رأي

وفد الحكومة و ليس وفد الجيش يا أمريكا

لواء شرطة م نجم الدين عبد الرحيم 

حسناً فعلت الدولة بقرارها إرسال وفد حكومى للتفاوض مع الوسطاء فى منبر جدة تمهيداً للمشاركة فى منبر جنيف – إذا تم إستيفاء بعض شروط الحكومة – و حسناً أنها تمسكت بموقفها بأن الوفد يمثل حكومة السودان و ليس الجيش كما جاء فى دعوة الولايات للمتحدة للبرهان لإرسال ممثل الجيش إلى جنيف للتفاوض حول المسائل الإنسانية، لأن قبول قيادة الدولة بأن يكون الوفد ممثلا” للجيش يعنى جملة أشياء نوجزها أهمها في النقاط التالية:

– القبول بمبدأ ظلت تنادى به قيادة و مستشاري الدعم السريع و هو أنها لا تعترف بوجود حكومة شرعية فى السودان و إن الموجودين على رأس السلطة فى بورتسودان هم إنقلابيون لا يمثلون الشعب السودانى، و قد ذكرت ذلك من قبل بعض دول الإقليم المتحالفة مع القوات المتمردة فى أنه لاتوجد حكومة شرعية فى السودان، لكن من الجيد أن منظمة الأمم المتحدة و المنظمات و المؤسسات الدولية تعاملت مع القيادة الحالية بإعتبارها الحكومة الشرعية الممثلة للشعب السودانى و شارك الفريق أول البرهان فى عدد من المحافل الدولية و منها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو عام بإعتباره الرئيس الشرعي للدولة السودانية و ظلت الولايات المتحدة تتعامل على هذا النحو منذ إشتعال الحرب فى 15 أبريل 2023.

– يعنى كذلك القبول بما تقوله و تردده المليشيا المتمردة و جناحها السياسي أن الحرب الدائرة الآن هي حرب بين جيشين هما الجيش السودانى و قوات الدعم السريع و ليست حرباً بين الحكومة الشرعية و القوات المتمردة و معاونيها من دول الجوار

– القبول بإبتعاث ممثل للجيش و ليس ممثل للحكومة يعنى أن دخول المساعدات الانسانية إلى السودان لا يحتاج إلى مخاطبة الحكومة السودانية و لا يحتاح كذلك إلى موافقتها و من المعلوم أن دخول المساعدات الإنسانية لأى دولة يتم بمخاطبة حكومتها ممثلة فى مؤسساتها الشرعية المعترف بها والمعتمدة لدى المنظمات العالمية كوزارة الخارجية ومفوضية الشؤون الإنسانية أو معتمدية اللاجئين و غيرها .

– القبول ب مخاطبة الجيش دون الحكومة الشرعية سيولد “فقهاً جديداً” لدى القوة المتمردة بضرورة مخاطبتها مستقبلا”مباشرة مثلها مثل الجيش بواسطة المنظمات و المؤسسات الدولية دون مخاطبة الحكومة القائمة، لدخول المساعدات عبر الحدود للدول المجاورة في المناطق التى تسيطر عليها ، ويعتبر ذلك من الخطورة بمكان على الأمن القومي السودانى كما يمثل تهديداً على الحكومة السودانية بترجيح كفة العمليات الحربية لصالح المليشيا بإمكانية إمدادها بالأسلحة و الذخائر.

أخيراً يجب على الدولة ألا تقبل، مهما بلغت الأسباب، للدخول فى أي عملية تفاوضية مع المليشيا بتسمية الجيش كطرف فى أى منبر دولي أو إقليمي و عليها التحسب للمخاطر المذكورة أعلاه ، كذلك يجب أن نذكر أنه يحمد للدولة أنها أصبحت تتخذ قرارتها بصورة صحيحة و سليمة بما يتوافق مع المصلحة القومية و وفق الرؤى الإستراتيجية للدولة فى الوقت الراهن و فى المستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى