تقنيات جديدة تحسم من بادر بإطلاق القذيفة الأولى في الصراعات العسكرية

المحقق – محمد عثمان آدم
تمكنت مؤسسات بحثية نرويجية من تُطويّر تقنية جديدة لرصد عمليات وقف إطلاق النار المُحتملة في أوكرانيا بما يعني تطبيقها في أماكن و مناطق أخرى حول العالم للمراقبة التقنية اللصيقة لعمليات وقف اطلاق النار و إيقاف العمليات العسكرية النشطة.
ووفقاً لبيان أصدره معهد أبحاث السلام النرويجي اليوم (الأربعاء) فقد تمكنت مؤسستان بحثيتان نرويجيتان، هما معهد أبحاث السلام في أوسلو (PRIO) ومعهد نوسار NORSAR، من تطوير تقنية استشعار رائدة لرصد عمليات وقف إطلاق النار المُحتملة في أوكرانيا، و يمكن لهذه التقنية أيضًا من كشف جرائم الحرب وتحليلها آنيًا.
ويعرف عن معهد أوسلو لأبحاث السلام و لصلته بجائزة نوبل للسلام بأنه من المؤسسات التي ارتبطت أكثر باليسار الأوروبي و الاهتمام بالصواريخ البالستية و الطاقة النووية و الأسلحة الذرية و كيفية العمل لمنع نشوب حرب عالمية جديدة، و يهتم بالعمل الأكاديمي و السياسي و البحثي ونشر الوعي على نطاق عالمي بينما تهتم مؤسسة نورسار (NORSAR) و التي أُنشئت في عام 1968 في إطار الاتفاقية النرويجية الأمريكية لرصد الزلازل والانفجارات النووية، و الإسم هو اختصار اكرونيمي مُشتقٌّ من مشروعها الأصلي، وهو المصفوفة الزلزالية النرويجية، بالجوانب البحثية و التقنية التطبيقية.
وتوقع البيان أن يحدث هذا المشروع ثورة في رصد النزاعات إذ يهدف مشروع البحث، المُسمّى “تسجيل الذخائر المتفجرة لتحليل جرائم الحرب (REMWAR)” إلى تحديد ورصد الظروف التي تُشَنّ فيها القوات الروسية هجمات غير قانونية على أهداف مدنية في أوكرانيا !!
وصرح هنريك أوردال، مدير معهد PRIO: “من خلال الجمع بين خبراء معهد PRIO في تحليل بيانات أحداث النزاع وخبراء معهد NORSAR في الاستشعار عن بُعد، سنكوّن فريقًا علميًا متميزًا يُمكن أن يُحدث تأثيرًا هادفًا. سنعمل معًا على جعل السلام أكثر استقرارًا والحرب أقل وحشية”.
و يطبق المشروع أدوات جديدة لقياس التعرض للقتال إذ أنها و بفضل خبرتها في الكشف التلقائي عن الأحداث عبر الكشف الزلزالي والصوتي، طورت NORSAR أدوات متقدمة لقياس الانفجارات المرتبطة بالقتال.
و تقول السيدة آن سترومن لايك، الرئيسة التنفيذية لـنورسار NORSAR: “إن هذه المؤسسة تتمتع بخبرة طويلة في الرصد العالمي للتجارب النووية. والآن، يُمكننا استخدام تقنيتنا في قضية مهمة أخرى، وهي البحث في جرائم الحرب في أكبر نزاع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.
تعاونت المؤسستان لسنوات عديدة. ففي عام 2023، حققت نورسار إنجازًا منهجيًا بإثباتها أن تقنيات الاستشعار نفسها المستخدمة للكشف عن انتهاكات معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية قادرة أيضًا على الكشف عن الانفجارات التقليدية في أوكرانيا.
وقد منح المشروع، الذي كُشف النقاب عنه اليوم في ندوة بمركز نوبل للسلام في أوسلو، على 12 مليون كرونة نرويجية (حوالي مليون دولار أمريكي) لمدة ثلاث سنوات من مجلس البحوث النرويجي. سيستمر التحقق من موثوقية نتائجه طوال عام 2025، ومن المتوقع نشر أولى نتائج البيانات مطلع العام المقبل. يعمل مشروع المعهد على بناء قاعدة بيانات تتضمن بيانات الخطوط الأمامية، وبيانات أحداث النزاع، ومواقع البنى التحتية الحيوية والمحمية.
و سيستخدم المشروع قدراته التكنولوجية لتوفير رؤى غير مسبوقة حول الحرب الدائرة، بهدف حل ثلاث مشاكل:
– فهم متى وأين يرجح وقوع هجمات متعمدة على المدنيين، للمساعدة في منع وقوع الفظائع.
– تحديد التحيزات في كل من بيانات النزاع التقليدية ورصد الأحداث من خلال نظام نورسار لرسم صورة أكثر شمولاً ودقة لمجريات الحرب في أوكرانيا.
– تطوير التكنولوجيا االمناسبة لاستخدامها في متابعة تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار المستقبلية، ورسم خرائط الذخائر غير المنفجرة، وكشف الهجمات على البنى التحتية المحمية أو المدنية.
و رغم أن التفاصيل الدقيقة و نتائج الأبحاث قد لا تظهر إلا بنهاية العام إلا أن التقنية المعنية و التي استخدمت في التحقق من أي نشاط زلزالي نووي من صنع الطبيعة أو الإنسان مهما يكن هذا النشاط ضئيلاً حول العالم ستطبق في مراقبة استخدام الاسلحة التقليدية و توقيت الخروقات و الجهة بدقة فائقة لا تدع مجالا للتخمين و المغالطات حول مَن أطلق الرصاصة الأولى و مَن فجر النزاع و غيرها.