“المحقق” يستعرض ما جاء في المؤتمر الصحفي لوزراء الدفاع والخارجية والإعلام

بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل
في قاعة جهاز المخابرات العامة بمدينة بورتسودان، وضع وزراء الدفاع يس إبراهيم، الخارجية على يوسف الشريف، والإعلام خالد الإعيسر الوثائق والبراهين على تورط دولتي الإمارات وتشاد في دعم مليشيا الدعم السريع في حربها ضد السودان، بل وتحول الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023 من حرب تمرد المليشيا ضد الجيش السوداني، إلى حرب الدولتين ضد السودان.
قال وزير الإعلام بعد أن ألقى تحيته على الصحفيين : “اسمحوا لي بداية أن أرحب بالسادة الوزراء وزير الدفاع الفريق يس إبراهيم ووزير الخارجية الدكتور علي يوسف، كما أرحب بالأمين العام لوزارة الدفاع اللواء الركن أحمد صالح عبود، ومدير إدارة العلاقات الدولية بوزارة الدفاع اللواء دكتور ركن أبو بكر أبو دقن فقيري، وأرحب أيضاً بالمدير التنفيذي لوزارة الدفاع العميد الركن هشام عبد الرؤوف محمد صالح. والترحيب يمتد للحضور الكريم والاخوة الإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء الدولية ومحطات التلفزة والاقليمية والدولية”.
وتابع الإعيسر : “اليوم نقدم لكم أول تنوير خاص من وزارة الدفاع السودانية تحت عنوان التصعيد والعدوان المباشر من الدول الراعية للميليشيا الإرهابية المتمردة، والقصد هنا هو تقديم أدلة على استخدام العدو المسيرات الانتحارية والاستراتيجية، واسمحوا لي ابتداءً أن أقدم لكم وزير الدفاع الفريق ياسين إبراهيم”.
بشريات وزير الدفاع
قال وزير الدفاع السوداني في التنوير الصحفي: “أرحب بكم في هذا المؤتمر الهام لوزارة الدفاع لتمليك الرأي العام الداخلي والخارجي آخر التطورات في مسرح العمليات، وتمليك أدلة دامغة لتورط بعض الدول بالمنطقة في الحرب على الشعب السوداني”.
وتابع : “هذه الإعتداءات مسنودة بالأدلة للأسلحة المستخدمة والتي تعد عدواناً على الدولة بصورة واضحة وسافرة”.
وأشار وزير الدفاع السوداني إلى الاحتفاظ التام بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.
وواصل مستطرداً :” أما عن آخر التطورات في مسرح العمليات، اليوم وصباح هذا اليوم تم استلام محلية أم القرى شرق الجزيرة، واستلام مصنع السكر غرب سنار، وان شاء الله بإذنه الكريم متحرك الصياد على تخوم أم روابة بولاية شمال كردفان وتم تدمير كامل للفزع القادم لهذه القوات في محور العباسية وهلاك القادة الميدانيين في المنطقة.”
وثائق وزارة الدفاع
حرصت وزارة الدفاع السودانية على تقديم الأدلة للإعلاميين من خلال عرض الأمين العام للوزارة اللواء الركن أحمد صالح عبود، ومدير إدارة العلاقات الدولية بالوزارة اللواء دكتور ركن أبو بكر أبو دقن فقيري.
قال اللواء ركن عبود : “منذ شهر سبتمبر 2021 نفذت شركة ومقرها الإمارات العربية المتحدة أكثر من 50 رحلة شحن من الإمارات لدولة مجاورة، عبر طائرة شحن يوشن مسجلة في أوكرانيا وكانت تحمل هذه المسيرات التي تشاهدون صورها”
وأشار إلى أن شركة الشحن نفسها استخدمت لنقل المعدات العسكرية إلى قوات حفتر في ليبيا.
وأكد اللواء ركن عبود بأن القوات المسلحة السودانية استطاعت اسقاط هذه المسيرات بالكامل عن طريق المضادات الأرضية وأجهزة التشويش المتطورة.
وقدم تنويراً عن الفرق بين المسيرات الانتحارية وتحييد القوات المسلحة وضبط كافة مواقع الإطلاق التي تستخدمها الميليشيا المتمردة لتنفيذ هجماتها على المدن والمواقع الآمنة.
وزاد بالقول:” قامت المليشيا بهجمات متكررة وخسائر عسكرية محدودة، استطاعت القوات المسلحة التعامل مع جميع الهجمات وتم اسقاطها جميعا بنجاح ولم تحقق هذه المسيرات أي نتائج ميدانية للعدو سوى قتل أعداد كبيرة من المدنيين العزل.”
وكشف اللواء ركن عبود عن تفاصيل المسيرة الانتحارية في نسختها الثانية بعد فشل النسخة الأولى من المسيرة الانتحارية في تحقيق أهدافها، وتابع قائلا: “زودت دولة الامارات الميليشيا المتمردة بنوع جديد ومتطور من المسيرات الانتحارية الكبيرة، أوصلت الإمارات أعداداً كبيرة من هذه المسيرات إلى المليشيا عبر تشاد ثم إلى داخل الحدود السودانية خلال شحنات متكررة عبر معبر أدري الحدودي”
وزاد : “انتقلت الميليشيا المتمردة إلى استخدام مواقع جديدة في كردفان لإطلاق مسيرات انتحارية من النوع الجديد، استهدفت الهجمات الأخيرة المدن، وفشلت جميع الهجمات في تحقيق أهدافها وذلك بسبب نجاح المضادات الأرضية وأجهزة التشويش من اسقاطها والتعامل معها”.
عدوان الإمارات وتشاد
وكشف مدير إدارة العلاقات الدولية بوزارة الدفاع اللواء دكتور ركن أبو بكر أبو دقن فقيري عن مخطط خطير، وقال وهو يعرض صوراً جوية لمطار انجمينا: “بعد فشل كثير من المسيرات الانتحارية في تحقيق أهدافها وعدم وجود نتائج ميدانية لهجماتها بدأت الميليشيا وداعميها في الإمارات وتشاد في تطبيق الخطة التالية، تكثيف عمل المسيرات الانتحارية الاستراتيجية الكبيرة والتي تستخدم الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية لتوفير التحكم والاتصالات مع المحطة الأرضية، وبالفعل بدأت منذ يوم الأحد الماضي ، حيث نفذت الميليشيا أول هجماتها باستخدام المسيرات الاستراتيجية وهاجمت الميليشيا مواقع بعدد 6 صواريخ، و نفذت طائرة مسيرة استراتيجية من أحد المطارات في دولة تشاد”.
وأشار إلى أن الشواهد والأدلة المادية قامت بها الفرق المتخصصة في القوات المسلحة السودانية في فحص الذخائر والمخلفات من الهجمات التي تعرضت لها قواتنا في مناطق مختلفة.”
وزير الخارجية يكشف
وقال وزير الخارجية دكتور علي يوسف : “خلال الأيام الماضية شهدت البلاد تصعيدا خطيراً من قبل ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، التي كثفت من اعتداءاتها وجرائمها وهجماتها العشوائية ضد المدنيين الأبرياء، وهي ممارسات تمثل انتهاكاً صارخاُ لقواعد القانون الدولي الإنساني وللقيم الإنسانية الأساسية التي تحترم كرامة الانسان”.
وأضاف: “لقد وثقت الجهات المختصة كما رأيتم استخدام هذه الميليشيا لمسيرات بعيدة المدى في هجمات عشوائية استهدفت مناطق مروي وعطبرة والخرطوم والفاشر، مما أدى إلى وقوع خسائر في الأرواح بين صفوف المدنيين الابرياء.”
وأشار وزير الخارجية إلى أن الجرائم التي تستهدف بوحشية أبناء الشعب السوداني تدل على استهتار الميليشيا وداعميها بكل الأعراف والقوانين التي تكفل حماية المدنيين وقت النزاعات.
وأكد الوزير بأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن هذه المسيرات قد تم تجميعها من دولة الامارات العربية المتحدة وتم إطلاقها من الأراضي التشادية بالقرب من الحدود السودانية، كما أن تقارير موثوقة تؤكد أن الإمارات قامت بتجنيد آلاف المرتزقة من دول الإقليم بل وحتى من مناطق بعيدة خارج القارة من دولة كولومبيا لاستخدامهم في قتل السودانيين”.
وذكر وزير الخارجية السوداني بأن هذا الدعم العسكري المباشر لميليشيا ترتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يجعل دولة الإمارات شريكاً مباشراً في هذه الجرائم وهو ما يحملها المسئولية القانونية على المستويين الجنائي والمدني.
واستطرد : “على صعيد متصل فإن تسهيل جمهورية تشاد وبعض الدول الأخرى في المنطقة لنقل هذه الاسلحة وتوفير الممرات الآمنة للمرتزقة يتعارض تماما مع قواعد حسن الجوار وميثاق الأمم والقانون الدولي، هذه التصرفات تعد خرقاً واضحاً للالتزامات القانونية والأخلاقية التي تفرضها العلاقات الدولية، وتضع هذه الدول في موقف متناقض مع مبادئ القانون الدولي الانساني”
وواصل بالقول:” السودان يدين بأشد العبارات هذا العدوان الغاشم، و يؤكد التزامه باستخدام كافة السبل القانونية المتاحة لضمان أمنه وحماية شعبه من هذه الاعتداءات السافرة ، وفي هذا الإطار يذكر السودان الدول التي تخلت عن قيم حسن الجوار وروابط التاريخ والجغرافيا، أن هذه المبادئ تشكل أساس العلاقات المستدامة ولا يمكن استبدالها بالمصالح المؤقتة أو الاجندات المريبة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في السودان”. ودعا وزير الخارجية السوداني المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية بشكل جاد وحاسم من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة التي تهدد الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها ، موضحاً أن “صمت المجتمع الدولي في وجه العدوان الإماراتي والجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع يشكل إخفاقاً اخلاقياً لا يمكن تجاهله”.
رسائل وزير الإعلام
وقال وزير الثقافة والإعلام: “هذا هو تنوير وزارة الدفاع السودانية حول التدخل المباشر من بعض الدول في الحرب ضد السودان وشعبه، وبالتأكيد هذا تطور خطير. لأنها أمدت الميليشيا المتمردة ودربتها على استخدام المسيرات الانتحارية والاستراتيجية وهذا التطور كبير جداً في مسيرة الحرب التي تشنها هذه الميليشيا المتمردة على الشعب السوداني”.
وأضاف : “بهذا تكون الحرب قد اتخذت منحى جديداً بظهور أسلحة استراتيجية جديدة تنطلق من منصات في دولة مجاورة، وهي دولة تشاد بكل تأكيد، لدينا كما وضح من خلال هذا البيان التوضيح أدلة دامغة وواضحة تشير إلى تورط دولة الإمارات بصورة لا تقبل التشكيك، دولة الإمارات العربية المتحدة متورطة في هذه الحرب التي يقتل فيها الإنسان السوداني، الحرب التي تدمر البنية التحتية في السودان، هذه الحرب التي ربما تستهدف كل أبناء الشعب وقيادات الدولة، وهذا تطور خطير، خطير جدا”.
وكشف عن مجهودات دبلوماسية للحكومة السودانية لكي تقدم شكاوى مدعومة بهذه الشواهد.
وأكد بالقول : “نحن نعتبر في حكومة السودان أن هذا العدوان هو عدوان مباشر من دولتي الإمارات و تشاد ضد السودان وشعبه، نحن في الحكومة السودانية نحمل مسؤولية أي عمل عدائي الآن من هذه الميليشيا ضد الشعب السوداني، والبنية التحتية ورموز وقيادات الدولة لكل من دولتي تشاد والامارات ، دولة الامارات وفرت الدعم اللوجستي العسكري ودولة تشاد اصبحت منصة لعدوان خارجي، لم تعد هذه الحرب بأي شكل من أشكالها حرب داخلية من جماعة متمردة مغتصبة نهبت ودمرت البنية التحتية وإنما من دول.”
رسائل للإعلام
ودعا وزير الثقافة و الإعلام وسائل الإعلام إلى احترام المهنية والموضوعية في تغطية القضايا بالسودان، وقال : “نحن نريد من كل أبناء السودان في هذه المؤسسات الإعلامية أن يدعموا دولتهم وشعبهم لأن هذه الحرب هي حرب ضد كينونة الدولة وسيادتها واستقلاليتها، وبالتالي ليس من المقبول على الإطلاق أن يكون هناك سودانياً أو سودانية أياُ كان وضعه داخل أو خارج السودان لكي يمرر أجندات إعلامية تضرب في عضد الدولة وتفككها وتهشم بنيتها التحتية، نحن ندعوهم إلى التعاون معنا وفق أسس مهنية ونؤكد للمرة الثانية أننا سنقدم لهم كل المساعدات المطلوبة ولكن من يخالف القيم الصحفية الموضوعية لن يكون له مكان في السودان، وإن اتخذنا قرار بإغلاق أي مؤسسة إعلامية في السودان خالفت القيم الصحفية لن يعود لها مكتبها في الخرطوم ولا في بورتسودان سنغلقها إلى الأبد إلى أن نفارق كرسي هذه الوزارة.”