قيادى فلسطينى للمحقق: حرب غزة عرت إسرائيل وكشفت وحشيتها
التدخلات الخارجية في حرب السودان مدخل لاستمرار الحرب و هذا هو المخرج

فلسطين – رام الله – المحقق- مريم أبشر
وصف القيادي الفلسطيني عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوارني في حوار أجرته معه (المحقق) عبر الهاتف أن التصويت الساحق بالجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح نيل فلسطين العضوية الكاملة، بأنه خطوة مهمه أظهرت عزلة إسرائيل و من ورائها أمريكا رغم توقعاتنا بالفيتو الأمريكي بمجلس الأمن، و يرى الحوراني أن مأساة حرب فلسطين ايقظت الضمير العالمي على حقيقة إسرائيل المتوحشة بعد أن ضللت العالم بأنها واحة الديمقراطية، في المنطقة.
وأشار الحوارني إلى أن حرب السودان مست كل شعبه و كان يمكن تجاوزها، و يرى أن المخرج فى تسوية سياسية تعقبها انتخابات يختار فيها الشعب من يحكمه.. فإلى مضابط الحوار :
كيف تقرأ السند الدولي الكبير الذى وجدته فلسطين ، في الجمعية العامة، لصالح الاعتراف بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحده؟
الأغلبية الساحقة التي صوتت بواقع 143 صوتاً لصالح الاعتراف الكامل بفلسطين، تظهر أن المجتمع الدولي مع شعب فلسطين وهي خطوة وإن كانت رمزية يجب أن تُحال فيما بعد إلى مجلس الأمن بصفته حكومة العالم التنفيذية، إلا أنها فى منتهى الأهمية فى سياق الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذى أراد دوماً أن يدفن أي إمكانية لأي مسار سياسي أو أي إمكانية لمزيد من الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى بإنشاء دولته.
و ماذا بعد هذه الخطوة ؟
بعد هذه الخطوة المبدئية التى أظهرت أيضاً عزلة الولايات المتحدة و إسرائيل، ولها مدلول سياسي مهم، سيُحال هذا القرار لمجلس الأمن مرة أخرى، والآن هو قيد النظر مع جامعة الدول العربية و الأشقاء العرب.
الحورانى: تصويت (143) دولة لصالح عضوية فلسطين أظهرت عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل
و لكن هل تتوقعون استخدام الولايات المتحدة حق النقض كما درجت فى قرارات سابقة ؟
بالطبع ..نعرف أن الفيتو الأمريكي ينتظرنا هناك، و لكن نحن سنلجأ إلى هذه الخطوة كخطوة سياسية تضع أمريكا مرة أخرى أمام موقف تتنكر فيه للقانون الدولي ولحق الفلسطينيين.
وبالمناسبة هذه المواقف الأمريكية و علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل تفسد ضمير أمريكا و تفقدها جزءاً كبيراً من قوتها الناعمة، و هي تنحاز للاحتلال بهذا الشكل و الكم..
هذا الاعتراف مع غيره من تغيرات عميقة حدثت على الرأى العام الدولي ، كمواقف الطلاب فى أمريكا مثلاً والمظاهرة المليونية فى لندن و المظاهرات التى خرجت في كل أنحاء العالم تقول إن غزة و مأساتها استطاعت أن تغير العالم ليعيد اكتشاف حقيقة ما يعانية الفلسطينيون و في نفس الوقت حقيقة إسرائيل كدولة ترتكب جرائم حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى ضد مجتمع أعزل..
تماهي أمريكا مع إسرائيل أفقدها قوتها الناعمة، و ردة فعل مندوب إسرائيل الهستيري لهذا السبب(…)
كيف تنظر للدعوة أمام العدل الدولية التى تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل ؟
نعم . دولة جنوب أفريقيا تقدمت إلى محكمة العدل الدولية بقضية ضد أسرائيل، ولأول مرة منذ تأسيسها تجد إسرائيل نفسها متهماً أمام أعلى هيئة تقاضي دولية و هذا الشئ أيضاً في منتهى الأهمية، حيث دفع دولاً أخرى مثل نيكاراغوا و غيرها للجوء إلى محكمة العدل الدولية للمطالبة بوقف العدوان أو تجنب قتل المدنيين ، أي أن إسرائيل التى كانت مدللة قبل عقود و ضللت العالم بفكرة أنها واحة الديمقراطية في “الشرق المتوحش” يظهر العكس تماماً أنها هى التي تقوم بأعمال متوحشة ضد المجتمع الفلسطيني الأعزل،
كل هذه العناصر و غيرها من العمل الدبلوماسي و منها أيضا إشارة ثلاث دول أوروبية مثلا الاعتراف بفلسطين فى شهر مايو، كل هذه نقاط تتجمع لصالح أو تقريب الطريق للوصول للحرية بالنسبة للفلسطينيين..
التداعي الدولي و التعاطي مع الحق الفلسطيني كان واضحاً فى ردة فعل مندوب إسرائيل.. ما تعليقك؟
مفهوم أن هناك اعترافاً من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة الذى يجب أن يصادق عليه مجلس الأمن، و لكن هنالك اعترافات بدولة فلسطين من اكثر من 140 دولة فى العالم، اعترافات ثنائية أصلاً ، و أي دولة لها الحق السيادي فى أن تعترف بدولة فلسطين.
إذن نحن أمام موجة متعددة الأوجه تعيد تحضير قضية فلسطين فى مركز العمل السياسي الدولي، و هذا الشئ فى منتهى الأهمية.
و ماهي ردة الفعل الإسرائيلية حيال ذلك؟
إسرائيل أدركت أهمية هذا الحراك السياسي و القانون الدولي، و كان ظاهراً فى رد الحكومة الإسرائيلية و رد مندوبها فى الأمم المتحدة، كان رده غاضباً و أقرب لأن يكون رداً هسيرياً ، لأنهم يفهمون أن هذا الذي يجري أمر سيترتب عليه مزيد المكتسبات للشعب الفلسطينى..
و كيف ترى ما يدور فى السودان و الحرب التى تجاوزت العام ؟
الحرب المؤسفة فى السودان كان يمكن تجنبها لو أعطيت الحكومة الإنتقالية فرصة قطع المرحلة الانتقالية وصولا للانتخابات، ولتكون هنالك حكومة تعبر عن الشعب السوداني الذى خرج بعزم عظيم فى شوارع السودان من أجل أن يغير واقع الحال إلى مستقبل يحمل له الأمل،
و لكن للأسف و على الطريق حصلت هذه الحرب و التي مست ملايين السودانيبن و حتى الآن التدخلات الخارجية سواء كان تلك التى تريد أن تضع حداً لهذه الحرب عبر خارطة طريق متفاهم عليها أو التدخلات الخارجية التي تدعم طرفاً من أطراف هذه الحرب ضد طرف آخر، هذه الطريقة الثانية هى الوصف الموكد للأسف لاستمرار الحرب.
على ضوء ما يظهر ان الحسم العسكري لأي طرف حتى لو تمت التهيئة له أو كان قادراً على الحسم سيبقى السودان فى حالة غير مستقرة، لكن الطريق الأقصر هو الذى نأمل بالفعل أن يتوصل له أطراف الصراع فى السودان وهو إجراء تسوية ما، يُعاد فيها للشعب السوداني حقه لانتخاب برلمان وحكومة تعبر عنه لينال السودان الاستقرار..
أنا عن بعد كمواطن عربي و فلسطيني أعرف أن السودان بلد غني بموارده البشرية و الطبيعية و الذى لو غيض له أن يحيا تحت ظل حكم رشيد لن يكون السودان بحاجه لأحد، بل سيكون بلد غني قادر على الاكتفاء والتقدم و النمو.
آمل أن يسلم الله السودان وشعبه و أن يخرج بأسرع ما يمكن من محنته الراهنة.