تقارير

عودة “أستاذ مهاجر” و”عوضية سمك”: أشهر معالم أم درمان في مواجهة ويْلاَت الحرب

المحقق – سودان هورايزون: عزمي عبد الرازق

“الحصة وطن” كان ذلك هو شعار أستاذ الرياضيات الشهير مهاجر عبد الرحمن لاستئناف الدراسة في مدينة أم درمان بعد توقف دام لأكثر من عام ونصف.

وتُعتبر عودة مهاجر بشرى سارة لطلاب الشهادة السودانية بالعاصمة القديمة، لكنها أيضاً تُعد خطوة جريئة لهزيمة الحرب ومحو أثارها بالتشجيع على استئناف الحياة، والتغلّب على معضلة حرمان الطلاب من التعليم.
وكان مهاجر الذي أرغمته الحرب والتدوين العشوائي الذي تقوم به ميليشيا الدعم السريع على الأحياء السكنية في أم درمان قد هاجر إلى مصر قبل أكثر من عام، إلا أنه وبعد انفتاح القوات المسلحة وهزيمة المليشيا المتمردة وعودة الأمن نسبياً إلى المدينة قرر العودة وفتح مدارسه الخاصة. وظهر مهاجر في مقطع فيديو على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يغالب دموعه المتحدرة قائلًا:” نحن شعب لا يستحق الإهانة”.

ورصد موقع ”المحقق“ و“سودان هورايزون” تفاصيل عودة أستاذ مهاجر من مصر، حيث هبط في مطار بورتسودان ومنها إلى عطبرة، ليستقر به المقام آخيراً في المدينة التي أنفق فيها جل سنوات في مجال التعليم، وذلك وسط حفاوة أهله وطلابه الذين استقبلوه بنشيد العلم ” نحن جُند الله جُند الوطن”.

وتعهد مهاجر من داخل الفصل بمدرسته وأمام مجموعة من طلابه بمواصلة الدراسة، قائلًا” أطمئنكم امتحان الشهادة قائم في موعده، وأنا معي طبشيرتي لن أتخلى عنها، علينا أن نستعد ونجتهد”. وناشد الأسر الموجودة في مصر وكل الأساتذة المهاجرين أيضاً بالعودة لأجل استئناف العام الدراسي، وحث الطلاب على عدم مُجافاة الكُتب والأقلام، وأكد أنه جاهز للتعاون مع كل الطلاب دون أي شروط.

مهاجر ليس وحده، فقد ظلت أم درمان عصية على محاولات الجنجويد قتل الحياة فيها، وتهجير سكانها بصورة قسرية، إذ قاوموا العنف وعمليات النهب والقتل المُمنهج، وحافظوا في أغلب الأحياء على بيوتهم وشوارعهم من الفوضى، وتطوع الكثير منهم للقتال إلى جانب القوات المسلحة دفاعاً على العرض والممتلكات، كما اشتهر في المدينة مسيد الشيخ الأمين عمر في حي ود درو الأمدرماني العريق، والذي ظل يقدم الطعام مجاناً والاسعافات للمصابين، فضلاً على تكايا طعام آخرى تقوم بأدوار مماثلة، برزت في عتمة الواقع المرير، منها تكية سوهندا عبد الوهاب، والصحفي عثمان الجندي بمنطقة كرري. وبدا لافتاً أنه بمجرد تحرير أحياء أم درمان من عصابات الدعم السريع يعود إليها سكانها في الحال، ويقومون بحملات النظافة، وفتح المحال التجارية.

فيما نشر العديد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عوضية آدم عبد الله، الشهيرة بـ”عوضة سمك”، وهى تقوم بفتح مطعمها الذي يقدم وجبة الماكولات النيلية، وهو من أشهر محلات طهي السمك في ضاحية الموردة بأدرمان.

عوضية التي كانت تعاني مشاكل في الحركة، تغلّبت على كل تلك الظروف بجسارة، وهى اليوم صديقة للمعاقين، وقد منحتهم مئات الفرص للتدريب والعمل والرعاية، خصوصًا ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها رعت العديد من المبادرات الخيرية، ولم تهزمها الحرب، ويعتبرها البعض رمزاً للمرأة السودانية المكافحة.

وبالرغم من أن عوضية فتحت محلها مؤقتاً في منطقة الثورات، إلا أنها عازمة على العودة إلى مطعمها القديم بالموردة، الذي كانت تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع وأحدثت فيهل دماراً وحريقاً طال بعض جوانبه، وكان مطعم ” عوضية سمك” قبلة للكثير من الزبائن، من كافة أنحاء الخرطوم، ويرتاده أحياناً مشاهير وظرفاء المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى