الوراثة المحرمة

(وجود حميدتي على رأس قواتنا و وجودي نائباً له يعتبر تناقضاً)..
هذا ما صرح به عبد الرحيم دقلو و هذا ما يبدو عش الدبابير الذي ستنطلق منه الهوام و القوارص و القوارض على مليشيا الدعم السريع و من إلتفوا حوله في نيروبي؛ تصريح دقلو هو خطوة في الطريق ليحتل موقع أخيه.
فقر الرجل عن كل مؤهل قيادة سيقعد به و يحطم بنيان الأسرة و القبيلة.
الدستور الذي نسجوه في نيروبي يحمل في أحشائه لبنات حكم ملكي للأسرة.
بدأت تفاعلات معارضة ما يعتزمون تبرز من العديد من قياداتهم الشابة و المتعلمة و التي سيصعب عليها أن تقبل بملك رجل جاهل لا يحسن القراءة و الكتابة و لا يملك من شروط القيادة ما يتيح له أن يبلغ مطامعه.
آفة الدعم السريع أنه وضع حمولات ثقيلة سيعجز عن حملها فقد وقع وثيقة دستورية في نيروبي لن يستطع جمع أتباعه حولها ناهيك عن السودان كله .
قالوا إن وثيقتهم تقوم على عقد إجتماعي جديد اسموه (المبادئي فوق الدستورية)
و تتضمن قضايا المساواة و السلام و الاستقرار و الحرب.
و تنص وثيقتهم علي إنشاء (دولة علمانية تقف على مسافة واحدة من كل الديانات و الهويات و الثقافات) ..
من بعد هذا الدستور الخلافي قاموا بتقسيم السودان إلى ثمانية أقاليم .
منحوا في نظامهم الجديد عبد العزيز الحلو إقليماً كاملاً أسموه إقليم (جبال النوبة) و قد أسموا الأقليم الذي حددوه في جنوب النيل الأزرق (إقليم الفونج) .
الثورة علي تشكيلة أقاليم التمرد بدأت من كردفان التي يرفض أهلها تذويبهم تحت مسمي جبال النوبة و ليس كل ولايتهم من النوبة و ستقف معهم في رفض هذا العبث جنوب النيل الأزرق و رفيقات لها في بقية أقاليمهم.
بدأ شباب الدعم السريع بتساءلون عن سبب تسمية الإقليم (بجبال النوبة) و ليس (إقليم الحوازمة ) أو (الحمر) ؛
الجشع و النهم في التسلط دفع أهل الحكومة الجديدة و الميثاق للسعي خلف مطامعهم بلا تبصر و مع التغييرات الكبيرة التي بدأوا في إرسائها بدأ سعيهم لإحداث روابط و علاقات مصلحة مع دولة جنوب السودان مع إشراك العديد من مقاتليه في الحرب غافلين عن حسم قضية أبيي و التي لن تترك مجالا لعلاقة بين الدينكا و المسيرية ما لم تحسم .
يريدون تغيير السودان كله و ليس لهم أغلبية تسعفهم لتغير قرية منه و حتى في إقليم دارفور لا يحظون بتأييد غالب و العديد من إثنياته و قبائله تحاربهم اليوم.
نظم حكم مرتبكة يقوم عليها طامع مالك جاهل ليس له من وسائل الحكم غير قوة عسكرية لا تعرف غير التخريب و الدمار .
يضعون أسس فنائهم بأيديهم و لن يكون لهذا التخبط غير أن يريح السودان من هذا السرطان المسمي الدعم السريع.