رسالة لندن
راشد عبد الرحيم
رسالة لندن ثوب سوداني كانت تلبسه أمهاتنا هو إسم الموضة الأنسب لتقدم.
ما واجهته تقدم ورئيسها حمدوك الخميس الماضي في لندن هو غضبة شعبية عفوية لم تخرج من منظمين يعدون اللافتات والهتافات.
حصيلة ذاك اليوم التي خرجت بها تقدم من أمام (تشاتم هاوس) هي أنها فقدت جمهورها في مواقع نفوذها التقليدي في أوروبا والغرب والعالم كله. فهتفت الجماهير للجيش وضد تقدم.
لم يستطع حمدوك الخروج من الهجمة الشعبية إلا عبر إجلاء بواسطة الشرطة البريطانية.
في ذات اللقاء عبر رئيس تقدم عن موقفهم الثابت الذي يؤكد أنهم ظهير سياسي للتمرد وآلة طيعة في يد الغرب.
قال حمدوك مخاطباً جمعهم (أبشركم بأن حميدتي حي).
بشارة بأن من قتل أهلهم وشردهم واستهزأ بشيوخهم وإغتصب نساءهم حي ليستعدوا لمزيد من العدوان.
بيَّن حمدوك عن مواقفهم السياسية وعمالتهم للخارج بالتعبير عن إحباطهم من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش الذي أدان فيه مجازر التمرد البشعة في الجزيرة.
ظلت تقدم تطرح نفسها علي أنها صاحبة ثورة ديسمبر التي لم تبق حرب الجنجويد منها ما يرتجي.
في لندن إستبان لهم أنهم لا يمثلون الشعب السوداني وما هم غير أسماء تدعي تمثيل احزاب لم تختارهم ليقودوا الشعب السوداني.
قيادات تقدم ما هي إلا مجموعة أفراد تحمل أسماء قوي سياسية.
أعجب لمن يدعي تمثيل الشعب السوداني و لا يستطيع أن يتحرك بينه إلا بمساعدة الشرطة.
الذين خرجوا في لندن هم أبناء الفاشر و الخرطوم و ود النورة و أزرق والسريحة و كل من بطش التمرد بأهلهم.
ما حدث في لندن هو أوضح دليل علي أن تقدم فقدت الشعب السوداني والمجتمع الدولي كله ممثلاً في الأمم المتحدة وكل الدول المنددة بالتمرد.
ظلت تقدم تصنف الناس وتضع الحدود السياسية وتعزل خصومها وتصرف لهم (الروشتات) كيفما سولت لها نفسها.
بموقف الجماهير في لندن تأكد للجميع أن تقدم بعيدة عن تطلعات و هموم الشعب السوداني و لا ترى بشاعة الحرب و لا أطماع القوي الخارجية التي تعجز أن تستنكر انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة والإغتصابات التي وقعت علي السودانيين من حليفها تمرد الجنجويد.
لم تستطع تقدم مواجهة السودانيين في لندن فهل تستطيع أن تفعل ذلك داخل السودان؟