واقع الحال .. وأراجيف الضلال

الطيب قسم السيد
كنت قد تناولت في مقال سابق على شرف ذكرى استقلال السودان، التاسعة والستين،، تأثيرات العدوان الدولي الذي دبر لابتلاع السودان، بإرشاد قوى دولية وإقليمية، يعاونها عملاء ومنتفعون من بني الجلدة، لتحقيق أهداف محسوبة خطط لها مدبروها منذ وقت بعيد باستغلال طموح آل دقلو المتهور، في السيطرة على السودان والاستيلاء على السلطة، وتأسيس مملكتهم المتوهمة، دون اعتبار لما يراق من دماء، وما تزهق من أرواح، وما يلحق بالبلاد من دمار.
فكان المقال ذاك مخصصا لتأثيرات المؤامرة، الدولية الكبري علي السودان وظلالها على المناسبات والبرامج والأنشطة الأبرز خلال العام 2024م.
وعبر هذا النقال رأيت أن أخصص هذه المساحة لتفنيد الأكاذيب والادعاءآت التي ظل يرددها مستشارو مليشيا الدعم السريع، عبر القنوات والوسائط التي تستضيف وتتحرى اختيار مَن هم أكثر معاقرة وتعاطيا للكذب والتضليل، والادعاء الأجوف المكشوف حول مايجري على الأرض في السودان، وقد ظلوا يرددون، على الدوام أنهم يسيطرون عل ماهو فوق السبعين بالمائة من أرضه.. ولكن الواقع الماثل يحكي بالتفصيل عن انتصارات مؤثرة وداوية للجــــــيش، وتراجع وانهيار ظل يلاحق الميليشيا في أهم وأخطر الجبهات، في الخرطوم، وسنار، والجزيرة، وشمال دارفور. وتحول برنامج الجزيرة مباشر، (الحرب المنسية) في الفترة الأخيرة، إلى منبر دائم لكشف أكاذيب المتحدثين باسم المليشيا، أمام الجاهرين بالحق، ومسانديه، الماشين صدقا وواقعية بكل ما يدحض افتراءات المكابرين من المنتفعين مستشارين كانوا أو مساندين.
طالعت مؤخراً تقريراً دقيقاً رصد انتصارات الجيش السوداني خلال العام 2024م، كأنما جاء استكمالا لمقالي السابق الذي نشر في “المحقق”، الأثنين الماضي بعنوان (2024 أحداث وظلال). إذ خاض الجيش السوداني وفق ذلك التقرير الموثوق، خلال العام المنصرم، معارك عسكرية ضارية خالدة.
وسجل انتصارات داوية مؤثرة، دحضت ادعاءآت وأكاذيب المتحدثين باسم المليشيا عبر الوسائط المرئية والمسموعة، الورقية والحديثة، الإقليمية والدولية والصادرة عن غرف إعلامهم الكذوبة.
فقد كان العام المنقضي، 2024م عام تحرير أحياء أم درمان القديمة، بعد معارك ضارية معها وخلالها، هزم الجيش السوداني وطرد القوة التي ظلت متمركزة في الإذاعة السودانية، منذ بداية الحرب التي أشعلتها المليشيا في أبريل من العام 2023م
واستعاد مبنى الإذاعة والتلفزيون. وأعقب ذلك التقاء جيشي الوادي والمهندسين، ثم تحرير الحلفايا والدروشاب والسامراب وأجزاء أخرى واسعة من الخرطوم بحري، وهو الآن على مشارف الالتحام بين كتائبه الزاحفة من الشمال إلى الجنوب، عند نقطة سلاح الإشارة.
واسفر تقدمه كذلك عن إنهاء تمدد الميليشيا في سنار وحرر جبل موية.. ومسايد ومساجد وقباب اليعقوباب.
وأخرج جيوب المليشيا الإرهابية، التي تسللت إلى الدندر، والسوكي، وسنجة.. وود النيل وأبو حجار، وتقدم بالجزيرة وحرر قرأها في محلية ود الحداد بدءا بقندال طيبة، وقندال الباجور، مرورا بحلة مكي وود الحداد، وفارس والدنيقلة، والحاج عبد الله، وتقدمت قواته حتى مشارف بوابة ودمدني الجنوبية. موازاة لخطوط الزحف القادم من مصنع سكر غرب سنار والمتقدم من جهة الغرب من محور المناقل ، وغازل الجيوش القادمة من الشرق حتى قرى الحرقة والفقيشة والجميعا ، ليتوج هذا المد، إنتصاراته الباهرة،، في دارفور بتدمير قواعد المليشيا وما أنشأت من مرافق، وما شيدت من مهابط ومطارات ومخازن للسلاح وكل أدوات النهب والقتل والسلب، والتشوين والاجتياح. أعقب ذلك دك متحركات الفزع حول مليط والمالحة وهلاك وأسر الآلاف من المرتزقة، وتحييد أهم القادة الميدانين إما بالقتل أو الأسر أو إجبارهم على الهروب كحالة القائد المعرد الهارب جمعة دقلو وغيره من المختفين قسراً بأمر الجيش والقوات المشتركة، والخاصة والمستنفرين.
فإذا قرأنا كل هذا، مع صمود الفرقتين السادسة في الفاشر بالمشتركة، والفرقة (22) في بابنوسة، وعودة الآلاف إلى سنار، و أم درمان وتطبيع الحياة فيها وانسياب الحياة فيها بتوفير الخدمات، وانحسار التدوين على شمالها الذي بات نادراً أو معدوماً، ومع اعتزام سكان الكدرو والدروشاب والسامراب، والحلفايا وشمبات العودة إلى ديارهم،،
فعن أي تقدم للمليشيا تتحدثون أيها المرجفون.