أخباراقتصادية

الصين تصوب أنظارها لقطاع المعادن بعد نشاط مكثف لشركة الموارد المعدنية ببكين

المحقق- نازك شمام

في خضم الأحداث السياسية المتسارعة بالسودان وفي ظل أزماته الاقتصادية المتلاحقة والمستمرة بسبب الضغط المرتفع على موارد النقد الأجنبي ومحدودية الإيرادات، يظل بريق الذهب هو الوحيد الذي يخطف أبصار العالم ويجعل استثماراتهم تتوجه نحو السودان.

وتعد الصين من أوائل الدول التي صوبت اهتمامها نحو المعدن الأصفر، في السودان والذي أضحت موارده تنافس الذهب الأسود والذي كان للصين الفضل الأكبر في الاستثمار فيه منذ تسعينيات القرن الماضي وتمكنت من مساعدة السودان ليصبح من الدول المنتجة للنفط.

وقد احتل قطاع المعادن مكان الصدارة ضمن أنشطة الوفد السوداني عالي المستوى برئاسة رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي شارك، الأسبوع الماضي، في أعمال منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وأجرى المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية ، محمد طاهر عمر والذي شارك في فعاليات المنتدى، عدة لقاءات طرح خلالها فرص الإستثمار المتاحة في القطاع بالسودان.

و خلال لقائه بأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد شركات التعدين الصيني، ببكين، بحث طاهر تقديم كافة أوجه الدعم لشركات التعدين الصينية لتحقيق الفوائد المشتركة، مشيراً إلى تسهيل عمليات الإستثمار في قطاع التعدين بالبلاد وتسريع وتيرة الإجراءات لتشجيع العاملين في القطاع، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، وأعلن استعداد الدولة السودانية لتذليل كافة الصعاب لإنجاح التعاون في مجال التعدين مع الصين.

واليوم الاثنين أعلنت مجموعة شركات «AUXIN» الصينية عن رغبتها وإستعدادها لدعم وتنفيذ مشروعات في قطاع التعدين في السودان، إثر الزيارة التي قام بها المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، محمد طاهر عمر، لمقر المجموعة الصينية، ببكين، وقال إن إن هذه المجموعة تعتبر من الشركات الرائدة في صناعة المواد الكيمائية والمتفجرات المستخدمة في مجال التعدين ، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الشركة السودانية، لعودة جميع الشركات الأجنبية الصديقة والتي توقفت بسبب الحرب وتمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة.

وأكد مدير عام الشركة السودانية للموارد المعدنية، تقديم كافة أوجه الدعم للشركات الأجنبية والمستثمرين وتسهيل مهامهم للعمل بالبلاد، وتلقى محمد طاهر تنويراً ضافياً حول الخطط والبرامج والمشروعات التي تعتزم مجموعة شركات « AUXIN» الصينية تنفيذها في السودان مستقبلاً.

من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات «AUXIN» الصينية، السيد، بان جين حرص المجموعة ورغبتها للعودة وإستئناف العمل في السودان، وأكد تقديم الدعم للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة للنهوض بقطاع التعدين في السودان، مشيراً إلى أن المجموعة بصدد تنفيذ العديد من المشروعات في مجال التعدين بالسودان.

ولم يكن الذهب هو المعدن الوحيد الذي ترغب الصين بالاستثمار به، فبحسب إعلام مجلس السيادة فقد وقع السودان على اتفاقيات في مجال التعدين لاستخلاص المعادن النفيسة عبر شراكات إستراتيجية مع مؤسسات صينية حيث تم التركيز على خام الحديد. وتبلغ القيمة الإجمالية للاتفاقيات 30 مليون دولار.

ونقلت وسائل إعلام دولية عن المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، توقيع اتفاقية مع “نورينكو” الصينية للتعدين للعمل في 8 مربعات لإنتاج الذهب والنحاس في السودان.

وبحسب عمر فإنه تم الاتفاق مع الشركة على استئناف نشاطها في السودان؛ حيث تتجاوز استثماراتها ملياري دولار، وستتم مزاولة العمل في مربعين لإنتاج الذهب بين ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، ومن المتوقع أن تنتج في العام نحو 7 أطنان من الذهب.

وأوضح أنه تم تفاهم آخر للتعدين في مجال النحاس مع الشركة وصل مراحله الأخيرة، وستوقَّع الاتفاقية في السودان بعد تكوين فريق فني مشترك لدراسة وإكمال الجوانب الفنية.

وكشف عن عرض السودان لمشاريع الاستكشاف والتعدين والمواد المستخدمة في الاستخراج وصادرات الذهب لاتحاد شركات التعدين الصينية، وضرورة تضمينها لصادرات الذهب السوداني، مشيرا إلى الوصول لاتفاق معهم.

ويُعدّ السودان أحد أكبر منتجي الذهب في القارة الأفريقية؛ إذ بلغ إنتاجه 30.3 طن في النصف الأول من عام 2021 وحده، بحسب الإحصاءات الرسمية.

وبلغت عائدات الذهب لخزينة حكومة السودان، خلال التسعة أشهر من العام الجاري المليار و300 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى مليار ونصف المليار دولار بنهاية العام الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى