
بيروت – المحقق
استعرض المؤتمر القومي العربي، في دورته رقم (33)، التي انعقدت في بيروت في الفترة من 31 مايو – 2 يونيو 2024، الأوضاع في السودان وقدم من خلال فقرة مطولة في بيانه الختامي توصيفاً دقيقاً لما جرى ويجري فيه، وفيما يلي تنشر “المحقق” الفقرة الخاصة بالسودان ضمن البيان الختامي، كما تنشر النص الكامل للبيان الختامي:
فقرة السودان
ناقش المؤتمر القومي العربي باهتمام وحرص كبيرين، تطورات الأوضاع في السودان، والتدخل الغربي والإقليمي في شؤونه الداخلية، التي كانت الحرب التي دخلت عامها الثاني نتيجة من نتائجها الكارثية. والمؤتمر القومي العربي قد نبه منذ البداية إلى أن الصراع الدموي في السودان ليس صراعاً داخليا، إنما مشروع اقتلاع السودان من هويته العربية والاسلامية والافريقية، من أجل تمكين المشروع الغربي الصهيوني من الهيمنة والسيطرة عليه.
عبر المؤتمر عن خشيته من تكرار نكبة فلسطين في السودان في ظل تشابه معطيات الحرب في البلدين، وإذ يؤكد على موقفه الذي تضمنه البيان الختامي لدورته السابقة، فإنه يؤكد على التالي:
– أنّ هذه الحرب تستهدف وبشكل مباشر الأمن القومي العربي الذي يعدّ الأمن القومي السوداني ركيزة أساسية من ركائزه، وهنا يلزم التذكير بأنّ هذه الحرب قد بدأت يوم 13 أبريل/ نيسان 2023 في قاعدة مروي العسكرية تحت شعار مناهضة التنسيق والتعاون العسكري المصري – السوداني، حيث أسرت المليشيا عدداً من ضباط الجيش المصري الذين يتشاركون مع رصفائهم السودانيين واجب صون الأمن القومي العربي من بوابة الأمة الجنوبية وأسوارها.
– أنّ الهدف الرئيس من هذه الحرب هو بسط القوى الغربية والصهيونية العالمية سلطانها على السودان، وإعادة هندسة أوضاعه الاجتماعية من خلال عمليات تهجير مواطنيه وإحلال مستوطنين لا صلة لهم بالسودان، وأن الهدف البديل لذلك، في حال الفشل في تحقيقه، هو تقسيم السودان وتجزئته، ومن ثم السيطرة عليه جزءاً بعد جزء.
– أن هذه الحرب قد أعادت السودان عقوداً إلى الوراء، بعد أن دمرت بناه التحتية، وأفقرت مواطنيه الذين نهبت المليشيا مقتنياتهم، ودمرت مصادر أرزاقهم، وضيّقت عليهم الحياة في بلادهم، لتدفعهم إلى الهجرة حتى تتمكن من استكمال عمليات التوطين والاستيطان لمن ضاقت بهم أوطانهم في دول وسط وغرب أفريقيا التي تريد القوى الغربية إخراجهم منها إلى السودان “أرض الميعاد الجديد”.
– تحميل الدول الغربية والأنظمة العربية والأفريقية الضالعة في هذه الحرب، المسؤولية القانونية والسياسية، وتحميل المنظمات الدولية والإقليمية مسؤولية محاسبة تلك الدول التي تورطت في هذه الحرب، وحملها على وقف رعايتها ودعمها للحرب، وجبر أضرارها عبر عمليات إعادة الإعمار وغيرها من التدابير.
– ضرورة توفير الدعم العربي الرسمي والشعبي للسودان شعباً ودولة في مواجهة ما يتعرض له الشعب من إبادة جماعية وتصفية عرقية، وجرائم حرب ترتكبها قوات الدعم السريع بحقه، ودعم السودان من أجل المحافظة على استقلاله ووحدة ترابه وإنسانه، وصون هويته، وحق إنسانه في الحياة الحرة الكريمة.