رأي

قتل الكيزان

وجه قائد ثاني مليشيا الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بقتل الكيزان و قال لقواته (أي كوز يقتل طوالي و ما في زول يعمل حماية لكوز أو يعترض على قتله).
قال ذلك أمام القوات التي حشدها لتتوجه إلي الشمالية و نهر النيل .
حسب فهم التمرد فإن الشمالية هي معقل الكيزان و قد كرر حميدتي ذلك كثيراً و وثق له متحدثهم الربيع و كثير من قادتهم عدة مرات و في حسابات موثقة خاصة في منصة (X) .
منذ إندلاع الحرب حدد هؤلاء الأوباش أعداءهم في الكيزان و الجيش القوات والمحاربة معه و المجاهدين .

(الكوز) هو في المفهوم العام للسودانيين من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين و تنسب عبارة (الدين بحر و نحن الكيزان) لأحد قادتهم، و يقصد منها أنهم من (يغرف) من الدين للناس .
دقلو و متمرديه لم يقدموا تعريفاً لمن هو الكوز في معتقدهم و يطلقون هذه الصفة علي كل من يريدون قتله و يوجه له إتهام أنه من المخابرات أو ينسب للقوات المسلحة حتي و لو كان خارج الخدمة.
هذا يعني أننا أمام عمليات تصفية و قتل لكل من ينتمي لل (الكيزان) حتى و لو كان مدنيا و لم يشارك في الحرب أو كان صاحب مال أو دار يطمع فيه (الأشاوس) ، أو كان مظهره يدل علي تدين سواء بإطلاق اللحية أو إرتياد المساجد . كما أن هذا التوصيف سيشمل كثيراً من الجماعات الإسلامية مثل أنصار السنة و الطرق الصوفية.

نحن أمام عمليات قتل للمدنيين سواء من الكيزان أو من يودون قتله وفق أوامر دقلو .
قتل بالإشتباه أو الترصد و دون محاكمة و دون إعلام أهله بعد تصفيته و ذلك حسب تقديرات القاتل و تصنيفه للقتيل .
بل القتل في حواضنهم و يطال من يرفض أعمالهم فقد قال (أي زول ضد الإستنفار يقتل طوالي .. يتصفى طوالي .. نديهو رصاص)
خطاب عبد الرحيم أمام قواته التي يوجهها للشمالية حفل بالعديد من توجيهات القتل و منها قتل كل تاجر سلاح أو تاجر ذخيرة .
لم يسلم من توجيهات دقلو الدموية حتي ضباط قواته الذين فروا من المعارك و قال عنهم إنهم (عردوا و قعدوا مع أمهاتهم و مع العوين) و من لم يُسلم منهم للمقدمة خلال ساعات سيفصل و يحاكم، و قرار الفصل عنده يسبق المحاكمة .
لم يستطع هذا القائد الدموي السيطرة علي قواته من قبل في المعارك التي قال عنها إنها كانت في (المكان الغلط) و ستكون أكثر بشاعة عندما تحارب في المكان الصحيح المستهدف منهم.

هذا أول قائد يصرح بما يخالف كل القوانين محلية و دولية و يخالف مبادئي العدالة و الديمقراطية التي يعدون الناس بها .
التمرد يعد أهل السوان ببشاعة أشد و على الشيوع و آكثر قبحا من التي شهدوها منه من قبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى