
بورتسودان – المحقق
عبرت وزارة الخارجية السودانية عن أسفها حيال تنكر بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي بصفتها عضواً دائماً بمجلس الأمن وما تُلزم به نفسها للتصدي لقضايا السودان في المجلس، وبحكم ماضيها الاستعماري في السودان، والذي لا تزال آثاره غير الحميدة مستمرة، وذلك مقابل مصالحها التجارية مع دولة الإمارات وحمايتها لأكبر ممولي الحرب في السودان،
لافته إلى ما كشفته الصحافة البريطانية من أن الحكومة البريطانية أجرت لقاءات سرية مع مليشيا الدعم السريع التي استوفت كل صفات الجماعات الإرهابية،
مبينة أن هذه اللقاءات السرية تجعلها شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها، وداعمة للإفلات من العقاب.
وأشار تعميم لوزارة الخارجية أنه حسب أجندة مجلس الأمن المدرجة كان يفترض أن يخصص المجلس الإجتماع للعدوان الإماراتي على السودان، المتمثل في الرعاية متعددة الأوجه للمليشيا الإرهابية، وذلك في ضوء خطاب مندوب السودان الدائم لرئيس مجلس الأمن بتاريخ 26 أبريل 2024 حيث طلب فيه عقد اجتماع عاجل للمجلس لبحث الأمر.
وأضاف التعميم أن تدخل بريطانيا، التي تنصب نفسها حاملة للقلم في شؤون السودان، لتغيير صيغ وطبيعة الاجتماع، ليصبح اجتماعاً عن الأوضاع في السودان عامة ومنطقة الفاشر خاصة حيث تزامن ذلك مع ما كشفته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية يوم 28 ابريل 2024 من أن دولة الإمارات تمارس ضغوطا شديدة على بريطانيا لحمايتها في مجلس الأمن، بعد كشف دورها في تغذية الحرب في السودان بدعمها المتواصل لمليشيا الدعم السريع الإرهابية. وذكرت أن الإمارات ألغت أربعة اجتماعات وزارية مع بريطانيا لإجبارها على التدخل في مواجهة الشكوى التي تقدم بها السودان.
وأضافت الخارجية أن جلسة المشاورات المغلقة انعقدت (الإثنين) حيث طالب الأعضاء خلالها بأن تتوقف المليشيا عن أعمالها العدائية حول الفاشر وأن تتعهد بعدم مهاجمة أي مدينة. ودعوا الأطراف الإقليمية بالالتزام بحظر الأسلحة علي دارفور بموجب القرار 1591. كما نادوا باستئناف مفاوضات جدة، وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام القانون الإنساني الدولي. إلا أن الاجتماع لم يخرج بقرارات واكتفي بالبيان الصادر عنه يوم 27 أبريل.
وأكدت الخارجية أن الخطوة المشينة من بريطانيا والتساهل الذي تبديه الدول الغربية دائمة العضوية بالمجلس حيال فظائع المليشيا وراعيتها دولة الإمارات، لن تثنى السودان من أن يسلك كل السبل والوسائل لحماية شعبه وسيادته وكرامته. وتظل مصداقية مجلس الأمن وقدرته على الإضطلاع بدوره في حماية السلم والأمن الدولي والوفاء لمبادئ ومثل ميثاق الأمم المتحدة، محل إختبار مستمر، وأشارت الخارجية إلى ضرورة تضافر جهود أعضاء المجلس المؤمنين بالعدل والتعايش السلمي واحترام سيادة الدول لاجتيازه بنجاح.
جدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي عقد (الإثنين) جلسة مشاورات مغلقة بناءً على طلب السودان لبحث العدوان الإماراتي.