إنتصارات في الداخل و الخارج

راشد عبد الرحيم
حققت قواتنا إنتصارا كبيرا أمس بتحرير مدينة سنجة و تأمين كل منطقة جنوب الجزيرة و الولايات المتاخمة.
سبق هذا الإنتصار تحرير جبل موية و التي إستولت فيها قواتنا علي ترسانة من الأسلحة و العتاد التي وصلت للتمرد من خارج السودان.
أتت إنتصارات سنجة لتؤكد قدرتنا علي مواجهة التمرد الغني بالعتاد المستجلب من خارج الحدود.
قبل أيام من هذا الإنتصار استولت قواتنا علي أسلحة و قتلت مرتزقة من عدة دول بعيدة عنا جُلبوا من كولومبيا و اسبانيا لمهاراتهم الفنية للعمل في منظومات المدفعية و المسيرات.
أكد السودان قدرته علي مواجهة كل أنواع الإستهداف.
إن كان المجتمع الدولي قد فشل في منع تدفق السلاح لبلادنا فقد كانت قواتنا جاهزة لإستلامه.
مع الدعم الخارجي بالمرتزقة و السلاح تمكنت بلادنا أيضا من مواجهة التحركات الخارجية المتواصلة فقد شهدنا قبل أيام تحركات دولة عرف عنها مشاركتها في دعم التمرد وهي من خارج المنطقة تواصل نشاطاتها من حولنا في إثيوبيا و جنوب السودان و أفريقيا الوسطي و تشاد محاولة إحكام طوق خارجي علينا بعد أن باءت كل مشروعاتها بفشل ذريع.
إستمرت بريطانيا و فرنسا في تنظيم النشاطات و السمنارات و الندوات المعارضة.
مؤخراً نشطت منظمة بروميديشون الفرنسية محاولة التسرب عبر مشروع لإنشاء خط سكك حديد بين بورتسودان و غرب افريقيا.
هذه المنظمة المجهولة لنا نشطة في العمل المعادي في جوارنا.
جاء الفيتو الروسي في مجلس الأمن مشكلا ترياقا ضد التحركات الغربية المعادية في أفريقيا.
الحرب أكدت علي أن الخارج كان هو المؤثر الأكبرة ضدنا.
الإنتصارات العسكرية القوية ينقصها عمل ديبلوماسي خارجي رسمي و شعبي يؤمنها و يؤمن البلاد.
من المهم ان يكون الرأي العام السوداني علي علم و متابعة للدول التي عادتنا خاصة في الجوار و آن لنا ندرك أن خسائر الحرب علينا أكبر من أن نظل علي جهل بما يحاك ضدنا من حولنا.
تفاجأ الرأي العام السوداني بالدور القوي للنيجر في الميدان العسكري كما تفاجأ في إطار الديبلوماسية بضلوع دولة مثل سيراليون تجاهلناها حتي أنه ليس لنا فيها سفارة نفهم عبرها سبب موقفها ضدنا.
لا يتابع السودانيون الوجود الفرنسي الخطير غربنا.
السفارات ليست كافية في العمل وحدها خاصة في مناطق التهديد . ليس لنا وجود بمنظمات مجتمع مدني تسهم في التغلغل في هذه الدول.
السودان صاحب اليد الطولى و التأثير القوى علي المنظمات الإقليمية مثل الإيغاد و الإتحاد الأفريقي أصبح اليوم بعيدا عنها.
كما ليست لنا إستراتيجية و لا خطة و لا جهد أو ميزانية تدعم وجودنا و ترسخ أقدامنا في المنظومات الخارجية.
برز السودان في هذه الحرب كدولة قوية تنتصر عسكريا و تقف ندا لدول كبرى في تحركها السياسي المضاد و كنا الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع دخول المبعوث الأمريكي أراضيها بشروطه و واجهت تكبره و بطره و أجبرته أن يزورها على شروطها ليهبط في بورتسودان و لا يجد رئيس الدولة في استقباله و الإجتماع به في المطار كما أراد ليحضر صاغرا من بعد و يذهب إلي الرئيس في مكتبه و لا يخرج منه بشئ.
نحن دولة أكبر من أن تستصغرها دول في الإقليم و لا حتى أمريكا.