عمان – المحقق
أكدت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية دعمها الكامل للسودان في مواجهة “مشروع الاستعمار والاستيطان والهيمنة الغربية الصهيونية المراد فرضه عبر الحرب”، وطالبت بتصنيف مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية، قاسم صالح، في بيان صدر (الجمعة) حول آخر التطورات تلقى موقع “المحقق” الإخباري نسخة منه: “تتابع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية تطورات المشهد في السودان ، منذ اندلاع الحرب التي فرضت عليه منتصف شهر أبريل 2023، وتوقفت على مقصدها الاستراتيجي المتمثل في السعي الغربي- الصهيوني، للهيمنة، والسيطرة على هذا البلد العربي الزاخر بالتاريخ والمواقف والقدرات، وبمساعدة من دول إقليمية آثمة، وفرت المال والسلاح والمرتزقة الذين جُمعوا من دول شتى في غرب ووسط وشرق أفريقيا ومن بعض دول قارة آسيا”.
وتابع:” كما توقفت عند رعاية تلك الدول لعمليات تهجير مستوطنين من دول أفريقية إلى السودان في إطار مساعيها الهادفة إلى إحداث تغيير ديموغرافي جذري تستنسخ فيه تجربة الاستيطان في فلسطين من قبل الحركة الصهيونية”.
وأشار البيان إلى أن الأمانة العامة تابعت التطورات الأخيرة في السودان، والتي حقق فيها الجيش الوطني السوداني والمقاومة الشعبية، والقوات المشتركة تقدما كبيراً في جميع مسارح العمليات، واسترد من خلالها عدداً من المدن والمناطق، في سياق الجهود المبذولة من تلك القوات لاستعادة كل الأراضي التي احتلتها مليشيا الدعم السريع واستكمال عمليات تحرير الأرض.
واستطرد البيان: “لقد أدى هذا التطور في مسرح العمليات إلى بداية انهيار جدي في صفوف المليشيا، فاستسلم بعض قادتها العسكريين ولحق بهم بعض كبار المستشارين، وفي ردود أفعالها على هذا التطور النوعي في تاريخ هذه الحرب، شرعت مليشيا الدعم السريع في ارتكاب مجازر مريعة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، بلغ ضحاياها مئات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء وكبار السن، وشُرد عشرات الآلاف من قراهم ومدنهم تمهيداً لعمليات التغيير الديموغرافي الجارية منذ 5 سنوات، وقد صاحب هذه المجاز وسبقها تدمير ممنهج للبنى التحتية وحرق المحاصيل والآليات الزراعية ووسائل الانتاج والتعدي علي مراكز البحوث ومؤسسات التعليم والصحة، وسائر المؤسسات الخدمية”.
و أوضحت الأمانة العامة بأنها لاحظت المساعي التي تبذلها القوى الغربية والإقليمية بمساعدة محلية، من أجل إدخال قوات دولية أو أفريقية إلى السودان انتهاكا لسيادته، وسعياً لوقف تقدم حركة الجيش والمقاومة الشعبية الماضية لاستكمال عملية التحرير.
وحذر البيان من استنساخ المشروع الصهيوني في فلسطين في دولة عربية ثانية هي السودان، ونبه إلى المخاطر الاستراتيجية لهذا المشروع على حاضر ومستقبل السودان وعلى الأمن القومي العربي والاقليمي، وعلى المعادلات الدولية، في وقت يبحث فيه العالم الحر عن صيغة تعيد إلى العالم التوازن الذي افتقده جراء الهيمنة الغربية والقطبية الأحادية.
ودعا البيان الدول والشعوب العربية إلى تعزيز المساندة والدعم للسودان وهو يواجه التحدي الوجودي الذي صنعته الحرب واهدافها وصناعها وداعميها وأدواتها.
كما دعا الصين وروسيا ومنظومة البريكس وجميع دول العالم الحر إلى تعزيز دعمها للدولة السودانية ومؤسساتها سياسياً ولوجستياً لتعزيز قدراتها في مواجهة الحر ب وآثارها.
و ناشد البيان بتقديم أوسع دعم عربي واقليمي ودولي رافض لكل أشكال التدخل الغربي- الصهيوني في الشأن السوداني، بما في ذلك إدخال قوات دولية أو أفريقية إلى السودان.
واقترح بذل جهود مشتركة، عربية سودانية دولية لضمان عدم إفلات الجناة الذين ارتكبوا جرائم الحرب والتصفية العرقية والجرائم ضد الانسانية في السودان خلال هذه الحرب من العقاب، والدعوة إلى أن يشمل ذلك الدول والحكومات التي كان لها دور في النكبة التي تعرض لها السودان خلال تلك الحرب.