خطاب الهزيمة

راشد عبد الرحيم
لو أن عاقلاً لا يزال ينتمي للدعم السريع، واستمع إلى خطاب حميدتي أمس فإن القرار السليم له أن يغادر فوراً .
هذا ليس خطاب قائد بل رجل مشحون بالغضب والكراهية والهزيمة وقد سُدت أمامه الطرق .
خرج حميدتي أمس بلا مناسبة ولا تعليل ولم يطرح قضية محددة تبرر حديثه وكان حديث (قوالات) قلت لي وقلت ليك.
يظل الرجل محبوساً في لسانه المملوء شتماً وسباً وبلغة وضيعة عينة (يا لص) ويا (سكران) و (إنت ما مسلم) .
التوهان واضح في كلماته لم يقدم لجنوده رؤية ولا خطة بل قال لهم (إتخذوا القرارات) وتركهم دون عون أو وعد كما كان يفعل وهو يطلق التحذيرات بدخول مليون جندي للمعركة.
لم يُحدِّث جيشه عن القادة الذين هلكوا ولا المواقع التي فقدوها .
لم يجد مساحة في الأرض يبشر بأنه سيتمسك بها ولن يخرج منها غير القصر الجمهوري والمقرن وكأنما يريد أن ينشئ جزيرة لقواته بين جنود القوات المسلحة.
وعوده تخالف ما هو على الأرض، فبينما كان يقول أن الجيش فقد أكثر من 70% من طائراته كان سلاح الجو يدك أركان قواته ويهلك قياداته في نيالا ومطارها.
تجاوز التعليق عن قول نائبه و أخيه عبد الرحيم بأن وجوده في القيادة خطأ.
أصبح مجرد باصم علي قرارات قواته فحام حول ميثاق نيروبي ولم يقدم عنه ما يفيد وكأنه لم يسمع بالقرارات الدولية والإقليمية و القُطرية الرافضة لحكومتهم الموازية والتي تقتضي من القيادة تناولها على الأقل من باب إظهار شئ من الإهتمام بها لهذه الدول و الكيانات الكبيرة.
هذا الخطاب عنوان ورسالة للدول الداعمة له وتأكيد لها أنه لا يصلح لقيادة ولم تعد له قوة يمكن التعويل عليها.
هذا الخطاب أخجل جنده وأتباعه فلم يظهروا إحتفاءا أو إهتماماً به ولم تعلق عليه القيادات الإعلامية ولا الميدانية بحديث عنه إن تبقي منها شئ.
أمس يوم إعلان حميدتي و اعترافه بنهايته و نهاية كيان الدعم السريع .