إريتريا: الصداقة الصادقة

راشد عبد الرحيم
دخلنا إلي القصر الرئاسي بالعاصمة الإرتيرية أسمرا واستُقبِلنا بحفاوة. لحظات و دلفنا إلي حيث الرئيس أسياسي أفورقي الذي رحب بنا عند باب مكتبه ، كنا عشرة من الصحفيين.
كما تقتضي المراسم مددت يدي بالتحية والتعريف بنفسي فقلت أنا راشد فأكمل الإسم (راشد عبد الرحيم، عمود إشارات) . كان هذا شأنه مع كل زملائي معرفة وافية كافية.
علي مدى ثلاث ساعات أدركنا أن الرجل متابع دقيق للإعلام السوداني وكل قضايا السودان . ملم بالشأن السياسي والإجتماعي ومعرفة دقيقة بالإقتصاد وحركة التجارة.
تلكم الأيام استقبل فخامته العديد من الزيارات السودانية الرسمية والشعبية والوفود الفنية ورجالات الحكم والقوى الشعبية من شرق السودان.
شهدتُ و رفقة صحفيين محبته وعلاقته القوية ببلادنا منذ سقوط نظام منغستو هايلي مريام بأديس أبابا عند زيارتنا لمتابعة تطورات نشأة الدولتين اريتريا واثيوبيا.
أثناء تلك الزيارة سجل عدة زيارات لمنزل السفير السوداني بأديس أبابا حيث كان حضوراً المرشح لسفارتنا بأريتريا.
ظل الرجل علي صلته القوية بالسودان.
كانت علاقته بالسفير المميز ماجد يوسف، عليه رحمة الله، قوية و ممتدة وهي صداقة أكثر من كونها علاقة رسمية.
كان السفير الأخ الكريم ماجد يوسف رجل ودود ونشط طور الصلات بين البلدين ونظم العديد من الزيارات الرسمية والشعبية وأسس بيت السودان بأنشطته المتعددة.
لم يكن غريباً أن تفتح أرتيريا حدودها وأرضها عند نشوب الحرب لكل من وفد إليها من السودان.
إنفتحت الأبواب الرسمية بلا تأشيرة ولا إقامة ولا رسوم من أي نوع سواء للدراسة أو العلاج.
كما انفتحت أيضا أبواب المنازل تستقبل السودانيين في إخاء ومودة.
شارع الحرية الذي شهد مشاركات كبار مطربينا لشعب أرتيريا إحتفالاته بأعياد الإستقلال شهد أمس مواكب التأييد للقوات المسلحة والشعب السوداني بحضور الرئيسين أسياسي أفورقي والفريق أول البرهان.
ظلت مواقف أرتيريا و رئيسها منذ إندلاع الحرب قوية وواضحة مع شعبنا وجيشنا ضد التمرد.
مواقف أصيلة صادقة لم تقم علي مصلحة أو طمع بل تجاوزت وتحملت في سبيل ذلك الكثير.
بقيت أرتيريا علي موقف الصدق والمؤازرة بينما سارعت العديد من الدول المجاورة إلي مواقف التنكر والعداوة والكيد طمعاً في أموال تدفقت تؤجج الحرب وتحشد جوار خاننا وإخوة تنكروا لنا طمعا في مغنم من عطايا دول غنية ومواقف مساندة من دول كبري تسعي للتأليب الدولي علينا.
وقفت إريتريا معنا بقوة وهي تعلم شراسة الإستهداف ولكنها تجاوزت الطمع العاجل والتنكر للإخاء وكانت نعم الصديق في الضيق والرخاء وتكسرت بين قدميها ويديها كل محاولات النفاذ عبرها إلينا.
وقفت أريتريا معنا موقف الصديق الصادق والقوي الشامخ بالوفاء بلا مَنٍ و لا أذى.