تقارير

اللون والطعم في موسم المانجو بالشمالية.. “المبروكة” تسابق “الحاسدة” و “ود النضيف” عينة جديدة

نوري – المحقق – خاص

 

للعام الثاني علي التوالي تغيب ، بسبب الحرب، فعالية مهرجان المانجو التي كانت تنظمها سنويا جمعية فلاحة البساتين السودانية، في شهر يوليو بالعاصمة الخرطوم، وتظل نحو 42 صنفاً من المانجو معروضة للطلب في الأسواق بلا مراسم احتفالية.

وعُرفت منحنى النيل بأنها أكثر مناطق الشمالية إنتاجاً للمانجو بأصنافها المختلفة، ويُعد موسم حصاد المانجو االذي يستمر لمدة 75 يوماً تبدأ بحصاد المانجو الهندية ثم البلدية والبذور وجنوب أفريقيا ثم الكتشنير والمبروكة والمايقوما ثم السنارية وقلب التور وأخيراً السمكية، من أطول المواسم بطبيعة الثمار وأصنافها ومدة إنباتها.

وتتسيد “السمكية” أصناف المانجو بلا منازع، كونها كبيرة الحجم وحلوة الطعم ولها القدرة علي المحافظة على مذاقها ولونها لأوقات طويلة مما يجعلها المحببة للتجار وصالحة للتصدير قبل أن تنافسها عينة “جنوب أفريقيا” التي تحمل ذات الخصائص.

وأخيراً استنبط أحد المزارعين، بالتجارب، صنفاً جديداً أسمه “ود النضيف” وهو هجين مابين البلدية والمايقوما.

وفي الوقت الذي حافظت فيه السمكية علي موقعها في البساتين وعروض التسوق وقلوب الناس تراجعت “قلب التور ” وابتعدت عن أعين المزارعين بسبب تساقطها في مرحلة ماقبل النضوج وارتفاع تكاليف مدخلاتها وإنتاجها بحسب إفادة المزارعين في الحقل.

شلالات الفرح

وتقدر انتاجية المانجو في الشمالية ب 150 ألف طن، ويشكل موسم الحصاد شلالات فرح مستمر وحركة خدمة تستوعب الشيب والشباب وينتظم الجميع في حلقات جمع الفاكهة وتعبئتها بطقوسها المحببة.

وجدان الناس

يقول الباحث في تراث منحنى النيل، أحمد عبد الله التوم، إن الموسم رغم تاريخ زراعة المانجو الذي تجاوز المئة عام لم يرتبط في وجدان سكان المنطقة مثل ما ارتبط بالنخيل والتمور، ولم يوح للشعراء والمغنين، ولم يظهر في ثقافتهم بأي ملمح فيمر الحصاد سريعاً مثل القمح والفول المصري والمحصولات الأخرى، فقد تسيد النخيل خارطة الغناء ونظم القصيد ولم تظهر المنقة إلا نادراً في حالات محدودة.

ويؤكد علي ذلك المهتم بتراث منحنى النيل حاتم سيدون زيقول إن الشاعر محمد الحسن سالم (حميد) تطرق للمنقة في قيصدتة المشهورة (حمتو) حين قال في جزئية منها:

في جنينة سيدي

بين ظلالها الرامي يرتع

ويقصد بين أشجار المانجو، وجنينة سيدي المقصودة في القصيدة هي بالأساس إحدى جنائن المنقة الكبيرة وذات الإنتاجية العالية.

الحاسدة والمبروكة

ويضيف سيدون (أن أهالي المنطقة يطلقون علي ثمرة الثمرات مثل الكتشنير أو البلدي عند بعض المناطق إسم (الحاسدة) كونها تحتضن الثمار لأطول فترة حتي تتجفف.

ويفسرون حالة الاحتضان بحبها لثمرتها، وعلي عكسها تماماً ثمرة المبروكة التي تعوض للناس طعم الكتشنير وتحمل نفس مواصفاتها وتنضج في وقت معقول

سكان البندر

ويتميز الموسم بانتعاش الأسواق والأفراح والأعراس إذا تزامنت مع الاعياد كما هو الحال.

و تفوق هذا الموسم مقارنة مع المواسم السابقة بكثافة الإنتاج والتزامن مع عيد الأضحى المبارك وتواجد سكان البندر بسبب الحرب وهم الذين كانوا ( ينزلون البلد) شهوداً للحصاد ، وهي عادة توراثها الأجيال، و لا يكاد يخلو منزل واحد أو أي مكان في البساتين والطرقات من منقة (نجيضة )(مرمية) علي الأرض !!

لون المنقة

ولون المنقة مطبوع على ملابس التلاميذ والطلاب وعامة الناس، والمبروكة نغمات تسمعها علي الهواء الطلق وتراها في الأشجار بكامل الزينة، وتحل جنائن المنقة محل صيوان الأفراح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى