تقارير

تقاطعات حكومية وأهلية تهدد مستقبل المحاصيل البستانية بالولاية الشمالية

نوري – المحقق – محمد مصطفي المامون

تعرض تجار ومزارعو المانجو بالولاية الشمالية هذا الموسم إلى خسائر مادية كبيرة بسبب تلف المحصول جراء الأمطار والسيول وتكاثر الحشرات الضارة. وبحسب إفادات مزارعين تحدثوا إلى موقع “المحقق” فأن الخسائر في مشروع نوري الزراعي وحده قدرت ب 25 ألف طن من جملة الإنتاج الكلي البالغ 200 ألف طن.

وحمَّل المزارعون المسؤولية إلى وزارة الزراعة بالولاية الشمالية لتغافلها – حسب قولهم – عن متطلبات المشروع من مدخلات ووقاية نباتية، وحرص الأجهزة الحكومية علي فرض رسوم مالية فوق طاقة المزارع.

ووقف محرر “المحقق” على حجم الخسائر في مشروع نوري الذي تحاصره أكوام المانجو من كل اتجاه، وأصبحت الشوارع مكباً جاذباً للذباب والبعوض، فتضاعت بذلك الخسائر وتجاوزت المادية إلى تدهور صحة البيئة مما يُعرض المواطنين إلى خطر الأمراض المنقولة عن طريق الذباب والبعوض كالملاريا والتايفود وغيرها.

ويقول تجار المانجو إنهم تكبدوا خسائر فادحة بسبب إصرار السلطات على فرض رسوم علي الحمولة ومطالبات بتوفير أوراق الشحنة تصل إلي 450 ألف في تقاطع القرير.

وشكا التجار من معاكسات في الارتكازات تلزمهم بإنزال كرتونة علي الأقل في كل ارتكاز، ودعا التحار حكومة الولاية الشمالية للتدخل الفوري لحماية إنتاج المانجو من رسوم التحصيل المرئية وغير المرئية مع صعوبات التنقل بأسباب الحرب وارتفاع أسعار الوقود والاسبيرات.

إهمال حكومي وغياب السلطات

ويرى رئيس مجلس إدارة مشروع نوري الزراعي السيد عمر عبد الغفار أن غياب السلطات الحكومية عن القيام بواجبها تجاه المشروع وإهمال المكافحة الوقائية سبب أساسي من أسباب توالد ذبابة الفاكهة، ويضيف أن مشروعاً كبيراً مثل مشروع نوري يحتاج لمساعدات حكومية في الإرشاد والوقاية النباتية والتخفيف علي المنتجين بتقليل الرسوم المفروضة علي الإنتاج دون مقابلة ذلك بأي خدمة في تطوير إنتاج المحاصيل البستانية خصوصاً أنه يرفد البلاد سنويا ب 50 ألف طن من محصولات المانجو والتمور والبرتقال والفول المصري والقمح والبصل والخضروات.

السلطات علي الخط

وفي الجانب الآخر نفى مدير الوقاية النباتية بمحلية مروي اختصاصي ذبابة الفاكهة إبراهيم يوسف محمد عثمان إهمال المشروع، وقال في إفادته لموقع “المحقق” إن إدارتة نفذت قبل 3 أشهر حملة مصائد محاليل غذائية بلغت 3 ألف مصيدة،

وأشار إلى أن توالد الذباب يعود إلي أسباب متعددة منها ما يتعلق بإدارة الوقاية النباتية والمنتجين للفواكه وإدارة المشروع، وأن واجب المنتج متابعة المعاملات الفلاحية والرقابية والاستجابة للإرشادات المتكررة، وبالتنسيق مع إدارة الوقاية النباتية فيما يتصل بالكف عن المانجو قبل النضوج واستكمال العملية الفلاحية ومراقبة الأشجار

غير أن من مدير الوقاية عاد واعترف بضعف إمكانات الإدارة وتجاهل مطالبها في توفير معينات العمل من مكاتب وسيارات وإيجاد وظائف للعمال.

يشار إلى أن مشروع نوري الزراعي الذي تأسس في العام 1917 يتكون من 6 ألف فدان وينتج محصولات بستانية متنوعة بينها التمور والمانجو والبرتقال والقريب والليمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى