ملفات

“المحقق” يورد نص البيان الختامي للقوى السودانية المشاركة في الاجتماع التحضيري لإطلاق عملية الحوار السياسي بين الاطراف السودانية

البيان الختامي

بدعوة كريمة من الآلية الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان، للقوى السياسية والمدنية  ولجان المقاومة والقوى المجتمعية والدينية السودانية، للتشاور حول التحضير للعملية السياسية والحوار السوداني – السوداني، وبمشاركة الهيئة الحكومية للتنمية، الإيغاد؛
واستشعاراً منا للمسؤولية  الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقنا، وقناعة بأن الحوار هو الأسلوب الناجح لحل النزاعات وبناء التوافق؛

ووفاءً لأرواح شهداء الحرب من الجيش والقوات النظامية الأخرى والمدنيين وشهداء الثورات السودانية المتراكمة، الذين قدموا أرواحهم لأجل  الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام، ولنضالات المرأة السودانية، ومؤازرة للنازحين واللاجئين  و للشباب والشابات الذين ما فتئوا يقدمون أنفسهم فداءً لهذا الوطن ومازالوا، وفى إطار سعينا لإيجاد حلول سودانية لأزمة البلاد التي دخلت في حرب منذ الخامس عشر من  أبريل 2023 م بسبب تمرد قوات الدعم السريع، شاركنا نحن القوى السياسية والمدنية والثورية والمجتمعية والدينية السودانية الموقعة على هذا البيان ( 14 كتلة سودانية )  في الاجتماع التحضيري لإطلاق عملية الحوار السياسي في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا ، إثيوبيا، في الفترة من  10 –  15 يوليو 2024م؛

وبعد تداول  عميق للأوضاع الأمنية والإنسانية  والسياسية المزرية في البلاد، والأسس والمعايير والجوانب الفنية الخاصة بالتحضير للحوار السياسي السوداني –  السوداني، محددين أطرافه المشاركة وموضوعاته، لا سيما وقف الحرب والقضايا الإنسانية وقضايا السلام والانتقال الديمقراطي، وكذلك زمان الحوار ومكان انعقاده وطريقة إدارته ودور المجتمع الدولي، نصدر البيان التالي:

حرصاً على وحدة السودان أرضاً وشعباً وعلى سيادته واستقلاله نؤكد الوقوف مع مؤسسات الدولة السودانية.

نؤكد أن الأولوية القصوى للوقف الفوري للحرب في إطار التأكيد على سيادة الدولة السودانية ووحدة هياكلها وشعبها وكامل مسئوليتها عن أرض الوطن، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية على نحو عاجل ودون عائق، وفي هذا السياق نؤكد على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق جدة الموقع في الحادي عشر من مايو 2023.
ندين  الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها مليشيا الدعم السريع من قتل واغتصاب وتشريد واحتلال للمنازل ونهب وسرقة ممتلكات المواطنين واحتلال الأعيان المدنية وتخريب المنشآت المدنية والخدمية وتعطيل الموسم الزراعي وعجلة الإنتاج، كما ندين  القوى الخارجية التي تدعم التمرد، وكل الانتهاكات التي صاحبت الحرب وتداعياتها، ونؤكد على ضرورة المحاسبة الجنائية والأخلاقية لمرتكبيها إحقاقاً لمبدأ تعزيز سيادة حكم القانون وإنهاء الإفلات من العقاب.

ولقد تداولنا حول  القضايا  المتعلقة بالإعداد والترتيب الجيد  للعملية السياسية والحوار السوداني – السوداني  بروح من التوافق والشفافية، وتوافقنا على أن يكون الحوار شاملا ً لايستثني أحداً إلا من صدرت ضده تهم أو أحكام متعلقة بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين وفقاً للقانون أو الوثيقة الدستورية.

وتم الاتفاق  علي ضرورة أن يتناول الحوار السوداني قضايا وقف الحرب والمساعدات الإنسانية وقضايا الحكومة الإنتقالية والعدالة والعدالة الانتقالية والمحاسبة وقضايا المرأة والشباب، مؤكدين أن الحوار عملية سودانية ملك لجميع السودانيين والسودانيات ، وتوافقنا على أن يكون مؤتمر الحوار السياسي السوداني – السوداني  داخل السودان بعد الوصول لوقف اطلاق النار على أن يستمر التشاور
والحوار والتنسيق و التحضير الجاد له منذ الآن، بما يفضي إلى تأسيس دولة  ديمقراطية  موحدة قوامها المواطنة المتساوية  والسلام المستدام.

تقديراً منا لدور المجتمع الإقليمي والدولي في  المساهمة في حل القضية السودانية نثمن  دور  الإتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين ومنظماته تيسيراً وتسهيلاً، كما نرحب  بجهودهم في تسريع الحل، ونؤكد تقديرنا لجميع المبادرات لحل الأزمة السودانية والتي تهدف لتوحيد الجبهة الداخلية،  ونعوّل على نجاح دور المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية في منبر جدة المعني بالترتيبات العسكرية والأمنية والإنسانية، ونشيد بالجهود المصرية لحل الأزمة السودانية، وندعو إلى توحيد  المبادرات حول الأزمة السودانية تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.

وآخذين في الاعتبار معاناة الشعب السوداني جراء الحرب، وتهيئة للمناخ الملائم للحوار السوداني – السوداني ندعو الإتحاد الأفريقي لفك تجميد عضوية السودان.

كما ندعو لتشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة يتم التشاور حول مهامها واختصاصاتها وتشكيلها وتوقيتها بين كافة الأطراف المعنية مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الفترة الانتقالية السابقة، ومن غير محاصصة حزبية.

نرحب بالدور  الإنساني الذي تقوم به كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ومصر ودولة قطر والكويت
وارتيريا وجنوب السودان وإثيوبيا وتركيا ويوغندا وروسيا والصين .

إننا إذ نستشعر الحزن والألم على ما آل إليه حال شعبنا الكريم الذي يعاني القتل والتشريد  والنزوح واللجوء بحثاً عن الأمن والأمان، وأن عدداً من أقاليم السودان تعانى من نقص الغذاء، ندعو لتفعيل إغاثة وإعانة النازحين واللاجئين ونتوجه بنداء للسودانيين كافة وللحكومة السودانية و للأشقاء والأصدقاء من المجتمعين الإقليمي والدولي بتكثيف العمل الإنساني والاحتياجات العاجلة والايفاء بالتزاماته  وتعهداته.

كما نحث  الحكومة السودانية لبذل مزيد من الجهود لتخفيف معاناة النازحين والعمل على استقرارهم وتمكين اللاجئين الراغبين في العودة من ذلك .

وإذ نشكر دولة المقر، إثيوبيا، إذ تشرفنا بانعقاد اللقاء في أديس أبابا، فإننا نتقدم بوافر شكرنا وتقديرنا لمفوضية الإتحاد الأفريقي ولآليته رفيعة المستوى المعنية بالسودان، وللعاملين في المفوضية الذين جعلوا انعقاد اجتماعنا هذا ممكناً وناجحاً.

ختاماً، بينما نتعهد لشعبنا بأننا لن نحيد عن طريق  الحوار الجاد والسعي الدؤوب للتوافق، ندعو كافة القوى السياسية للانخراط بذات العزيمة والإرادة السياسية لإنجاز  هذه المهمة  الوطنية  النبيلة، فأننا نبشر شعبنا العظيم بأن الظلام سينجلي وستشرق  شمس الأمل والسلام والأمان .

أديس أبابا
15 يوليو 2024م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى