تقارير

رئيس وزراء أسبانيا يبحث قضايا الهجرة في ثلاث دول أفريقية

المحقق – عثمان صديق

أنهى رئيس الوزراء الأسباني جولة في ثلاث دول في غرب أفريقيا هي السنغال وغامبيا وموريتانيا، تهدف إلى مواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده خاصة عبر أرخبيل جزر الكناري، وإلى زيادة التعاون مع هذه الدول لمكافحة مهربي المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا وتشجيع الهجرة القانونية.

ويعود تاريخ وصول أول المهاجرين إلى الأرخبيل إلى أغسطس 1994. لكن جزر الكناري ليست المنطقة الوحيدة في جنوب إسبانيا المتضررة من هذه الظاهرة، فقد سجلت مدينة سبتة الصغيرة، وهي جيب متنازع عليه بين المغرب و أسبانيا ويقع على الساحل الشمالي للمغرب، زيادة حادة في عدد الوافدين في الأسابيع الأخيرة. وسبتة هي واحدة من اثنتين فقط من الحدود البرية للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية، والأخرى هي مليلية، وهي الأخرى جيب إسباني آخر يقع في الشرق ومتنازع عليها مع المغرب.

كناري تدعو لتقاسم المسئولية

وسبق هذه الجولة تصريحات لرئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري، فرناندو كلافيجو مطلع الأسبوع دعا فيها دول الاتحاد الأوروبي إلى تحمل نصيبهم من المسؤولية لمعالجة قضايا الهجرة حتى لا تضطر جزر الكناري إلى تحمل كل ضغوط الهجرة وحدها، لأن المهاجرين وجهتهم الوصول إلى أوروبا عبر الكناري ثم أسبانيا أو فرنسا.

126 بالمائة زيادة سنوية في معدلات الهجرة

وقد شهدت الفترة من الأول من يناير إلى 15 أغسطس 2024م وصول 22 ألف مهاجر إلى جزر الكناري، مقابل (10) ألف في نفس الفترة من عام 2023، أي بزيادة قدرها 126%. وذلك بحسب صحيفة ليزإيكو الفرنسية، وبالنسبة لإسبانيا ككل، تبلغ الزيادة 66% من (19 – 31) ألف مهاجر. وبالتالي من المحتمل أن يتحطم الرقم غير المسبوق البالغ (40) ألف وافداً المسجل العام الماضي، مما يؤكد أن هذا الطريق الأطلسي إلى جزر الكناري أصبح الطريق الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا، على الرغم من خطورته الشديدة التي تتسبب في وفاة الآلاف منهم كل عام.

تعهد أسباني موريتاني بالهجرة الآمنة

والتقى بيدرو سانشيز في نواكشوط بالرئيس محمد الشيخ الغزواني ، وأصدرا إعلاناً مشتركا تعهدا فيه بالعمل معاً لتعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية وضمان معاملة عادلة وإنسانية للمهاجرين، بالإضافة إلى مكافحة الجريمة المنظمة “من أجل الحفاظ على علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين” حسبما أشارت وكالة الأنباء الموريتانية.

ووفقاُ لمصدر من رئاسة الحكومة الإسبانية، فإن موريتانيا تستضيف حالياً حوالي 200 ألف لاجئ من ضحايا عدم الاستقرار في منطقة الساحل. ولم تتضح القيمة الإجمالية للاتفاقيات التي تم توقيعها مع كل من موريتانيا وغامبيا والسنغال – وخاصة موريتانيا – لمساعدتها وتشجيعها على مضاعفة جهودها من أجل منع مغادرة طالبي الهجرة لأراضيها.

للبابا رأي آخر

ومع تزايد شعبية اليمين المتطرف ضد المهاجرين واتجاه الساسة الأوربيين لاستمالتهم إلا أن البابا فرانسيس أدان محاولات صد المهاجرين ووصفها بأنها “خطيئة جسيمة” بحسب موقع ” لورينت لو جور” الفرنسي، كما دعا البابا للترحم على ارواح الذين ماتوا في البحر أو تم التخلي عنهم في الصحراء. وأشار إلى أن الوضوح يقتضي القول بأن هناك من يعملون بشكل منهجي بكل الوسائل لرد المهاجرين ، وهذا بكل ضمير ومسئولية خطيئة خطيرة وأضاف: “حتى بعض الصحاري، للأسف، تصبح مقابر للمهاجرين. ليست وفيات في كثير من الأحيان طبيعية بل في بعض الأحيان يتم تركهم في الصحراء”.

البحث عن حياة كريمة

وترى منظمات حقوق الإنسان أنه مع تطور العلم واستخدامات التقانة وفي عصر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار ينبغي أن لا تحدث الوفيات للرجال والنساء والأطفال المهاجرين وهم يهربون من أوضاع مأساوية لا يد لهم فيها وإنما هم مجرد ضحايا مغلوب على أمرهم، وإلا لما خاطروا بركوب البحر طمعاً في حياة كريمة هي حق أصيل من حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى