الوضع في السودان يسيطر على القمة المصرية التشادية بالعلمين

القاهرة – المحقق – متابعات
أخذت الأزمة السودانية وما تشكله من تحدٍ أمني كبير حيزاً كبيراً في مباحثات الرئيسين المصري والتشادي التي عقدت (الإثنين) بمدينة العلمين المصرية.
وأكد الرئيسان رفضهما القاطع للحرب التي تهدد بتمزق السودان إلى أقصى حد، إضافة إلى بحث قضية الأمن الحدودي والتدفق المستمر للاجئين على البلدين، وشدد الطرفان على إيجاد استراتيجية من خلال تضافر جهودهما لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار باعتباره هو الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يمنح السودان فرصة لوقف إراقة الدماء.
وكان الرئيس التشادي محمد كاكا إديس دبي قد بدأ زيارة رسمية لمصر يوم (الإثنين) الماضي استجابة لدعوة من رئيسها عبد الفتاح السيسي، وقال كاكا على موقعه في الانترنت قبيل الزيارة، أنه “سيتم إيلاء اهتمام خاص للوضع الأمني في المنطقة، ولا سيما الصراع الدائر في السودان، الجار المشترك للبلدين إذ تخلف الأزمة السودانية عواقب مباشرة على الأمن الإقليمي”.
وقد عزم محمد دبي على مناقشة سبل دعم عملية السلام في السودان والتخفيف من العواقب الإنسانية لهذا الصراع.
وأكدت مصادر موقع “المحقق” الإخباري إن النسخة الفرنسية للموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية قد أورد في يوم (الثلاثاء) أن اللقاء بين الرئيسين ناقش عدداً من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، خاصة التطورات الراهنة في السودان والأمن في منطقة الساحل الإفريقي وتعزيز التنسيق فيما يتعلق بدور مجتمع الساحل والصحراء.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن المباحثات شهدت تقارباً في وجهات النظر بين البلدين، بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في السودان، بما يدافع عن المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، الذي يدفع الثمن في القتال المستمر فيما يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة تتطلب التدخل العاجل للتخفيف منها.
وأبانت المصادر أن الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية التشادية نشر هو الآخر (الثلاثاء) ان رئيس الدولة دعا إلى المضي قدما والعمل من أجل المصالح المشتركة وصياغة رؤية مشتركة “ويتضمن ذلك أيضًا توحيد جهودنا في مواجهة الوضع المقلق للغاية السائد في السودان، البلد المجاور والشقيق لدولتينا”. ويؤكد أنه “على عكس الآخرين، ليس لتشاد ومصر الحق في الفشل نظرا لروابطهما المتنوعة والتاريخية مع السودان”.
واتفق الرئيسان على أن الأولوية هي لوقف فوري لإطلاق النار على أرض الأعمال العدائية.
ويرى مراقبون أن مصر تدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقها تجاه السودان حكومة وشعبا نظرا للعلاقة الازلية التي تربط بين الشعبين فالسودان هو العمق الاستراتيجي للأمن المصري وما يدور في السودان لا بد و أن تكون له تبعاته على مصر. هذا إضافة إلى ما يدور في الساحة الاقليمية من مهددات في حوض البحر الأحمر ، وفي الأذهان مبادرة التقارب الأخيرة من طرف اثيوبيا لراب الصدع – حسبما يشاع – بين الخرطوم وابي ظبي , ويبدوا ان قادة مصر مؤمنون بالمثل القائل” بعيد عن العين تنساه القلوب” لذلك لن يبتعدوا فتخلوا الخرطوم للأجندات العالمية غير مأمونة الجانب.