رأي

كوب من الشاي ينتظرني!!

مريم عز الدين

استيقظت اليوم على صوت سقوط دانة، ولأول مرة أسمع صفيرها، كانت قريبة جدًا…أمي وأبي وأختي يجلسون في “الحوش” يشربون شاي الصباح…وأنا بالداخل أنظر إليهم عبر “الشباك”…لحظة من التوجس والارتباك…ثم دانة أخرى صوتها أقرب…كأنك تنتظر أن يقع عليك الموت وأنت تستمع لصفيرها…كأنه مؤقت! سسسسيييك بوم! وبعدها قد تكون أشلاء أو قد يجود الله عليك بثبات لتسأله الثبات وحسن الخاتمة.

استيقظت، قلت لنفسي لا أريد أن أموت وأنا بين اليقظة والأحلام! تذكرت النادي الرياضي الذي خططنا أن نبدأه مساء هذا اليوم…زارتنا البارحة في منزلنا “الكوتش” التي كانت تدربنا في المعسكر، واتفقنا أن نستمر في التدريب الرياضي، الآن أتوقع أن يتوجس الجميع من التجمعات، وحماسنا سيغدو حذراً .. لا أدري ماذا سيحدث هذا المساء!

أصوات تساؤلات ملأت شوارع الحي… من بينهم صوت جارتنا حاجة آمنة وهي غير آمنة بالمرة…ما حدث جعلها تهذي، تريد أن تسافر في اللحظة والتو. أسمع صوتها المتوتر وهي تناقش ابنها، قالت: “ما بقدر أقعد وأنا سامعة صوتها فييييي أضاني” تريد أن تترك كل شيء فقط بسبب صوت صافرة دانة… أين ستذهبين يا حاجة آمنة؟ في هذه اللحظات كأن كل الحارة كانت تغلي! حاضرة آية الله التي يخاطبنا فيها بكل وضوح: قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم.

خطوة قد تكون هي المنجية وخطوة أخرى قد تكون هي التي كتبها الله وساقها القدر لتصبح المكان الذي يأخذ فيه الله أمانته ويمسك فيه روحك…

“برتقال 10 بألف شطة 200 نعناع 200” نعم! هذا ما سمعته وأنا في منتصف استغراقي في ملكوت الله! ما رأيت البائع، لا أدري إن كان يتجول ببوكس أو بحماره والكارو…لكنه حتماً ما عبأ بأمر الدانة ولا صفيرها…هو يريد أن يبيع بضاعته! قلت هذه الحياة ساخرة! ساخرة!

لم أشرب الشاي بعد، قررت أن أكتب ما حدث وأن أوثق هذه اللحظات…شعرت أني لابد أن أجتهد وأكمل كتابي، لابد أن أكتب أكثر…ولابد أن أعبر عن حبي أكثر !!

سلام… ينتظرني كوبٌ من الشاي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى