رأي

إعادة هيكلة الجيش وتغيير عقيدته

الرفيع بشير الشفيع

كنت أتساءل عن ما وراء مطالبة العملاء ومنذ سنين عدداً، حتى قبل الإنقاذ وقبل أن يكون الجيش جيش كيزان كما يكذبون، كنت أسأل نفسي، ما الذي يريدونه من مطالبتهم بتغيير عقيدة الجيش وإعادة هيكلته !!!

لكني أدركت الآن ، أن هذه المطالب مقصود منها أولاً ، تفتيت هوية الجيش التي تمثل كل السودان، شرقه وغربه وشماله ووسطه وجنوبيه، وتفكيك بنيته الأساسية ولُحمته التي تكونت كشارة ورمز وطني يضم كل سحنات السودان ويمثل عزته وكرامته وخلاسيته، ويمثل حائط الصد الأول والأخير بعد الله عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن والمواطن، وبسلامة وحفظ سيادته وكرامته.

وهذا هو الجيش يظهر في لحظات الشدة والمحاص يظهر بهذه العقيدة السامية والشامخة والمغروزة في نفوس كل أفراده، يستميتون في الدفاع عن وطنهم ويعطون العملاء وواجهتهم الحربية الجنجويد والمتمردين درساً قاسياً، في معاني عقيدة الجيش وتماسك هيكلته ومؤسسيته، فيظهر لنا بجنوده الأساوش ذوي السحنات الأكثر سودا وذوي الألوان المحمصة، من شرقه وغربه وشماله ووسطه وجنوبيه، في تماسك وبنية مفاهيم ودروس في فنيات الحرب، ما يدل على معدل الطاعة والتماسك والتآلف بين جنوده وقادته والمحبة الكبيرة بينهم ، لدرجة الفرح حتى البكاء.

هذا في حد ذاته يؤكد أن الجيش غير ، فهو حامية، تمثل نوعية خاصة من السودانيين تجردت لوجه الله وثم لحماية وطنها وعزتها وكرامتها، وأن هويتها وبنيتها الأساسية الممتدة في التاريخ لا يمكن أن يفتتها رعاة البقرة وراقصي أندية ال Rave ، ومعاقري الخمور وعاقري ناقة صالح.

والآن ندرك لماذا يطالب العملاء الملاحدة اصحاب سيداو، بإخراج الجيش من المدن !!! وندرك الآن ما وراء لهثهم وراء تغيير هيكلة الجيش وتغيير عقيدته، والآن نعرف أي عقيدة يريدون وأي هيكلة يودون، وهم جميعا بجنجويدهم ومتمرديهم الذين يمثلون واجهة الحرب على الدين والوطن والشعب والجيش.

إن تخليص الإذاعة والتلفزيون من براثن التتار ومغول العصر لا تمثل هزيمة نفسية ومعنوية فقط لهؤلاء، إنما تمثل بداية حقيقية لمحو أثر العمالة ولتفتيت مشروع إحتلال السودان وتخييب آمال المرتزقة وإعطاء درس عظيم لكل دويلات الطوق التي حاربت السودان الآن من خلف رعاة البقر ، ومعهم لفيف من سفهاء العقول وقادة بعض الأحزاب الذين خانوا وطنهم وخذلوا أنفسهم وأسرهم وخانوا تاريخ أجدادهم، وسقطوا في مذابل التاريخ غير مأسوف عليهم .

الآن تبين للشعب السودان من هم أعداؤه وتبين لهم المشروع الكبير والذي حاول الأعداء في الداخل والخارج، أن يفرضوه على السودان ، دينه وأرضه وعرضه وخلاسيته الآفرو – عربية وأن يمحو تاريخه وحضارته وأثره من الوجود ، لكن الله يفعل ما يريد ويبطل كيد الكائدين الذين تمكنوا من مفاصل الدولة فسوسوها وتمكنوا بأكذوبة وأعجوبة من أهم المناطق الحساسة السيادية ومؤسسات تمثل رمزية للدولة، بليل، فأخرجهم الله وأذلهم بأيدي الجيش الذي يحاولون تفتيته وتغيير عقيدته وبأبطال الشعب الذي أهانوا كرامته وسمعته وفتتوا وحدته على مَر السنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى