تزايد أعداد السودانيين العائدين إلى بلادهم بعد رحلات نزوح كبيرة إلى مصر

القاهرة – المحقق: صباح موسى

تزايدت أعداد السودانيين العائدين إلى بلادهم من مصر في الفترة الأخيرة، وذلك بعد نزوح مئات الآلاف من السودان إلى الأراضي المصرية فراراً من الحرب التي تجاوزت شهرها العاشر.
وقال عدد كبير من العائدين إلى السودان من مصر في تحقيق لـ ” المحقق” لم نكن نتوقع ظروفاً صعبة تنتظرنا في مصر بعد رحلات عذاب مريرة واجهناها في الدخول إليها فراراً من الحرب في بلادنا، وأضافوا أن هناك إرتفاعاً ملحوظاً في تكاليف المعيشة في مصر مقارنة بفترات سابقة، إضافة إلى الإجراءات الطويلة لتوفيق الأوضاع، علاوة على إجراءات معقدة من مفوضية شؤون اللاجئين، والتي لا يساويها المقابل الزهيد الذي تدفعه المفوضية للاجئ السوداني.

وتابعوا قررنا العودة إلى السودان لضيق سبل العيش هنا، والقلق الدائم من عدم توفيق أوضاعنا، لافتين إلى أن العودة رغم صعوبة الأوضاع في السودان قد تكون بحثاً آمناً لحياة أكثر استقراراً.
من جهته أكد أحد المهربين السودانيين أن هناك تزايداً ملحوظاً في رحلة العودة العكسية إلى السودان. وقال المهرب لـ ” المحقق” إن هناك رجالاً وشباباً وأطفالاً وشيوخاً في رحلة العودة، ويومياً يأتينا من 10 إلى 20 شخص يريد العودة، مضيفاً أن هناك ما لايقل عن 100 سوداني يوميا يعود إلى السودان عن طريق التهريب ونتوقع الزيادة.

وأوضح سعد أبو عامر أحد أصحاب شركات نقل الركاب من القاهرة إلى أسوان أن هناك حوالي 10 شركات تنقل الركاب من منطقة عابدين بالقاهرة إلى ميناء “كركر بأسوان”، وقال عامر لـ “المحقق” إن كل شركة تتحرك من “عابدين” إلى “كركر” مرتين أسبوعياً بواقع 20 راكباً في المتوسط للأتوبيس الواحد، مضيفاً أن العدد غير مستقر الآن، ونتوقع الزيادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، هذا بالإضافة إلى أعداد أكبر تعود عن طريق الرحلات الجوية والتي قد تكون أوضاعهم أكثر استقرار من العائدين عبر البر.
في هذا الصدد أكد مصدر مصري مطلع أن من حق أي دولة أن تفرض إجراءاتها الخاصة على اللاجئين إليها. وقال المصدر لـ ” المحقق” من الطبيعي أن تكون هناك مثل هذه الإجراءات، ولكن هي معنية بالذين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، والذين تكاسلوا في إتمام إجراءات إقاماتهم، مستدركاً في الوقت نفسه، بالقول إن السلطات المصرية تغض الطرف كثيراً على السودانيين نتيجة ظروف الحرب القاسية التي تعرضوا إليها، مضيفاً لكن مع طول زمن الحرب في السودان والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر، يجب على الجميع أن يلتزم بإتمام اجراءاته حتى لا يتعرض للمساءلة والترحيل.