مركز الدائرة الجديدة

وائل الكردي
في كل ما سيأتي أقول (ربما).. بأن الماسونية بمعناها الدلالي الذي أنشئت به (البناؤون الأحرار) وهو (الاستقطاب السري والخفي لجهود الأفراد والمؤسسات البارزين والنافذين والمؤثرين في العالم من غير اليهود من أجل دعم بناء الوطن القومي لليهود على أراضيهم المقدسة وتحقيق سلطة الشعب المختار، وذلك باستغلال كل القيم الإنسانية الكلية والعليا ظاهريا) قد أدت مهمتها تاريخياً وحضارياً، بعدما اكتمل بناء دولة إسرائيل وأصبحت في وجودها واقعاً محتماً ذات سيادة وقوة وقدرة على التحكم المباشر في مصائر كثير من الشعوب بواسطة (فن تدوير المصالح العليا)، فلم تعد الآن هناك حاجة حقيقية للحركة الماسونية إلا على نحو شكلي أكثر الشيء ، ليتحول الراهن العالمي اليوم إلى مرحلة جديدة تدار بدولة اسرائيل المكتملة هي مرحلة (ما بعد الماسونية) أي مرحلة ما بعد البناء، وهي مرحلة التحكم والسيطرة والتوجيه ..
وهذه المرحلة الراهنة في إدارة العالم وفق غايات المصالح العليا تحتاج إلى مركز للدائرة بمواصفات ومقومات معينة ..
أولاً، أن تكون دولة المركز أو المحور هذه بعيدة عن اسرائيل.
ثانياً، أن تكون على قمة هرم الرأسمالية العالمية .
ثالثاً، وهو الأهم ، أن يكون أغلب مواطنيها من عنصر أجنبي ، أي ليست دولة ذات أصالة سكانية.
وهكذا فإن الفرجار ذو الحدين الذي يرتكز أحدهما على المركز ويرسم الآخر محيط الدائرة يمثل ارتباطاَ بين دولتين في الوصول إلى حالة القوى العالمية العظمى بتحالفهما معا .. وهما دولة إسرائيل ودولة إيران !!
يبدو في الظاهر أن بين الدولتين صراع طاحن ، ولكنه ربما كان في الحقيقة صراع زائف للفت أنظار العالم نحوه في حين أن أيديهما متشابكتين من وراء ظهر العالم لفعل مخطط آخر .. ودلالة ذلك أن أمريكا تساند إسرائيل لأن اليمين المسيحي المتطرف المسيطر عليها يؤمن بأن المسيح لن يعود إلا بسيادة بني إسرائيل على الأرض رغم أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح في العقيدة الإنجيلية .. وكذلك أيضا إيران على نفس المنطق في مشروعها لإعادة تأسيس الدين الاسلامي العالمي على أساس اللاهوت العلوي وأخذ الحق التاريخي المقدس للحسين والمرهون به سيادة الأمة الشيعية كأمة عظمى، هي في ذلك لعلها تحتاج بالضرورة إلى دعم النفوذ الاسرائيلي في المنطقة كوسيلة لغاياتها .. فكل ما يحدث في المنطقة هو ربما بتحالف اسرائيلي – إيراني – امريكي .
أما عن الإمارات ، فهي مركز الدائرة التي منها رسم محيطها .. ويمكن أن نلاحظ أن العناصر الأربعة المذكورة هي متحققة تماما في الإمارات .. فهي لا تحدها حدود مع إسرائيل ، وهي على قمة الهرم الرأسمالي العالمي . وهي أغلب سكانها مجنسين وليسوا عرب بالأصالة وأكثر المجنسين فيهم ذوو أصول إيرانية ويحتلون مناصب قيادية وسيادية في الدولة، وهذا يوضح ارتباط الامارات بالمشروع الاسرائيلي الإيراني ..
ويبقى السؤال الكبير .. ما هي اليد التي تمسك بالفرجار وتضعه على مركز الدائرة وترسم به محيط الدائرة؟ .. الإجابة ، فتش عن (الصين)… حيث السيطرة والتحكم هما غاية هناك وليس وسيلة .
ولعل المستقبل القريب كفيل بالإثبات أو النفي .