رأي

وثبة إحكام السيطرة

د. إبراهيم الصديق علي

يمكن وصف العملية العسكرية اليوم الخميس 26 سبتمبر2024م بأنها :
(- احكام للسيطرة و تأكيد التفوق العسكري
-وعملية منسقة وفق رؤية كلية.
-وأنها جرئية وواثقة)..

أما أهدافها العسكرية تبدو فى :
– ربط المناطق العسكرية المختلفة ما بين المهندسين و القيادة العامة وسلاح الإشارة و الكدرو ووادي سيدنا ، والمدرعات والشجرة وقد تحققت هذه الخطوة بنجاح كبير وتوفيق من الله.. ومن خلال جهد ساعات قليلة فى المواجهة ، فقد تم إزالة ارتكازات وقناصة من مواقع مهمة كان تحييدهم يستغرق وقتا طويلا..
– تضييق على مساحة تحرك المليشيا وتقليل قدرتها على الحركة والمناورة من خلال التحكم فى الجسور الرئيسية ، وتلاحظ عجز مليشيا الدعم السريع تحريك أي فزع مؤثر ، وخاصة من منطقة جنوب الخرطوم (المخزون البشري) ومن منطقة شرق النيل ، وهذه إشارة إلى تقلص قوة المليشيا بالخرطوم..

وما حدث اليوم هو أكبر إنتشار للجيش وانفتاح في الخرطوم وأكبر جبهة مواجهة موحدة منذ بداية هذا العام..
– يمكن قراءة تراجع قوة المليشيا ومناصريها في إدارة الحرب النفسية من خلال الميديا ، وربما فوجئت بالحدث ، وهذا عنصر مهم في تحركاتهم ، وانحسر نجوم (اللايفات) لديهم ، دون أن نتجاهل الدور الكبير الذي تلعبه منصات (قحت) سابقا و (تقدم) حاليا ، مع أنها تفتقر إلى تدفق المعلومات ، ولجأت لذات الحيل القديمة (بث أخبار مضللة) ورفع سقف التوقعات واعادة فيديوهات قديمة ، وحتى نشر خبر عن (سلفاكير)..
– وفى المقابل فإن هذه النقطة مغفول عنها في تحركات الجيش ، ويأت النشر بإجتهادات غير موثوقة وكثيرا ما تستثمر فى التضخيم ، إن وجود مراسلين معتبرين ونشر مقاطع فيديو قصيرة وذات أغراض محددة وفي وقت مناسب ومواكب أمر ضرورى ومؤثر..

– ردة فعل المليشيا للرد على التحرك العسكرى جاء متواضعاً ، فقد هاجمت قوة من 15 عربة وعدد من المواتر والمشاة منطقة الهدى بالجزيرة لتحقيق أى نصر معنوي ، ولكنهم خسروا الرهان ، ولم يعد بأيديهم أي خيار آخر.. فالانفاس مقطوعة والخطوط متباعدة..
-اما كونها عملية منسقة ، فإن ساعة الصفر توافقت مع زخم دبلوماسي فى الأمم المتحدة ، ولقاءات الرئيس البرهان مع قادة دول ومنظمات دولية ، وهذا يشير إلى أن الأمر تم التخطيط والتنفيذ له فى بعده السياسي والعسكري فى آن واحد ، وهذه النقطة لأول مرة أقف عليها طيلة 17 شهرا من الحرب ، وهو أمر يشير إلى عنصر المبادرة اصبح فى يد المؤسسة العسكرية وأنها تخطط وتنفذ دون ضغط أو انزعاج من تداعيات الأحداث.. وهذه نقلة أخرى فى المشهد العسكري ..

-اما كونها جريئة وواثقة فإن توقيتاتها حرجة ، في تداعياتها وأبعادها وقوة تأثيرها..
حفظ الله البلاد والعباد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى