رأي

إقتصاد ما بعد الحرب: تطبيق مفهوم ريادة الأعمال في السودان

بروف فكري كباشي الأمين

الريادة ظاهرة قديمة حديثة متجددة تحمل في طياتها معاني ورموز خيرة ، حيث تستخدم للدلالة عن المبدعين والمبتكرين في شتى المجالات وتعود ، جذور الريادة إلى نظرية احتكار القلة Oligopoly Theory،

وقد تأثرت الريادة في بداياتها بالعلوم المرتبطة بها كعلم الإقتصاد وعلم النفس وعلم الإجتماع وعلم التاريخ وعلم الإنسان، مما أدى إلى تباين تفسيراتها وتعدد نظرياتها، وعدم الاتفاق على مفهوم محدد لها، بل ترادفت في كثير من الأحيان مع مفاهيم الإبداع والابتكار.

وقد عرف مفهوم الريادة في الستينيات والسبعينات من القرن العشرين، لكن شهدت الثمانينات والتسعينات انتشاراً واسعاً لهذا المفهوم الذي مزج بين جني الأرباح التي تثمر عنها العمليات التجارية المختلفة من جهة وفكرة التقدم على مختلف الأصعدة من جهة أخرى من خلال ابتكار أساليب جديدة وحديثة في العمل ، وقد تأثرت الريادة أثناء تطورها بالمدارس الفكرية المختلفة فقد ساهم رواد المدرسة الكلاسيكية بنصيب وافر من في تفسير السلوك الريادي ، أي أن ريادة الأعمال اكتسبت مفاهيم متغايرة بتباين المدارس الإدارية التي تناولتها حسب توجهات كل مدرسة ، فتدرجت بين معاني تحقيق الربح ، والتغيير ، والإبداع والابتكار ، وتشكيل أحد عناصر الإنتاج ، إلى أن وصلت إلى مرحلة شمولها لكافة عناصر العملية الإنتاجية والتنموية التي تكفل الديمومة والاستمرار للمنشآت في تقديم أنشطتها من خلال دعم مستمر ومتواصل من الأجهزة ذات العلاقة لضمان اسهامها في دعم الاقتصاد ، بالإضافة إلى الحد من ظاهرة البطالة.

وبالتالي إن رائد الأعمال يتمثل في الشخص الذي لديه الإرادة والمقدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع أو ابتكار ناجح لتقديم خدمات ومنتجات متميزة أو اسلوب إنتاج (فن انتاجي) جديد اكثر كفاءة ، كما أن ريادة الأعمال يمكن أن ترتكز على عنصر المخاطرة من خلال تطوير منتج قديم أو تقديم منتج أو خدمة جديدة ، فالمخاطر تتضمن إمكانية عدم قبول المستخدمين للمنتج أو الخدمة بالشكل الجديد ، أو عدم الإقبال على المنتج أو الخدمة الجديدة ، هذا ما يجعل مفهوم ريادة الأعمال يتعدد ليشمل المالك والمبادر ورائد الأعمال الناجح والمالك والمخاطر ، والمبدع الإنتاجي.

وكلمة ريادة الأعمال (Entrepreneurship ) في الأصل كلمة فرنسية تعني الشخص الذي يشرع في إنشاء عمل تجاري وفق أفكار خلاقة مبدعة وطرق مبتكرة ترتكز على المخاطرة ، وراس المال الجرئ ، وكما ذكرت أن الريادي يتمثل في الشخص الذي يتميز بالإرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح اعتماداً على قوى الريادة في الأسواق والصناعات المختلفة للحصول على منتجات ونماذج عمل جديدة تسهم في التطور الصناعي والنمو الإقتصادي على المدى الطويل.

وعليه يمكن أن يعرف اصطلاح ريادة الاعمال بأنها: المشروعات الصغيرة والمتوسطة المعتمدة على الأفكار الإبداعية والابتكارية التي تم احتضانها ومساعدتها على النمو في الاتجاه الصحيح وفق برامج وخطط متخصصة تستفيد من التجارب الناجحة وتطبقها بشكل متوازان يضمن تحويل الأفكار الخلاقة والابداعات الفردية والجماعية إلى مشروعات عملاقة.

كما يمكن تعريفه بأنه نشاط ينصب على إنشاء مشروع عمل جديد، يقدم فعالية اقتصادية مضافة، من خلال إدارة الموارد بكفاءة وأهلية متميزة لتقديم شئ جديد، أو ابتكار نشاط اقتصادي واداري جديد يتسم بالابداع ويتصف بالمخاطرة.

وكذلك على ريادة الأعمال أيضاً: الاعتماد وهي عملية تنشيط منظمة أو منظمات جديدة او تطوير منظمات قائمة، وهي بالتحديد إنشاء عمل أو أعمال جديدة أو الاستجابة لفرص جديدة وعامة.

و تشير ريادة الأعمال بصفة عامة إلى الحيوية وإدارة المشروعات بشكل مبتكر يكفل نجاحها وتطورها بسرعة من خلال مجموعة من الاجراءات التي تركز على مبادئ متطوره تستخدم المخاطرة المحسوبة ورأس المال الجرئ في تطوير مجالات عمل قديمة، أو استحداث مجالات عمل مبتكرة تجد تسويقاً متميزاً ومن ثم تفرض على السوق استيعاب منتجاتها وخدماتها بحيث تحقق أرباحاً لمد جذورها أو إثبات وجودها وقدرتها على الصمود والمنافسة في فترة زمنية وجيزة.

ريادة الأعمال أعتقد أنها تمثل الحل لمشكلة السودان لذلك اقترح التوجه نحوها …. وأن ويقوم الجمهور بحل مشاكله بنفسه أي أن يتجه الشعب نحو ريادة الأعمال ..بدأ ببيت للخبرة ينشر هذه الأفكار بين المثقفين و سرعان ما سوف تنتشر الفكرة وحتى الشركات الحكومية في صناعات الاسمنت والنسيج والسكر والزيوت… الخ تحول إلى شركات مساهمة عامة وتطرح أسهمها إلى المواطنين داخل وخارج السودان.. و سرعان ما سوف يتبنى السياسيون هذه الأفكار و سوف يشجعوا التوجه نحو الإنتاج بالتالي فإنه يمكن التعويل في ذلك على رجال أعمال جدد يؤمنون بالرأسمالية الوطنية.

وفي التاريخ الحديث للسودان لدينا أمثلة لرجال أعمال أفذاذ مثل الشيخ مصطفى الأمين وخليل عثمان وإبراهيم طلب والضو حجوج ومحمد أحمد السلمابي وبشير السلمابي ، رحمهم الله، والذين في زمن مبكر انتبهوا لتطبيق مفهوم المسؤولية المجتمعية

Social Responsibility من خلال مشاركتهم في تبني القضايا التي تؤرق المجتمع

وقد أسهموا في تأسيس مؤسسات الخدمات المجانية والتي ظلت مستمرة إلى اليوم مثل المستشفيات والمدارس ودور العجزة والمسنين، حيث لم يسعوا إلى تأسيس شركات تحتكر الثروة و تستنزفها أو يعتمدوا علي التوكيلات و الاستيراد فقط.

ومن الضروري كذلك تكوين بيت خبرة لرعاية برامج ريادة الأعمال، ويمكن الاستعانة في ذلك بأساتذة الجامعات ، إذ هناك بالفعل بعض الكليات في الجامعات العريقة لديها القدرة والرغبة في دعم هذا التوجه مما يساعد على توحيد جهود رجال الأعمال المؤمنين بالفكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى