أخبارسياسية

قمة استثنائية لزعماء مجموعة دول الجنوب الأفريقي لاستعادة السلام الدائم في شرق الكونغو الديمقراطية

هراري- المحقق – عثمان صديق

أشاد رئيس مجموعة دول الجنوب الأفريقي (ساداك) ، الرئيس منانجاجوا – رئيس جنوب أفريقيا – في كلمته الافتتاحية أمام القمة الاستثنائية لمعالجة الأزمة الأمنية والإنسانية المتصاعدة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أشاد بالدول الأعضاء وأمانة مجموعة دول الجنوب الأفريقي لدعمهم الثابت في ضمان الأمن الجماعي، وأقر بتمديد مهمة مجموعة دول الجنوب الأفريقي في جمهورية الكونغو الديمقراطية (SAMIDRC).

وقال رئيس (ساداك) إن هناك حاجة إلى استمرار دعم القوات على الأرض، وأضاف أنه رغم الحزن على الخسائر بين القوات، إلا أن العزم راسخ لضمان السلام والاستقرار ولا بد من متابعة أهمية الحوار وبناء السلام بجرأة في الكونغو الديمقراطية.

وقالت صحيفة “هيرالد” الزيمبابوية (الجمعة) أن القمة أكدت التزام الكتلة الإقليمية لدول جنوب أفريقيا (سادك) باستعادة السلام والاستقرار في المنطقة التي مزقتها الصراعات. وسلطت قمة سادك الضوء على الوضع الإنساني المزري الذي يعيشه ملايين النازحين داخليًا شرقي الكونغو وسط صعوبات شديدة. ودعا الرئيس منانجاجوا الشركاء الدوليين إلى زيادة الدعم لجهود الإغاثة، وقال إنه يجب بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة والانخراط في مداولات صريحة وقائمة على الحقائق لضمان السلام الدائم.

وشهد مطار روبرت موغابي الدولي في العاصمة الزيمبابوية هراري، وصول العديد من رؤساء الدول والحكومات الإقليمية والدول المعنية صباح (الجمعة) للمشاركة في القمة. وقد التقى رئيس سادك الرئيس منانجاجوا بالأمين التنفيذي للكتلة السيد إلياس ماجوسي الخميس قبل القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات.وأطلع السيد ماجوسي الرئيس منانجاجوا على الاستعدادات للاجتماع والأجندة التي سيتم تغطيتها.

وتأتي القمة الاستثنائية التي يستضيفها مبنى البرلمان في أعقاب اجتماع الترويكا الأخير في دار السلام، بقيادة الرئيسة التنزانية سامية سولوهو حسن، والذي أرسى الأساس لاستجابة إقليمية موحدة.

وكانت مجموعة تنمية جنوب أفريقيا (سادك) قد قامت بنشر قوة متعددة الجنسيات من جنود جنوب أفريقيا وتنزانيا وملاوي كجزء من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ،ومنذ بدء هجوم حركة (23 مارس) على مدينة غوما شرقي الكونغو الديمقراطية، في نهاية الأسبوع الماضي، فقدت جنوب أفريقيا ثلاثة عشر جنديًا بينما قتل ثلاثة من جنود مالاوي. ورغم أن المعلومات المقدمة بشأن حالتهم تظل مجزأة، فإن الوضع في الوقت الراهن صعب للغاية بالنسبة لتلك القوات المتمركزة في قواعدها في غوما وساكي، عليه يتعين على زعماء الدول الأعضاء في مجموعة تنمية دول الجنوب الأفريقي أن يقرروا خلال هذه القمة – من بين أمور أخرى – المتابعة التي يتعين تقديمها لمهمة المجموعة في المنطقة، والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية العام.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد نزح حوالي 400000 شخص في شمال وجنوب إقليم كيفو منذ بداية هذا العام وحده.

وأفاد المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مات سالتمارش بأن “القنابل سقطت” على مخيمات للأشخاص الذين شردهم العنف في جنوب وشمال كيفو. ومن بين هذه الهجمات هجوم وقع في 20 يناير ، عندما أدت الانفجارات في موقع كيتالاجا في جنوب كيفو إلى مقتل طفلين. وفي 21 يناير ، دُمرت خمسة ملاجئ مؤقتة في نزوولو، بالقرب من غوما، بينما تأثر موقع بوشاجارا – أيضًا بالقرب من غوما – “بشدة، مما تسبب في حالة من الذعر وموجات جديدة من النزوح القسري”، حسبما قال سالتمارش للصحفيين في جنيف. وأشار إلى أن القصف العنيف الناجم عن الاشتباكات التي شارك فيها متمردو حركة (23 مارس) أجبر الأسر على الفرار من مواقع النزوح المختلفة على أطراف غوما ومحاولة البحث عن الأمان داخل غوما.

وقد أظهرت فرنسا اهتماما كبيرا بالوضع في الكنغو الديمقراطية فأوفدت (الخميس) وزير خارجيتها جان نويل بارو في زيارة إلى كينشاسا حيث التقى بالرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، كما التقى بالرئيس الرواندي بول كاغامي في كيغالي (الجمعة).

و ترغب فرنسا في التذكير بأنها حليف استراتيجي لجمهورية الكونغو الديمقراطية. ولذلك تحشد باريس ترسانتها الدبلوماسية كاملة للتوصل إلى حل للأزمة في شرق البلاد. وأضاف موقع “راديو فرنسا الدولي” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى العديد من المكالمات الهاتفية شملت كلاً من رئيس الكونغو الديقراطية ورواندا وكينيا وجنوب أفريقيا والكونغو برازافيل وأنغولا وبوروندي وأوغندا .

وأكد الإليزيه أن هناك “إجماعا عاما على ضرورة التوصل إلى إنهاء الأعمال العدائية باعتباره شرطاً أساسياً لاستئناف الحوار.

ويرى المراقبون أن هناك تقارباً في وجهات النظر لدى كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ومجموعة (ساداك) بضرورة ممارسة مزيد من الضغط على كل من حركة 23 مارس ورواندا وأيضا الأطراف الكونغولية. لأن كينشاسا ما زالت تتوقع المزيد من العمل بعد أن عانى شعب شرق البلاد لفترة طويلة جدًا من ويلات الصراع وفقدان الأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى