رؤية شاملة للأزمة ومقاربة الحلول، عقدت الآلية الأفريقية لقاءات مع منظمات مجتمع مدني متعددة الاهتمامات، ووقفت على رؤيتها لوقف الحرب ومعالجة القضايا الإنسانية.

هذا ومن المتوقع أن تجمل الآلية الأفريقية نشاطها في تقرير مفصل يوضع على طاولة مجلس السلم والأمن الأفريقي ليتخذ على ضوئه مقاربته للحل في السودان. ومن غير المستبعد أن تكون المقاربة الجديدة قريبة مما اتخذته المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا(إيكواس) والتي قررت فك تجميد عضوية أربع دول من عضويتها وإشراك سلطاتها القائمة في نقاش خيارات الحلول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى