أخبارسياسية

توقعات قاتمة للعجز الأممي في تمويل الاستجابة الإنسانية للعام القادم

المحقق – عثمان صديق

سجّل العام 2024 واحداً من أعلى معدّلات العجز التمويلي في تاريخ الأمم المتّحدة، فبينما وصلت قيمة الحاجات التمويلية إلى نحو 49.6 مليار دولار لم يتجاوز التمويل المتاح 21.2 مليار دولار، أي ما نسبته (42.7%)، لإغاثة نحو 197.9 مليون شخص !!

وقد بذلت الأمم المتحدة جهوداً مقدرة خلال هذا العام الذي كاد يلفظ أيامه الأخيرة، ومع ذلك لم تستطع حشد سوى أقل من 43% من التمويل المطلوب من أجل الاستجابة الإنسانية للحروب والأزمات والكوارث في 77 بلداً في العالم في العام 2024.

وعلى الرغم من أن المنظمة الدولية قدّرت عدد الذين احتاجوا إلى مساعدتها في هذا العام بنحو 323.4 مليون شخص، إلا أنها لم تستطع الوصول سوى لعدد 197.9 مليون منهم، أي نحو 61% من الضحايا والمتضرّرين، في حين بقي 125.5 مليون شخص من دون أي مساعدة في ظل أوضاع مأساوية.

وأشار موقع (السفر دوت أورغ) عن تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة تحت عنوان «لمحة عامّة عن العمل الإنساني العالمي لعام 2025» إلى التقاعس المتزايد في تمويل خطط الاستجابة الإنسانية في المجتمعات التي تعصف بها الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية. وتبقى المتوسطات العامّة قاصرة عن تصوير الواقع الحقيقي، إذ ظهرت تفاوتات في التدخلات وحجم التمويل لكل بلد من البلدان الـ77 المشمولة في التقرير، والتي تعاني من أوضاع مأساوية. ففي سوريا مثلاً، تم تحديد خطة الاستجابة الإنسانية بنحو 4.1 مليار دولار لكن لم يتم تأمين إلا 27% من المبلغ.

وتجاوزت تعهدات المانحين للعام الماضي مبلغ 419 مليون دولار في حين انخفضت إلى 349 مليون دولار للعام 2025م. وأشار الصندوق في بيان صحفي إلى أن هذا الانخفاض الذي بلغ نحو 17% يعد مؤشرا آخر على توقعات التمويل القاتمة في عام 2025. و بالنسبة للعام الجديد فتقدّر الأمم المتحدة أن يكون هناك 305.1 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الانسانية ، ولكنها تتوقع ألا تستهدف في تدخلاتها سوى 190 مليون شخص، أو 62% من المحتاجين، وتتطلب تمويلاً بقيمة 47 مليار دولار.

ووفق توقعات الأمم المتحدة، تستضيف منطقة جنوب وشرق أفريقيا أكبر عدد من الأشخاص المحتاجين للمساعدة الإنسانية (85 مليوناً)، تأتي بعدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يحتاج 59 مليون شخص إلى المساعدة والحماية أو 15.9 مليار دولار، وهو ما يمثل 34% عن اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي.

وقام منسق الأمم المتحدة الجديد للشؤون الإنسانية، توم فليتشر مؤخراً بزيارة السودان، وقال إنه “التقى بأشخاص حطم الصراع حياتهم وأنه شهد الكرم الاستثنائي للمجتمعات المضيفة”.

وشدد السيد فليتشر على أن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ كان أداؤه سريعاً، فعلى سبيل المثال، تم الإفراج عن الأموال في غضون ساعات من إطلاق النداء العاجل من أجل لبنان في أعقاب تصاعد الأعمال القتالية في سبتمبر.

وكان الصندوق قادراً على توزيع 3.4 مليون دولار في نيبال في غضون وقت قصير من صدور التحذيرات من الفيضانات في سبتمبر، مما سمح للناس بالاستعداد وإنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح.

ولم يشر توم فليتشر إلى الانتقائية في تقديم المساعدات ، فالسرعة التي تحدث عنها في حالتي لبنان ونيبال كان يقابلها كل التباطؤ والنسيان مع ضحايا الأزمة الكارثية في السودان والتي تمثل 35% من إجمالي المحتاجين في المنطقة، ونظراً لهذا البطء زادت متطلّبات التمويل في شرق وجنوب أفريقيا إلى ما يقرب من 12 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى