تقارير

البنى التحتية في السودان بين نيران الحرب ومياه الأمطار

المحقق – نازك شمام

تعانى البنى التحتية بالسودان من ويلات الحرب المندلعة بالبلاد لأكثر من عام، لا سيما تلك التي تقع في الولايات غير الآمنة وفي مقدمتها ولاية الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور، وتظل المباني العامة والخاصة والطرق والجسور والمباني الخدمية تحت نيران القصف المتبادل بين قوات الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، غير أن الحرب لا تبدو أنها الخطر الوحيد الذي يهدد المنشآت فقد زاد على ذلك تدمير آلاف المنازل والمباني العامة وانقطعت الطرق بفعل الأحوال الجوية السيئة والأمطار والسيول الجارفة التي اجتاحت عدداً من ولايات السودان أبرزها ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر.

ووفقا لتقديرات غير رسمية فإن خسائر الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان تتراوح بين 120 إلى 150 مليار دولار حتى الآن.

رويترز /محمد نور الدين عبد الله

 

اما الفيضانات والسيول فقد ألحقت ضرراً بالغاً بالبنى التحتية في الولايات، وبحسب بيان صادر من الأمم المتحدة فان الفيضانات دمرت حوالي (14) ألف منزل وتضرر منها نحو (73) ألف شخص، أغلبهم من ولايتي جنوب دارفور والبحر الأحمر. وما تزال هيئة الأرصاد الحكومية تحذر من هطول أمطار مصحوبة بالفيضانات في عشر ولايات سودانية طوال هذا الأسبوع.

ودمرت الفيضانات حوالي (14) ألف منزل ونزح 21 ألف شخص، وقالت الأمم المتحدة في تحديث اليوم، (الخميس)، عن الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الفيضانات، إن (11) ولاية سودانية تضررت من الفيضانات، ونزح (21,370) شخصاً بسبب الفيضانات.

وشملت الفيضانات والسيول والأمطار ولايات البحر الأحمر، والشمالية، وجنوب دارفور، وشمال دارفور، وغرب دارفور، وكسلا، والقضارف، والنيل الأبيض، والجزيرة.

ومع تدهور الوضع الإنساني بسبب الحرب، ونزوح ما لا يقل عن ثمانية ملايين شخص داخل البلاد، فإن الفيضانات قد ضاعفت من معاناة السودانيين هذا العام في ظل الأزمة الاقتصادية ونقص المال وشح الوقود.

وفي ولاية نهر النيل بمحلية أبو حمد، غمرت المياه المنازل، وخسر السكان (11.5) ألف منزل وفقًا لإحصائيات حكومية. و توفي الثلاثاء الماضي سبعة أشخاص بسبب تهدم المباني السكنية.

وامتدت السيول والأمطار إلى مناطق البحر الأحمر أيضًا، وشوهدت الأودية ممتلئة بالمياه وتغمر بعض الطرق الرابطة مع مدن هيا وعطبرة. وترتفع التحذيرات بشدة هذا الأسبوع من فيضانات غير مألوفة في تاريخ البلاد.

وقد شكلت الشركة السودانية للموارد المعدنية لجنة طوارئ لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات .
و أبدت الشركة استعدادها لتسخير كامل امكانياتها بالآليات و الجهود لدرء الآثار الناتجة من السيول الجارفة بفتح المجاري، كما تمت تعلية الترس حول السوق.

واكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر على استقرار الأوضاع في مناطق التعدين بعد الفيضانات والسيول و قال في حديثه لموقع “المحقق” الإخباري إن التحذيرات التي اطلقتها الشركة في وقت سابق تعد أمراً طبيعياً في مثل هذه الظروف.

وكشف عن توجههم لولاية نهر النيل للوقوف على الأوضاع ميدانيا ورصد الخسائر لافتا بأن الشركة وفي اطار المسؤولية الاجتماعية ستعمل على دعم المتضررين .

وحذرت الشركة السودانية للموارد المعدنية امس المعدنين والعاملين في أسواق التعدين بولايتي كسلا والبحر الأحمر، وطالبتهم باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية،

إلى جانب العمل على وضع تروس حول أحواض النفايات والمحاليل الحاملة للذهب وأحواض المعالجة لمنع انجرافها في حال حدوث سيول أو جريان سطحي حاد، وناشدت في بيان، السائقين بقيادة المركبات بحذر في الطرق السريعة، والشركات باستعدادها لدرء المخاطر المتوقعة من جراء الأمطار والسيول.

بدوره كشف الناشط بولاية نهر النيل، مجاهد عثمان عن انقطاع طريقين بالولاية بفعل السيول في منطقتي قباتي وبعد عطبرة يالقرب من هيا مما أدى لتوقف الحركة وأوضح في حديثه لموقع “المحقق” ان السيول ضربت أبو حمد ومناطق التعدين وخلفت أوضاعاً كارثية من بينها اختلاط أحواض الترسيب المخلوطة بمواد السيانيد والزئبق، واكد هطول أمطار اليوم الخميس بكميات كبيرة في شندي وسط توقعات بوجود سيول في الوديان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى