لمن لا يعرف د. جبريل!!
خاص بالمحقق
محجوب فضل بدری
الذين يعرفون طبيعة الصراع الداٸر فی بلادنا، والحرب التی أشعلتها المليشيا المتمردة بإيعاز من القحاطة (الله يكرم السامعين) ومَنْ وراءهم من عملاء المخابرات الأجنبية، لا يستغربون، استخدامهم لمختلف الأسلحة النارية، أو الإعلامية
، وأساليب الحرب النفسية المتنوعة، بكل مافيها من خُبثٍ و(خباٸث !!)
وتخذيل وفِتَن وشاٸعات ومكاٸد.
وكان المستهدف فی الآونة الأخيرة (القوات المشتركة) بكل مكوناتها بعدما اصطفت إلیٰ جانب القوات المسلحة وأبلت بلاءً حَسَناً، وأذاقت المليشيا المتمردة من الذل والهوان ألواناً، وحرَّمت عليهم دخول الفاشر شنب الأسد، وتكسرت موجات هجوم المليشيا المتتالية علی صخور جيشنا والقوات المشتركة٠
كان الإسفين الأول الذی حاولت الجهات المعادية دَقَّه بين الجيش والقوات المشتركة هو إن القوات المشتركة ستكون بمثابة مليشيا جديدة بعد إندحار المليشيا المتمردة!!
،لكن هذه البضاعة بارت عندما أكَدَ قادة الحركات المسلحة بأنَّهم موافقون علی دمج قواتهم فی الجيش.
ثُمَّ طَفَت علی السطح مقولة أن القوات المشتركة قبضت ثمن مشاركتها بالدولار عدَّاً نقداً، وزادت علی ذلك بمطالبتها بأسلحة نوعية ثقيلة !! ولم ينجلي غبار هذه الفرية، حتی برز إلیٰ السطح خبر مفاده بأنَّ الدكتور جبريل إبراهيم محمد وزير المالية والإقتصاد، قد تقدَّم بإستقالته من منصبه كوزير للمالية، بل ومن موقعه كرٸيس لحركة العدل والمساواة !!
ولأننا معشر السودانيين نهتم بالأسماء والأشخاص، أكثر من إاهتمامنا بالمواقع والمٶسسات فإنَّ خبر إستقالة د۔جبريل المزعومة أخذت حيِّزاً كبيراً من الإهتمام خاصةً وإن الخبر قد صدر من صحفی كبير معروف بموقفه المعادی للمليشيا المتمردة والقحاطة وإنحيازه لجانب الحق أی للجيش وللشعب٠
وَلِمَنْ لا يعرفون د۔جبريل، نقول، إنَّه لم ينحاز لقبيلته يوماً، وقد سَفَّه أحلام بعض الأفراد من حركته الذين تحدثوا سرَّاً أو جهراً، عن دولة زغاوة، وقال بالفم المليان (مافی قبيلة بتحكم السودان) .
د۔جبريل المٶهل أكاديمياً لم يشغل أی منصب دستوری فی حياته قبل أن يقبل بمنصب وزير المالية، فی الوقت الذی كان الكثيرون يتوقعون أن يَتَوَّلیٰ منصب رٸيس الوزراء، أَمَا وقد قبِل بمنصب وزير المالية فی ظرف مثل الذی كان ولا زال يمر به السودان فذاك مما يُحمد له، ويشهد له الجميع بتفانيه فی تصريف مهام هذا المنصب الذی لا يحبه أحدٌ، وبهذه المناسبة، دعونی أحكی لكم هذه الطُرفة، فقد كان المرحوم عبد الوهاب أحمد حمزة وزير دولة بوزارة المالية، وحكی طُرفة حتی ضحك الحضور جميعاً، وقال له الرٸيس البشير (بالله يا عبد الوهاب إنتَ بتعرف تتونس وتحكی نكات ؟)
فردَّ عليه(يا سيد الرٸيس أنا والله ما كَعَب، كعب المنصب الأنا قاعد فوقو ده!!) !!
د۔كتور جبريل راضی يقعد لكم فی منصب كعب !! يتهرب منه أُولی العزم من الإقتصاديين!!
د۔جبريل فَقَد أعزَّ أقرباٸه فی قضية دارفور، وليس شقيقه د۔خليل وحده، ومع ذلك لم يتوقف عند إاستشهاد أخيه وواصل المسيرة، وأشهد له أمام الله،ثمَّ أمامكم بسعية المخلص الدٶوب للوصول لسلامٍ يعم جميع أرجاء السودان وتلك وقاٸع كنت شاهد عيان عليها، لم يحن الوقت بعد للبوح بها !!
د۔جبريل ولا أُريد أن أقصم ظهره بالثناء عليه، رجلٌ زاهد عابد تقی نقی صالح ورِع،
لا تشغله الدنيا بزُخْرفها، ولا ينسیٰ الآخرة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتیٰ الله بقلبٍ سليم٠
ولا أقول دعوا الرجل وشأنه، فالذی يشغل منصباً عامَّاً يعلم إن ضريبة ذلك المنصب باهظة، ليس آخرها التعريض به، وإنتهاك خصوصيته،
والتشكيك فی نزاهته، والطعن فی مقدراته، لكننا مولعون بالنقد الهدَّام و ادعاء المعرفة والعلم، وموبوٶن بداء الحسد٠
أعلم يقيناً بأنه ليس هناك من المنتقدين لوزير المالية د۔جبريل، بقادرٍ علی شغل المنصب لو أُسنَد إليه لأن (الفی البر عوَّام!!)
وأعلم إن فی حركة العدل والمساواة العديد من الكفاءات لكن د۔جبريل الأكثر كفاءةً، كما إنه لم يطلب هذا الأمر لنفسه بل جاءت به لواٸح الحركة ونُظُمها، ولو خُيِّر لما اختار !!
هذه شهادتی لوجه الله تعالیٰ، وقد أمسكتُ عن ذكر الكثير من المواقف التی تُحسب للدكتور جبريل إبراهيم محمد إلتزاماً بأدب المجالس .. والمجالس أمانات٠
النصر لنا جيشاً وقوات مشتركة وقوات نظامية٠
والخزی والعار للمليشيا المتمردة ومن أعانها من عملاء الداخل، ودويلة الشر
وما النصر إلَّا من عند الله
ولانامت أعين الجبناء