داكار – المحقق
حث المصرف المركزي لدول غرب أفريقيا، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس (ECOWAS) على تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق العملة الموحدة الجديدة (إيكو – eco) وذلك خلال اجتماعات لجنة محافظي البنوك المركزية للدول الأعضاء في (الإيكواس) في إطار اجتماعها العادي الرابع والستين بمقر البنك المركزي لدول غرب إفريقيا والتي انعقدت في الأسبوع الأخير من شهر يوليو المنصرم بداكار العاصمة السنغالية مقر رئاسة البنك.
وتشير متابعات موقع “المحقق” الإخباري أن الاجتماع السابق للمجموعة تم فيه تحديد ديناميكيات واتساق عمل البنك المركزي لدول غرب أفريقيا ووكالة النقد لغرب إفريقيا (أماوAMAO-) بشأن التجريب المشترك، وأفاد مراقبون بأن التصميم التشغيلي لإطلاق العملة الموحدة لغرب أفريقيا مازال يحرز تقدماً كبيراُ.
ونقلت صحيفة “الاقتصادي” السنغالية عن السيد جان كلود كاسي محافظ المصرف المركزي لدول غرب أفريقيا قوله “إن هذا الاجتماع انعقد في سياق دولي يتميز بالصدمات الاقتصادية التي تعكس التوترات التضخمية المستمرة والأزمات الجيوسياسية” إضافة التحديات الأمنية على المستوى الإقليمي، وتأثيرات تغير المناخ، وهي عوامل تؤثر على هذا الاستقرار الاقتصادي الكلي وتؤثر على الآفاق الاقتصادية للمنطقة.
وأضاف جان كلود” إن الظروف الخاصة لم تمنعنا في عام 2024 من تسجيل آفاق أفضل ذات صلة بالنمو الاقتصادي”. وأضاف أن التحديات الأمنية وتأثيرات التغيير المناخي وهشاشة الآفاق الاقتصادية تمثل العوامل التي تؤثر على استقرار الاقتصاد الكلي في المنطقة وعلى الأداء الاقتصادي للدول.
ورغم أن المراقبين الاقتصاديين يرون أنه لا مناص من هذا الطريق الطويل، المليء بالمزالق في مسألة إطلاق ال (إيكو) إلا أن محافظي البنوك المركزية قد تبنوا موقفاً متفائلاً أكثر من كونه واقعي تجاه خارطة الطريق التي رسمتها اللجنة، وقد سلطت العديد من مداولات هذه الدورة نصف السنوية الضوء على إعداد الإطار المؤسسي والقانوني للاتحاد النقدي المستقبلي للإيكواس تمهيداً لتدشين العملة الموحدة.
ويضيف المراقبون أن الاقتصادات في منطقة الاتحاد النقدي لغرب افريقيا أظهرت مرونة، بفضل استمرار الصدمات الخارجية ونتيجة لذلك، فإن النشاط الاقتصادي ظل متحركاً بشكل متزايد في عام 2023 مع نمو يزيد عن 5٪. وأشاروا إلى أن التضخم انكمش إلى 3.5٪ في عام 2023، وهو نصف ما كان عليه المعدل قبل عام . علاوة على ذلك، فمن المؤكد أن عملية توحيد الموازنة قد بدأت، مع ملاحظة انخفاض عجز الموازنة في عام 2023، مقارنة بعام 2022. كما امتدح خبراء اقتصاديون في الاقليم تكرار واستمرار مشاركة البنك المركزي في دعم المبادرات التي تستهدف تسريع الازدهار والاستقرار الاقتصادي الكلي وفي دعم عملية التكامل النقدي للدول الأعضاء.
تجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي لهذا الكيان هو تعزيز التعاون والتكامل من منظور الاتحاد الاقتصادي لغرب أفريقيا بهدف رفع مستوى معيشة شعوبها، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وترقية العلاقات بين الدول الأعضاء بما يساهم في تقدم القارة وتنميتها، وتهدف خطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (15 دولة) إلى تدشين العملة الموحدة بحلول عام 2027م.
