أخبار

“المحقق” تنشر ملخص كلمة الأمين التنفيذي للإيغاد في افتتاح الاجتماع التحضيري للحوار السياسي الشامل في السودان، بأديس أبابا

أديس أبابا – المحقق

كان السودان منذ فترة طويلة ملجأ لملايين الأشخاص الفارين من الصراعات في البلدان المجاورة، بما في ذلك بلدي، إثيوبيا

خاطب سعادة الدكتور ورقنيه جيبيهو الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) افتتاح الاجتماع التحضيري للحوار السياسي الشامل في السودان المنعقد اليوم الأربعاء 10 يوليو 2024، أديس أبابا، إثيوبيا، بحضور سعادة موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وسعادة محمد بن شمباس، رئيس الفريق الرفيع المستوى للاتحاد الأفريقي، وسعادة السيد بانكولي أديوي، مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية وإدارة السلام والأمن، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.
أشار سعادته في بداية حديثه إلى إحساسه العميق بالمسؤولية مسجياً صوت الشكر إلى سعادة موسى فكي محمد وفريقه في الاتحاد الأفريقي على استضافة هذا الاجتماع الحاسم الذي يستمر لمدة خمسة أيام للتداول بشأن هيكل وعملية إجراء حوار سياسي شامل في السودان.
وقد امتدح الدور التاريخي للسودان في استضافة اللاجئين قائلاً: “لقد كان السودان منذ فترة طويلة ملجأ لملايين الأشخاص الفارين من الصراعات في البلدان المجاورة، بما في ذلك بلدي، إثيوبيا. وكان هذا هو الحال منذ السبعينيات وحتى العام الماضي عندما اندلعت الحرب. أريد أن أحكي قصة شخصية لتوضيح التأثير العميق الذي أحدثه السودان على حياة اللاجئين.”
وأورد قصة شخصية حصلت له في الثمانينيات بقوله: “لجأ عمي واثنان من أبنائه إلى الخرطوم، السودان، حيث عاشوا لمدة 11 عامًا. ومن اللافت للنظر أنهم لم يعيشوا كغرباء، بل كأعضاء أساسيين في المجتمع السوداني. نشأ أحد أبناء عمومتي في السودان، وتزوج من امرأة سودانية، وأنجبا معًا أربعة أطفال. توفي عمي ودُفن في السودان، وهو دليل على مدى عمق اندماجهم في المجتمع السوداني.
إن هذا الارتباط الشخصي والخبرات التي تتقاسمها عائلتي تجبرني على دعم الشعب السوداني في وقت حاجته. إن الرابطة التي تشكلت عبر سنوات من الضيافة والرحمة غير قابلة للكسر، وأشعر بمسؤولية عميقة لرد الجميل للمجتمع الذي أعطى الكثير لعائلتي.”
وأورد الدكتور ورقنيه جيبيهو في خطابه أن الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل 2023 ما كان لها أن تبدأ لو تم إعطاء الأولوية للسلام على الطموح السياسي، مؤكداً أن هذا الصراع جلب معاناة هائلة لشعب السودان، حيث فقد الكثيرون، بما في ذلك العديد من الحاضرين، أحباءهم أو سبل عيشهم أو تعرضوا لأشكال مختلفة من الأذى.
وقد عبر سعادته أن المنطقة بأكملها، بما في ذلك الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والدول المجاورة، تشارك في أحزان هذه الحرب التي لا معنى لها وتظل ملتزمة باستعادة النظام الدستوري في السودان من خلال الآليات التي يقودها ويملكها الشعب السوداني، مشيراً إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) سعت منذ بداية الصراع، إلى جمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات بهدف إنهاء الصراع على الفور ومواصلة طريق الانتقال السياسي الذي توقف في أبريل 2023. ومن المؤسف أن هذه الجهود أعاقها أولئك الذين يؤمنون خطأً بالحل العسكري للصراع.
وأكد أن إيغاد تدعم بقوة هذه المبادرة لعقد حوار سياسي شامل يشمل كافة شرائح المجتمع السوداني. وهذا الحوار ضروري لاستعادة النظام الدستوري وإنشاء سودان جديد يلبي تطلعات جميع أفراد شعبه. ومن الأهمية بمكان أن تشمل هذه العملية جميع وجهات النظر السياسية لضمان السلام الدائم. وقد شكل هذا الاعتقاد تشكيلة الممثلين في هذا الاجتماع التحضيري.
وأشار سعادة الدكتور ورقنيه إلى ثلاثة نقاط مهمة يجب على المؤتمرين أخذها بعين الاعتبار وهي:
‌أ) أن تكون العملية ملكاً سودانياً وبقيادة سودانية: وقد شهد الصراع تدخلاً خارجياً مفرطاً، وهو ما يجب الحد منه. ويجب أن تضمن العملية السياسية شعور جميع السودانيين بأنهم ممثلون. هذه هي عمليتكم، ويجب أن تقودوها وحدكم، دون تدخل خارجي.
‌ب) التدخل الخارجي: وينبغي للعملية السياسية أن تبعث برسالة واضحة إلى أولئك الذين تؤدي مشاركتهم إلى عرقلة السلام، بيث يجب أن يتوقف تدخلهم للسماح للسودان بالعودة إلى النظام الدستوري.
‌ج) المساءلة: يجب أن تؤدي نتيجة هذه العملية إلى مساءلة قادة مجلس السيادة الانتقالي وقوات الدعم السريع إذا فشلوا في الاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والإيقاد. ويجب أيضًا محاسبة مرتكبي الفظائع، وذلك باستخدام الصكوك القانونية للاتحاد الأفريقي والقوانين الإنسانية الدولية وقوانين حقوق الإنسان.
وفي الختام، أؤكد سعادته من جديد الالتزام المشترك الذي تتقاسمه الإيغاد مع الاتحاد الأفريقي، باحترام سيادة جمهورية السودان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية واستقلاله، مشيراً إلى دعمه التطلع المشروع لاستعادة النظام الدستوري من خلال حكومة ديمقراطية وشاملة بقيادة مدنية. وأن الإيغاد مستعدة لمواصلة دعم الشعب السوداني في المسار الصعب الذي ينتظره، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي وجميع أصدقاء السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى